الدوري الكروي الممتاز يستكمل مؤجلاته … مهرجان فرح في دير الزور بطله الكرامة … الشعلة كسب الرهان وحطين سقط في الامتحان
| ناصر النجار
في توقف الدوري الحالي استكمل اتحاد كرة القدم مبارياته المؤجلة باستثناء مباريات فريق الوحدة المتوقفة دولياً التي ما زالت أخبارها غائبة دون أي بيان أو تصريح رسمي سواء من اتحاد الكرة أو من نادي الوحدة يضع النقاط على الحروف ويوضح ما ستؤول إليه الأمور، ومع غياب أي تصريح رسمي يبقى الأمر رهن الشائعات وأغلبها سلبي، بل إن الأندية أو بعضها بات يحتج على اتحاد الكرة لبقاء الحال على ما هو عليه دون أي حسم، لأن الضريبة في المحصلة العامة سيدفعها الجميع.
الجمعة الماضي أنهيت مؤجلات الأسبوع الماضي وأقيمت ثلاث مباريات، اثنتان منها انتهتا بنتيجتين غير متوقعتين، وكانت الثالثة طبيعية.
جبلة وصيف الدوري يخسر على أرضه أمام الوافد الجديد الشعلة بهدف، وحطين يخسر خارج أرضه أمام الطليعة في حماة بهدف، المفاجأتان تجلتا للفوارق الكبيرة بين الفائز والخاسر، وهذا الأمر يفرض على الجميع إعادة النظر بسياسة كرة القدم وطريقة التعامل بها، وحطين (وكما تابعنا) حشد للدوري فريقين كاملين من خيرة اللاعبين سواء من يمتلكون الخبرة، أم من المواهب الصاعدة ويفشل في تحقيق نتيجة مرضية أمام الطليعة فهذا مرده أمران اثنان لا ثالث لهمان أولهما: إن المال وحده لا يصنع كرة قدم ولا يحقق بطولة وبعد مباراتين لحطين لم يقدم لنا الفريق شخصية البطل التي يبحث عنها كل أنصار الحوت، ففوزه الضئيل على جبلة لم يتحقق إلا لكون ضيفه كان غير جاهز، وخسارته أمام الطليعة أشارت إلى غياب روح كرة القدم وحافز الفوز، ومعنى السيطرة والاستحواذ على الكرة في المباريات باتت لغة خشبية لم يعد يؤمن بها أحد، فالمهم في كرة القدم نقاط المباراة وتسجيل الأهداف، وفريق مدجج بخيرة اللاعبين لا يسجل في مباراتين إلا هدفاً واحداً هو العجب العجاب، وهو يرسم الكثير من إشارات الاستفهام حول كيفية إدارة كرة القدم في نادي حطين وإذا كان كل هذا الإنفاق على كرة القدم لم يجد نفعاً، فالإنفاق كله بات هدراً للمال، لأنه لم يوظف في المكان الصحيح.
ونحن نلاحظ أن حطين (على ما يبدو) لم يخرج من أذى خسارة الفريق الثلاثية في نهائي بطولة درع اتحاد كرة القدم أمام الوحدة، وكأن هذه الخسارة كان لها كل هذا الأثر السلبي على الفريق، ولا بد من علاج سريع.
بكل الأحوال لم يمض من مباريات حطين سوى اثنتين، ومراجعة الذات اليوم ضرورية والأهم تحديد أماكن الخطأ لمعالجتها بطريقة إيجابية لا تنعكس على الفريق بشكل سلبي، فيغرق بسبب القرارات الارتجالية كما حدث مع الفريق في الموسم الماضي.
الأمر الثاني: هو نادي الطليعة الذي تأخر بالاستعداد ولم يتعاقد مع لاعبي النخب الأول، واقتصر بتعاقداته على لاعبيه مع إضافلا بسيطة، ليؤكد أن أبناء النادي باتوا أهم من أي وافد جديد على النادي، وهذا يجعلنا نفكر جدياً بالعودة إلى الأصول وإلى مقولة الولاء والانتماء إلى قميص النادي وهو أهم بكثير من الانتماء إلى المال.
من خلال متابعتنا لنادي الطليعة نجد أنه قارع أهم أندية الدوري التي فرضت نفسها كمرشحة للبطولة أو المربع الذهبي، فواجه أهلي حلب في معقله وفرض عليه التعادل بهدف لمثله، ثم لعب مع الوثبة في حمص، وتكررت النتيجة، وها هو بالأمس يتغلب على حطين، لذلك نجد أن العزيمة والإصرار في نادي الطليعة أسفرا عن نجاح التحدي الذي وضع الفريق بين فرق المقدمة دون خسارة، والأمل أن يستمر الطليعة بهذا النفس حتى يبقى الرهان عليه ناجحاً على الدوام.
مفاجأة ثقيلة
مباراة جبلة مع الشعلة شكلت صدمة كبيرة لعشاق النوارس، فكل أبناء جبلة لا يعترفون بالخسارة على أرضهم، وإذا أحصينا المباريات التي خسرها جبلة على أرضه في المواسم السابقة لوجدناها قليلة جداً، فما بالك أن يتلقى الفريق خسارة من وافد جديد على الدوري وبالأصل غاب عن كرة القدم أكثر من خمسة عشر عاماً!
قبل المباراة كل التوقعات كانت تشير إلى فوز جبلة، بل إن الجماهير القادمة إلى الملعب وضعت الفوز في حسبانها، لكن بعد المباراة كانت صدمتها كبيرة، وبعد ثلاث مباريات بات البعض يتساءل: هل الفريق يسير عكس التيار؟ ومن المسؤول عن هذه النتائج؟
خسارتان وتعادل، نتائج لا تليق بفريق جبلة الذي اعتاد أن يكون بين الأربعة الكبار إن لم يكن منافساً، وعلى ما يبدو طموح عشاق جبلة بنيل اللقب سيؤجل إلى موسم قادم إن استمر الوضع على الشاكلة هذه.
في عموم الكلام فإن جبلة كأغلب الأندية يمر في أزمة مالية ولولا تصدي رئيسه للمهام سنة أخرى لما وجدنا اليوم نادي جبلة بعد أن تخلى عنه كل داعميه كحالة عامة فرضتها الظروف الاقتصادية، لكن ما بقي من لاعبين هم أغلبهم عماد الفريق سواء في المواسم الماضية أو الموسم الحالي، واللاعبون الجدد سواء من أبناء النادي أو من خارجه لا يقلون مستوى عن الكثير من لاعبي النخبة في بقية الأندية، لذلك قد تكون المشكلة في الفريق فنية أو أنه يحتاج إلى صدمة إيجابية عبر نتيجة إيجابية تضع الفريق على سكة الانتصار فيتجاوز أذى المباريات الثلاث السابقة.
على المدرب أن يبحث في الأسباب، فإذا كانت الخسارة أمام حطين في اللاذقية (مبلوعة) والتعادل مع الكرامة بسبب القرارات التحكيمية (كما وصفها) فبماذا يصف الخسارة أمام الشعلة؟!
المباراة بعيداً عن نتيجتها حملت الكثير من النقاط الإيجابية.
الاستقبال الحار من إدارة نادي جبلة لضيفها فريق الشعلة الوافد الجديد وعبر هذا الاستقبال والحفاوة عن الكرم واللطف اللذين تتمتع بهما إدارة نادي جبلة ما ينعكس على تمتين العلاقات وتوثيق المحبة بين جماهير الأندية وهذه البادرة نتمنى أن تتكرر وشاهدنا مثيلتها في دير الزور في استقبال نادي الفتوة لضيفه الكرامة، والمفارقة في الأمر أن كلا الضيفين فاز على مضيفه!
الأمر الإيجابي الآخر هو فريق الشعلة الذي فاز على مستضيفه وبين جماهيره، وهو الفوز الأول تاريخياً للشعلة على جبلة، في جبلة، وهذا ينم عن حسن الإعداد والاستعداد للدوري، ويكفي الشعلة فخراً أنه الفريق الوحيد الذي لعب ثلاث مباريات ولم يدخل مرماه أي هدف، والمباريات الثلاث لعبها خارج أرضه، وهو في مرتبة الوصافة مشتركاً مع الطليعة والوثبة ويتقدم على أندية عريقة كأهلي حلب والجيش.
على العموم الشعلة أمام مفترق طرق، فإما هذه النتائج تمنحه الدعم الكامل والروح المعنوية العالية لمواصلة المشوار بثقة وإيجابية وتضعه أمام مسؤولياته كاملة، وإما أن تكون عامل ضغط كبير عليه فيتعثر، وهذا ما لا نتمناه لفريق يريد أن يضع قدماً بين الكبار.
أفراح الدير
أخيراً صدحت جماهير الدير على ملعبها وهي تستقبل أولى مباريات دير الزور وتتابع فريقها على الهواء مباشرة تشجع وتساند، وبالفعل كانت المباراة مهرجاناً كروياً جميلاً.
ربما الأمنيات لم تكن كاملة، فالأمنية الأولى التي لم تتحقق أنها لم تر فريق البطولة على أرضها وهو القادر على إضفاء جمال على جمال الجماهير والملعب، والأمنية الثانية أن فريقها لم يحقق الفوز، لكن يمكن الفخر بأن أغلب اللاعبين هم من أبناء النادي الحقيقيين القادرين على الدفاع عن ألوانه وحمل رايته الزرقاء، الفتوة يجب أن يستمر بهذا النهج، وعندما نتذكر ماضي النادي، فإننا لا نتذكر أنه كان يستعين بلاعبين من خارج النادي لأن صفوفه كانت مكتملة ولا يوجد مكان فارغ لأي لاعب مهما بلغ مستواه، أجيال كثيرة ومتميزة خرجت من الدير كأنور عبد القادر ومحمود حبش وهشام خلف وعمر السوما ومحمد العبادي وعدي جفال، وهناك أجيال قادمة، إنما تنتظر من يطلقها ومن يدعمها ومن يضعها على الطريق الصحيح.
فريق الكرامة واصل مشواره الناجح وهو اليوم يتصدر الدوري الكروي بسبع نقاط من انتصارين وتعادل، كما ذكرنا فإن الأهم في الدوري هو حصد النقاط وهو ما فعله نادي الكرامة، لكنه لم يصل حتى الآن إلى تحقيق معادلتي الأداء والنتيجة، وربما الفريق بحاجة إلى المزيد من الوقت ليصل إلى مرحلة الانسجام والتناغم، فمدربه فجر إبراهيم، استلم متأخراً ولعل فلسفته الكروية لم تصل بعد إلى الفريق.
الكرامة أحد أبرز الفرسان القادمين بقوة نحو اللقب والمقدمة وهذا ما أشارت إليه الأسابيع الثلاثة الأولى، وتصديق ذلك سيتم عبر المباريات المتتالية، فإما أن يستمر في المقدمة أو يتراجع وهذا الأمر في عالم الغيب.
من كواليس الجمعة
– ثلاثة أهداف سجلت يوم الجمعة في المباريات الثلاث فصار عدد أهداف الأسبوع الأول ستة أهداف من خمس مباريات.
– الأهداف الثلاثة جاءت جميعها في الشوط الأول عكس الأهداف الماضية الذي جاء أغلبها في وقت متأخر.
– خلت المباريات الثلاث من البطاقات الحمراء وركلات الجزاء، وانتهت بكل محبة ومودة وشهدت مباراة جبلة والشعلة خروج ثلة من الجماهير عن آداب الملاعب فرمت العبوات البلاستيكية على الحكم المساعد الثاني، ما استوجب إنذاراً من الحكم وهو ما كلف النادي غرامة مالية حسب الإجراءات الانضباطية.
– اشتكى نادي حطين من القرارات التحكيمية وطالب بركلتي جزاء على الأقل بلقاء الطليعة.
وقد وضع هذه الحالات على مواقع التواصل الاجتماعي، ونحن نطلب توضيحاً من لجنة الحكام وتفسيراً لها، وسبق أن طلبنا ذلك في مباراة جبلة مع الكرامة، لكن بقيت لجنة الحكام إذناً من طين وأخرى من عجين.
الأسبوع الرابع
تنطلق مباريات الأسبوع الرابع بدءاً من يوم الجمعة القادم في حماة، الطليعة مع جبلة وفي اللاذقية حطين مع الوثبة وفي الحمدانية أهلي حلب مع الوحدة وفي اللاذقية تشرين مع الجيش وعلى ملعب الجلاء في دمشق الشرطة مع الفتوة، وفي حمص على ملعب الباسل الكرامة مع الشعلة.
وعلى لسان عضو اتحاد كرة القدم رئيس لجنة المسابقات محي الدين دولة فإن الوحدة سيبدأ الدوري اعتباراً من الأسبوع القادم مهما كان جواب الفيفا، ولو لم يصل أي جواب!