التعليم في الحسكة يتحدى الظروف … مديرية التربية لـ«الوطن»: خروج 95 بالمئة من المدارس من يد «التربية» ومشكلة الكتاب المدرسي ما زالت مزمنة
| الحسكة- دحام السلطان
تعمل مديرية تربية الحسكة في ظل الظروف المعوّقة الراهنة والمحيطة بالتعليم، التي تأتي ضمن إطار التوجه الحكومي للاهتمام بالواقع الخدمي ومن ضمنه الشأن المعني بالعملية التعليمية والبنى التحتية المرتبطة بها في المحافظة، من أجل العمل على رفع سويتها وإيجاد منافذ جديدة لها في ظل الظروف القاهرة التي تعيشها المحافظة من خلالها، نتيجة خروج أكثر 95 بالمئة من المدارس من يد الدولة بالمحافظة، بفعل تدمير قسم منها من قبل المجموعات المسلحة، وتحويل القسم الآخر والأكبر منها إلى مقار عسكرية من قبل المحتلين الأميركي والتركي.
وفي إطار مما بقي ومتوافر من المدارس بين يدي تربية الحسكة اليوم في ظل واقع كهذا، فإن «التربية» تقوم على متابعة أعمال وإنجاز التأهيل والصيانة للمدارس في مدينتي الحسكة والقامشلي والريف القريب منهما، التي تحتوي وبحسب إحصاءات «التربية» 167460 طالباً وطالبة، موزعين على الحلقة الأولى من الصف الأول وإلى الصف السادس، وعلى الحلقة الثانية من الصف السابع وإلى الصف التاسع، وعلى التعليم الثانوي العام والمهني، وعلى رياض الأطفال من خلال مشروع «استعدوا للالتحاق بالمدرسة»، وعلى منهاج الفئة «ب» للمتسربين وفق تعليم «عامين بعام»، وعلى المدارس المنزلية أيضاً، وعلى مستوى قطاعي التعليم الحكومي والخاص.
وبيّنت مديرة التربية إلهام صورخان في حديث خاص لـ«الوطن» أن أعمال التأهيل والصيانة التي نفذتها دائرة الأبنية المدرسية الفرعية بالمديرية وبالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة بالمحافظة، خلال فترة العطلة الصيفية وإلى الآن شملت مدرستي «صفي الدين الحلي، وزكي الأرسوزي» بمدينة القامشلي، عن طريق «منظمة المجلس النرويجي»، لافتة إلى أن كلتا المدرستين لا تزالان قيد الترميم والتأهيل إلى الآن.
وأضافت: تم استبدال عدد من الأرضيات للغرف المسبقة الصنع في مدارس «الأندلس الريفية، والشهيد جاسم الدهش، والشهيد شمس الدين، وأبي ذر الغفاري، والشهيد إدوار ايواس» بمدينة الحسكة عن طريق «منظمة اليونيسيف» بأرضيات من مادة السيراميك، مشيرة إلى أنه تم تنفيذ عدد من الصيانات المتفرّقة من خلال خطة الموازنة الاستثمارية بالمديرية في مدارس «يثرب وتجمّع العذراء وتجمّع أبي ذر الغفاري، ومديرية التربية».
وأشارت صورخان إلى أن العملية التربوية في محافظة الحسكة، تجري ضمن هذا الواقع الذي يشهد التعليم فيه حالة اختناق شديدة نتيجة لخروج نسبة أكثر من 95 بالمئة من المدارس من يد التربية، بوجود مشكلة الكتاب المدرسي التي لاتزال هي الأخرى مشكلة مزمنة ولم يغط ما وصل منه سوى نسبة 25 بالمئة من الحاجة المطلوبة منه للمدارس الحكومية بالمحافظة.
وأشارت إلى أن محافظ الحسكة لؤي محمد صيّوح، قام خلال أيام الأسبوع الماضي بافتتاح مدرسة «خربة جاموس» المحدثة للتعليم الأساسي «شمال شرق الحسكة» بكلفة 1.4 مليار ليرة، والتي تُخدّم نحو 30 وحدة ريفية وتجمّع سكني في الريف المحيط بها، ولديها القدرة على استيعاب أكثر من 400 تلميذ وتلميذة كي تمكنهم من الحصول على حقهم في التعليم والاستمرار في مواصلة العملية التعليمية لجميع المراحل اللاحقة، منوهة إلى أن المدرسة تحتوي على 8 شعب صفية، وتتوضع على مساحة إجمالية تصل إلى 2500 متر مربع.