قمة «آبيك» اختتمت أعمالها بتأكيد الالتزام بالتجارة والتعاون متعدد الأطراف … الرئيس شي: عدم تجاوز الخطوط الحمراء.. بايدن: ملتزمون بسياسة صين واحدة
| وكالات
دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الولايات المتحدة إلى عدم تجاوز الخطوط الحمراء في علاقاتها مع الصين، وأشار إلى أن مبدأ «الصين الواحدة» والبيانات المشتركة الثلاثة بين البلدين هي الأساس السياسي للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة، ويجب احترامها، جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع شي والرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي «آبيك» في عاصمة البيرو، ليما، التي اختتمت أعمالها مساء أول من أمس السبت.
واختتمت القمة الحادية والثلاثون لـ«آبيك» في العاصمة البيروفية ليما بمشاركة الدول الـ21 الأعضاء، وصدر في نهاية القمة إعلان «ماتشو بيتشو» الذي لخص نتائج الاجتماع الذي انطلق يوم الجمعة الماضي.
وحسب وكالة «شينخوا» الصينية التقى الرئيس شي على هامش أعمال القمة بايدن، وشدد على أن من الأهمية بمكان امتلاك تصور استراتيجي صحيح، وعدم خوض «حرب باردة» جديدة لا يمكن كسبها، كما أكد أن مسألة احتواء الصين أمر غير حكيم وغير مقبول ومحكوم عليه بالفشل.
كما دعا الرئيس شي إلى إقران الأقوال بالأفعال، وأشار بهذا الصدد إلى أن بلاده أوفت دائماً بأقوالها فيما كان الجانب الأميركي دائماً يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر، لافتاً إلى أن ذلك سيكون ضاراً بصورته، وسيقوض الثقة بين الصين والولايات المتحدة.
وشدد الرئيس الصيني على ضرورة المعاملة بين البلدين على قدم المساواة، بوصفهما دولتين كبيرتين، «فلا ينبغي للصين ولا للولايات المتحدة السعي إلى إعادة تشكيل الأخرى وفقاً لإرادتها الخاصة، أو قمع الأخرى انطلاقاً مما يسمى «موقع القوة»، أو حرمان الأخرى من الحق المشروع في التنمية بغية الحفاظ على مكانتها الرائدة».
واعتبر شي أنه من الأهمية بمكان عدم تجاوز الخطوط الحمراء والمبادئ الأساسية، فالتناقضات والاختلافات بين دولتين رئيستين مثل الصين والولايات المتحدة أمر لا يمكن تجنبه، ولكن لا ينبغي أن يقوم أحد الجانبين بتقويض المصالح الأساسية للجانب الآخر، ناهيك عن السعي إلى الصراع أو المواجهة،
وقال: مبدأ «الصين الواحدة» والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة هي الأساس السياسي للعلاقات بين البلدين، ويجب احترامها، إضافة إلى أن مسألة تايوان، والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومسار الصين ونظامها، وحق الصين في التنمية هي أربعة خطوط حمراء بالنسبة للصين، يجب عدم تحديها، هذه هي أهم حواجز الحماية وشبكات الأمان بالنسبة للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة.
وأكد شي أن وجود علاقات مستقرة بين الصين والولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية ليس فقط لمصالح الشعبين، بل أيضاً لمستقبل ومصير البشرية جمعاء، مضيفاً: إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة أن تواصلا استكشاف الطريق الصحيح لتحقيق التوافق بين الدولتين الكبيرتين بشكل جيد وأن تحققا التعايش السلمي وطويل الأمد على هذا الكوكب، وأن تضخا المزيد من اليقين والطاقة الإيجابية في هذا العالم، وقال: إن الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة للدخول في الحوار وتوسيع التعاون وإدارة الخلافات للحفاظ على الزخم الذي تحقق بجهد شاق من أجل تحقيق الاستقرار في العلاقات الصينية الأميركية.
كما شدد شي على أن مواقف الصين وأفعالها بشأن قضية أوكرانيا كانت دائماً صريحة وواضحة، ولفت إلى أن الصين تقوم بجهود دبلوماسية ووساطة مكثفة لتعزيز محادثات السلام، وتبذل كل جهد ممكن من أجل السلام، وتسعى بجد لخفض التصعيد، وأردف بالقول: إن الصين لا تسمح بحدوث صراع واضطرابات في شبه الجزيرة الكورية، مشيراً إلى أن البلاد لن تقف مكتوفة الأيدي عندما يتعرض أمنها الاستراتيجي ومصالحها الأساسية للخطر.
من جانبه، اعتبر بايدن أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين أهم علاقة ثنائية في العالم، ليس فقط للشعبين، وإنما أيضاً لمستقبل العالم، ورأى أنه تقع على عاتق الحكومتين مسؤولية تجاه الشعبين والعالم بألا تتحول المنافسة إلى صراع، وأضاف إنه خلال السنوات الأربع الماضية، عمل الجانبان معاً لإعادة بناء أو إنشاء قنوات اتصال، حيث أجرى الفريقان الدبلوماسي والأمني في كثير من الأحيان اتصالات استراتيجية وحواراً صريحاً ومتعمقاً، ما ساعد الجانبين على فهم بعضهما بعضاً بشكل أفضل.
وأوضح بايدن أنه منذ اجتماعه مع شي في سان فرانسيسكو قبل عام، حقق الجانبان تقدماً ملموساً فيما يخص العلاقات العسكرية ومكافحة المخدرات وإنفاذ القانون والذكاء الاصطناعي وتغير المناخ والتبادلات الشعبية، وقال إن الجانبين يدعمان مسعى بعضهما بعضاً لاستضافة اجتماعات «آبيك» ومجموعة «الـ20» على التوالي في عام 2026، ما يدل على ما يمكننا القيام به للشعبين عندما نعمل معاً.
وذكر بايدن أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة وإلى تغيير نظام الصين ولا تسعى إلى توجيه تحالفاتها ضد الصين، كما أنها لا تدعم «استقلال تايوان»، وليس لديها نية للدخول في صراع مع الصين، ولا تعتبر سياستها تجاه تايوان وسيلة للتنافس مع الصين، مشيراً إلى أن الجانب الأميركي سيظل ملتزماً بسياسة «الصين واحدة».
وحسب شينخوا، أكد الرئيسان مجدداً على التفاهمات المشتركة المكونة من 7 نقاط بشأن المبادئ التوجيهية للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وهي معاملة بعضهما بعضاً باحترام، وإيجاد طريقة للتعايش السلمي مع بعضهما بعضاً بسلام، والحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة، ومنع الصراع، والتمسك بميثاق الأمم المتحدة، والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وإدارة الجوانب التنافسية للعلاقة بمسؤولية.
وقبل ذلك، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال كلمته في القمة الـ31 لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي «آبيك» إلى تحمل المسؤولية تجاه العصر والتعزيز المشترك لتنمية منطقة آسيا-الباسيفيك، واقترح شي بناء نموذج منفتح ومترابط لتعاون آسيا-الباسيفيك، وقال «علينا أن نبقى على التزام بالتعددية والاقتصاد المفتوح، وندعم بقوة النظام التجاري متعدد الأطراف وفي القلب منه منظمة التجارة العالمية، ونعيد تنشيط دور آبيك بشكل كامل كحاضنة للقواعد الاقتصادية والتجارية العالمية، ونعزز التكامل الاقتصادي والارتباطية الاقتصادية على المستوى الإقليمي».
وفي ختام القمة، أصدر القادة المشاركون إعلان «ماتشو بيتشو» الذي أكد «الالتزام بالتجارة والتعاون المتعدد الأطراف»، وذكر الإعلان أن التغيرات السريعة في الاقتصاد العالمي تشكل فرصاً ومخاطر لاقتصادات «آبيك» في الوقت نفسه.
وأكد دعم الزعماء المشاركون بالقمة للنظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على القواعد الذي تمثله منظمة التجارة العالمية، ولفت الانتباه إلى القضايا المؤثرة في الاقتصاد العالمي كتغير المناخ والأمن الغذائي وأمن الطاقة، وأضاف: «ترتبط التجارة والاستثمار بشكل مباشر بالعوامل الحاسمة التي تؤثر في الاقتصادات مثل الاستدامة البيئية والأمن الغذائي وأمن الطاقة».