قيادي كردي أكد أن «قسد» ستتجه إلى الحكومة السورية حال انسحاب واشنطن … فيدان: روسيا محايدة نوعاً ما بشأن إعادة العلاقات بين سورية وتركيا!
| وكالات
مع عودة الإدارة التركية للحديث عن إعادة العلاقات مع سورية مرة جديدة، تطرق وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى الموقف الروسي، إذ اعتبر أن موسكو «تقف على الحياد»، وذلك بالتزامن مع تهديد «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا بعمل عسكري داخل الأراضي السورية «بمجرد صدور الأوامر»، جاء ذلك مع تزايد وتيرة الحديث عن انسحاب أميركي محتمل من سورية، وتأكيدات مسؤول كردي أن ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية-قسد» ستتوجه إلى الحكومة السورية في هذه الحال.
وفي مقابلة مع قناة «أيه خبر» التلفزيونية التركية، قال فيدان، حسب ما نقلت وكالة «الأناضول»، أمس السبت: إن روسيا تقف على الحياد «نوعاً ما» بخصوص إعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق، وأضاف فيدان: «إذا أرادت حكومة دمشق اتخاذ خطوات بشأن بعض القضايا الحاسمة، فلا أعتقد أن الروس سيقولون لا، لكنني لا أعتقد ولا أرى أن الروس سيمارسون ضغوطاً كبيرة لاتخاذ هذه الخطوات، وبصراحة يبدو أنهم محايدون بعض الشيء بشأن هذه القضية».
وأشار فيدان إلى ضرورة اتخاذ بعض الخطوات اللازمة للتوصل إلى حل في المسألة السورية، متحدثاً عن مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وهو الأمر الذي سبق أن رحبت به الحكومة السورية مراراً وقدمت كل التسهيلات الممكنة لذلك.
كلام فيدان جاء بعد أيام من حديث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف عن تفاؤل روسي بتغيير في السياسة الأميركية مع تولي إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الرئاسة رسمياً في العشرين من كانون الثاني المقبل، معتبراً أن ذلك قد يؤدي إلى تسوية سريعة في سورية، مع الأخذ في الاعتبار ميل إدارة ترامب «لمعالجة المشكلات في المنطقة».
وسبق أن أعربت روسيا غير مرة عن دعمها خطوات التقارب بين دمشق وانقرة وقدمت مبادرات عدة بهذا الصدد من شأنها الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها، بينما تواصل أنقرة بين الفينة والأخرى إعادة خلط الأوراق والتهديد بإطلاق عمليات عسكرية بزعم إقامة ما تسميه «منطقة آمنة» بعمق الأراضي السورية. وبهذا الصدد، أعلن المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، عمر جيليك، أن القوات المسلحة التركية في وضع «استعداد دائم لإجراء عمليات عسكرية في سورية أو العراق بمجرد صدور الأوامر»، مؤكداً في الوقت نفسه أن لا أوامر حالياً بهذا الخصوص.
وفي مؤتمر صحفي بعد اجتماع اللجنة التنفيذية المركزية للحزب في أنقرة، نقلته مواقع الكترونية معارضة، قال جيليك: إن القوات المسلحة التركية «تراقب التحركات في المنطقة، وخلال السنوات السابقة كانت تصدر أوامر العمليات العسكرية، ويتم التخطيط لها، وفي غضون أسبوع أو عشرة أيام أو شهر يتم تنفيذها».
وأضاف: «نحن لسنا في مثل هذا الوضع الآن، لكن قواتنا المسلحة في حالة استعداد دائم مع صدور الأوامر، ويراقبون الوضع باستمرار في المنطقة على عمق 30 كيلو متراً»، وذكر جيليك أن «قضية الحفاظ على عمق 30 كيلومتراً من الحدود آمناً مسألة حساسة ومهمة جداً، وعندما ترى الحكومة أي تحرك من الإرهابيين تعتبره تهديداً من الدرجة الأولى، فإن ذلك يدفعها للتحرك الفوري واتخاذ الإجراءات اللازمة».
كذلك، أكد مصدر في وزارة الدفاع التركية لشبكة «TRT» التركية أول من أمس الجمعة أن أنقرة ستنفذ عمليات عسكرية في شمال سورية «إذا لزم الأمر»، والحجة أن تركيا ستواصل العمل مع روسيا وإيران «لمكافحة الإرهاب والحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية»، من دون إعارة مطالب سورية وبواعث قلقها أي اهتمام حيال هذا الأمر، وهي التي أكدت أن الإعلان عن جدول زمني لانسحاب القوات التركية من الأراضي التي تحتلها شرط لأي تقارب مع أنقرة.
هذه التطورات تزامنت مع تأكيد ما يسمى «سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكوردي» في سورية، شلال كدو، أمس السبت، أنه في حال انسحاب أميركا من سورية سوف تتجه «قسد» إلى الحكومة السورية، معيداً إلى الأذهان ما دأبت الميليشيات على الترويج له من أنها ستكون جزءاً من الجيش العربي السوري. وقال كدو في حديث لموقع «باسنيوز» الكردي: إن «ملف انسحاب الجيش الأميركي من مناطق شمال شرق سورية وارد جداً بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وسوف يكون ملف الانسحاب من المنطقة عموماً على طاولة الرئيس حين استلام مهامه بعد أقل من شهرين من هذا التاريخ».