الخبر الرئيسي

الاحتلال أعلن المطلة منطقة عسكرية مغلقة وأنه سيواصل العدوان بشكل قاسٍ جداً! … المقاومة تضرب قاعدتي «شراغا» و«ستيلا ماريس» وصواريخها تصيب شوارع حيفا بدمار كبير

| الوطن

على حالها لا تزال خطوط التماس في جنوب لبنان، ولم تتمكن مجازر العدو وتوحشه على كل المحاور من تحقيق أي إنجاز يمكنه من إعلان انتصاره، فيما لا تزال المقاومة على صمودها وصواريخها القادرة على الوصول إلى أي نقطة تحددها آلمت أمس قواعد العدو العسكرية ومعها الكريوت ومدينة حيفا المحتلة والتي أشعلتها صواريخ المقاومة من جديد، في وقت لا تزال ورقة وقف إطلاق النار الأميركية قيد التداول السياسي، حيث ستحدد ملامح الميدان المصير النهائي لجميع الحلول المطروحة على الطاولة.

معركة «أولي البأس» دخلت أمس يومها الـ55، مع استمرار تصدي المقاومة لمحاولات تقدّم جيش العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية- الفلسطينية، بالإضافة إلى عمليات استهداف مواقع وقواعد وانتشار جنود العدو وقصف قواعده العسكرية والمستوطنات في شمال وعمق فلسطين المحتلة.

و‏استهدف مقاومو حزب اللـه مقر قيادة كتيبة المشاة التابعة للواء الشرقي 769 في ثكنة ‏راميم مرتين بصليات صاروخية، كما قصفوا قاعدة شراغا وهي المقر الإداري لقيادة لواء غولاني شمال مدينة عكا المُحتلّة، واستهدفوا قاعدة ستيلا ماريس البحريّة وهي قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كم، شمال غرب ‏حيفا.

كما شنت المقاومة الإسلامية هجوماً جوّياً بسربٍ من ‏المسيّرات الانقضاضيّة على مقر وحدة المهام البحريّة الخاصة «الشييطت 13» في قاعدة عتليت جنوب مدينة حيفا المُحتلّة وأصابت أهدافها بدقة، وعرض الإعلام الحربي مشاهد من عملية استهداف المقاومة قاعدة «طيرة الكرمل» التابعة لجيش العدو الإسرائيلي جنوب مدينة حيفا المحتلة.

حزب اللـه وفي بيان لاحق له قال: «استهدفنا بصاروخ موجه دبابة ميركافا عند الأطراف الشرقية لبلدة شمع وأوقعنا طاقمها بين قتيل وجريح».

بموازاة ذلك، أكدت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حاول التوغل مجدداً إلى الأراضي اللبنانية عبر بلدة الضهيرة ومحور طيرحرفا والجبين، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين حزب اللـه وقوات الاحتلال.

وفي كيان الاحتلال، تحدثت القناة «12» الإسرائيلية، عن انقطاع الكهرباء عن مناطق عدة في نهاريا عقب دوي صفارات الإنذار والهجوم الذي شنه الحزب بالمسيرات على قواعد ومقرات العدو الإسرائيلي.

جيش الاحتلال الإسرائيلي من جهته، تحدث عن إطلاق نحو 35 صاروخاً من لبنان تجاه منطقة خليج حيفا والجليل خلال الرشقة الصاروخية الأخيرة التي أطلقت من لبنان، زاعماً أن الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة من دون وقوع إصابات.

وفي وقت لاحق مساء أمس أقر المتحدث باسم جيش الاحتلال بسقوط عدد من الصواريخ في مدينة حيفا المحتلة، وقال: إنه «بعد التنبيهات التي تم تفعيلها في منطقة حيفا تم رصد نحو عشر عمليات إطلاق عبرت من الأراضي اللبنانية، حيث تم اعتراض بعضها وتم رصد سقوط عدد من الصواريخ».

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة اندلاع النيران في عدد من المباني وحجم دمار كبير ألحقته صواريخ المقاومة في حيفا، فيما أكد إعلام العدو انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من المدينة المحتلة نتيجة القصف، في وقت كانت تدوي فيه صفارات الإنذار في كريات شمونة ومسغاف عام والمنارة ومرغليوت بإصبع الجليل المحتل.

وقبل وصول صواريخ حزب اللـه بقليل أعلن قائد القيادة الشمالية الإسرائيلية مستوطنة المطلة منطقة عسكرية مغلقة بسبب ما سماه نشاط جيش الاحتلال في جنوب لبنان.

رئيس حكومة الاحتلال ووزير حربه أعلنا وفقاً لهيئة البث الإسرائيلية الموافقة على رفع وتيرة الضربات في لبنان للضغط على حزب اللـه وفق زعمهم، وقال رئيس الأركان الإسرائيلي: «سنواصل القتال وشن ضربات في العمق وضرب حزب اللـه بشكل قاسٍ جداً».

الحديث الإسرائيلي عن الضرب القاسي رغم المجازر المستمرة التي يرتكبها العدو بحق المدنيين في لبنان والتي لم تهدأ وتيرتها منذ بدء العدوان، جاء على وقع ملامح إيجابية حول المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في لبنان، وفق وصف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي قال في تصريحات صحفية له أمس: إن «الجو إيجابي والشغل ماشي، وإن شاء اللـه تصل الأمور إلى خواتيم طيبة»، من دون أن يخوض في تفاصيل أخرى، تاركاً ذلك للنقاشات داخل الغرف المغلقة.

وأضاف بري: إن «العبرة تبقى في الخواتيم»، وخصوصاً أن «التجربة مع الإسرائيلي لم تخلُ يوماً من ألغام إسرائيلية ومماطلات متتالية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تنسف كل جهد يُبذل، على غرار ما جرى في غزة على مدى أكثر من سنة، ومن هنا يبقى الحذر واجباً».

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت ثمة مهلة زمنية للبنان لتقديم رده على مقترح التسوية، قال بري: «لا أحد يلزمني بمهل أو مواعيد».

وفي تصريح صحفي آخر أشار بري إلى أن حظوظ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل تتجاوز 50 بالمئة، وأن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين حصل على الضوء الأخضر من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لدفع المحادثات قدماً.

ولفت إلى أنه تلقّى مسودة اتفاق من السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون تحتوي على بنود محددة، متوقعاً: «إعلان موقفي النهائي الأسبوع المقبل».

تأتي هذه التطورات في وقت تخوض فيه المقاومة الفلسطينية معركة استنزاف طويلة ضد جيش الاحتلال رغم التحديات الكبيرة التي يفرضها استمرار العدوان الإسرائيلي.

وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أعلنتا عن سلسلة من العمليات النوعية شمال غزة شملت تدمير آليات عسكرية إسرائيلية وقنص جنود للاحتلال كان آخرها ما أعلنته المقاومة مساء أمس، إضافة إلى قصف مواقع للجيش الإسرائيلي بصواريخ وقذائف متطورة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن