استشهاد محمد عفيف المسؤول الإعلامي في الحزب بعدوان إسرائيلي على مبنى «البعث» في قلب بيروت … حزب اللـه يدك ثكنة معاليه غولاني بالصواريخ ويشتبك مع قوات العدو من مسافة صفر
| وكالات
واصل حزب اللـه أمس، عملياته العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث دك ثكنة معاليه غولاني وهي مقر قيادة لواء حرمون 810، ومنطقة الكريوت شمال مدينة حيفا المُحتلّة بصليتين صاروخيتين، وهاجم بقذائف المدفعية والصواريخ تجمعات لجنود الاحتلال عند أطراف بلدات الخيام وشمع التي كمن فيها مقاتلوه لقوات جيش العدو الإسرائيلي المتقدمة عند الأطراف الشرقيّة فيها، واشتبكوا معهم من مسافة صفر وأوقعوا إصابات مؤكدة في صفوف تلك القوات.
وعلى وقع اتصالات التسوية مع بيروت، بدأ الاحتلال الإسرائيلي بإزالة الحواجز العسكرية في المستوطنات القريبة والملاصقة لحدود فلسطين المحتلة مع لبنان، وسط توقعات بسحب قواته من هذه المستوطنات خلال الأيام المقبلة، بالتوازي مع استمرار اعتداءاته الوحشية على القرى والبلدات والمدن اللبنانية وارتكابه المزيد من المجازر بحق المدنيين اللبنانيين.
وفي التفاصيل، وفي أولى عملياتهم أمس، استهدف مقاتلو الحزب عند الساعة الـ06:00 من صباح أمس، ثكنة «معاليه غولاني» (مقر قيادة لواء حرمون 810)، بصليةٍ صاروخية، حسبما ذكر الإعلام الحربي في بيان نشره على موقعه في «تلغرام».
وأكد البيان أن تلك العملية جاءت في إطار «دعم الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه».
وبعد نصف ساعة، هاجم مقاتلو الحزب تجمعاً لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام، بصلية صاروخيّة، وفق ما ذكر الإعلام الحربي في بيان مماثل.
وعند الساعة الـ10:15 من صباح أمس، استهدف مقاتلو الحزب منطقة «الكريوت» شمال مدينة حيفا المُحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة، ليعودوا ويهاجموا بعد ساعة من تلك العملية تجمعاً لقوات جيش الاحتلال عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة شمع، بقذائف المدفعية، وذلك حسبما ذكر إعلام الحربي في بيانين منفصلين.
جاء ذلك، بعد أن نشر الإعلام الحربي بياناً آخر أكد فيه أن مقاتلي الحزب كمنوا عند الساعة الـ11:15 من مساء أول من أمس السبت لقوات جيش الاحتلال المتقدمة عند الأطراف الشرقيّة لبلدة شمع.
وحسب البيان، فإنه عند وصول قوات الاحتلال لنقطة الكمين، اشتبك مقاتلو الحزب معهم بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخيّة من مسافة صفر، ما أدى إلى وقوع إصابات مؤكدة في صفوف قوّات الاحتلال.
وفي وقت لاحق أمس، استهدف مقاتلو الحزب عند الساعة 02:00 ظهراً، تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة الخيام، بصليةٍ صاروخية، ثم عادوا بعد نصف ساعة من تللك العملية لاستهداف تجمع آخر لتلك القوات في ثكنة راميم (هونين)، بصليةٍ صاروخية أيضاً، وفق ما ذكر الإعلام الحربي في بيانين منفصلين.
وفي السياق، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحزب أطلق خلال الساعة الماضية ما لا يقل عن 20 صاروخاً نحو حيفا والجليل الغربي، حيث «دوّت انفجارات في سماء خليج حيفا بالتزامن مع محاولات اعتراض صواريخ، حسب قناة «الميادين» التي أضافت: إن صافرات الإنذار دوت في مدينة عكا المحتلة والكريوت.
وفي وقت لاحق، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية حسب «الميادين»، إلى أن 15 انفجاراً سمعت أصواتها في منطقة الكريوت، شمال شرق حيفا، بعد أن تم الإبلاغ عن دوي صافرات الإنذار في عكا والكريوت، عقب صلية صاروخية أطلقت من جنوب لبنان.
وأضافت تلك الوسائل الإعلامية: إنه تم الإبلاغ عن دوي انفجارات في سماء خليج حيفا بالتزامن مع محاولات اعتراض صواريخ، فيما أفيد عن سقوط صاروخ في «كفار مسريك» جنوب عكا.
وبشأن المجريات الميدانية، أوضحت «الميادين»، أن الفرقة 210 في جيش الاحتلال الإسرائيلي فشلت في التوغل البري إلى بلدة الخيام عبر الوزاني في جنوب لبنان.
وأضافت القناة: إن الحزب «قصف السبت 5 قواعد عسكرية ما أدى إلى حصار مدينة حيفا بالنار خلال العملية»، مستهدفاً 3 من نواحي المدينة في وقت واحد، حيث «لم يترك الحزب خلال عمليته سوى بعض المسالك الآمنة نسبياً على الرغم من وقوعها قرب دائرة النار».
وتابعت: إن «من المسالك الآمنة نسبياً التي تركها الحزب، المنطقة الشرقية باتجاه جامعة حيفا ومتنزه الكرمل»، مبيّنة أن «أسلوب حزب اللـه الجديد المتمثل بقصف 5 أهداف في آن معاً، قلل المناطق الآمنة أثناء الهجوم وزاد من الضغط على المستوطنين في مدينة حيفا بشكل أكبر».
وتزامن ذلك، مع نشر الإعلام الحربي إنفوغرافاً، استعرض فيه ملخصاً عن عمليات الحزب في معركة «أولي البأس»، من تاريخ 17 أيلول الماضي حتى 16 تشرين الثاني الحالي، ويظهر فيه حجم خسائر الاحتلال الإسرائيلي التي رصدها الحزب.
ووفقاً لما رصده مقاتلو الحزب وأورده في ملخّصه، فقد نفذ مقاتلو الحزب 1349 عملية عسكرية، وبلغت الحصيلة التراكمية لخسائر الاحتلال أكثر من 100 قتيل وأكثر من 1000 مصاب، خلال الشهرين، في حين كان معدل العمليات في اليوم الواحد 22 عملية.
في غضون ذلك، ذكر الاحتلال الإسرائيلي أنه أزال الحواجز العسكرية في المستوطنات القريبة والملاصقة للحدود الشمالية مع لبنان، وأنه سيسحب خلال الأيام المقبلة قواته المحتلة من المستوطنات بالمنطقة تمهيداً لعودة مستوطني شمال فلسطين المحتلة على وقع اتصالات التسوية مع لبنان، وذلك حسبما ذكرت وكالة «الأناضول».
إذاعة الجيش الإسرائيلي من جهتها قالت حسب «الأناضول»: إنه «على وقع اتصالات التسوية بدأ الجيش (جيش الاحتلال) بالتخطيط لعودة سكان الشمال (المستوطنين) إلى منازلهم».
في أثناء ذلك، جدد العدو الإسرائيلي اعتداءاته على عدة بلدات وقرى وأحياء في لبنان، ودمر مبنى سكنياً بالقرب من كنيسة مار مخايل في منطقة الشياح في ضاحية بيروت الجنوبية، حسبما ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وأضافت الوكالة، إن طيران العدو المسير تسبب باحتراق منزل قرب كنيسة القديس جاورجيوس في بلدة جديدة مرجعيون بقصفه فجر أمس، كما واصل عدوانه وقصف عدة مرات بلدة الخيام التي تعرضت لقصف مدفعي معاد متقطع طوال الليل حتى ساعات الصباح الأولى من يوم أمس.
وفي بلدة جديدة مرجعيون أسقط العدو قذيفتين مدفعيتين قرب محطة تحويل التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان، وشن ثلاث غارات على بلدة حانين في قضاء بنت جبيل، فيما تعرضت بلدة جبشيت لعدوان جوي عنيف أدى إلى تدمير مبانٍ وبيوت في حي الرويس وحي الكرم الغربي.
وفي السياق، استشهد 7 أشخاص من عائلة واحدة من جراء غارات شنها طيران العدو الإسرائيلي على منزل في النبطية ليل السبت- الأحد، فيما لا تزال عمليات رفع الأنقاض مستمرة، كما استهدف العدو منزلاً في الشعيتية، ما أسفر عن ارتقاء شهيد.
وبعد ظهر أمس أغار طيران العدو على منزل في بلدة الشبريحا، ما أوقع إصابات تعمل فرق الإسعاف على نقلها إلى مستشفيات المنطقة، كما أغار على بلدات عنقون وشبريحا ودبين وبلاط وعلى المنطقة الواقعة بين جبال البطم وزبقين في قضاء صور وعلى منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي السياق أكد الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، علي حجازي، استشهاد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب اللـه الحاج محمد عفيف الذي كان موجوداً بالمصادفة في مبنى يعود لحزب البعث، في منطقة رأس النبع في قلب بيروت، استهدفه عدوان إسرائيلي أمس الأحد، حسبما ذكرت قناة «الميادين».
وذكر حجازي أن هناك من هدد عفيف بالاسم، وعبر منصات إعلامية محلية وعربية، لافتاً إلى أن المطلوب من خلف هذه الاستهدافات «إسقاط صوت المقاومة إعلامياً وسياسياً وعلى كل المستويات لأن هذا الصوت يعرّيه».