ثقافة وفن

التمثيل والمسرح هوايتي التي أعشق … لبابة يونس لـ«الوطن»: «المصادفة» ساهمت في أن أدخل الفن والإعلام

| جورج إبراهيم شويط

يعود حلمُها بأن تكونَ مذيعة إلى مرحلة الطفولة.

إطلالات مذيعات التلفزيون شدّتها، والسفر من حلب إلى دمشق كان أحد عوائق بدايات انطلاقتها. لكن المصادفة تدخلت في الوقت المناسب لتقفَ خلفَ الميكروفون، وأمام الكاميرا، وتحققَ الحلم وهي في حلب.

ومثل (حلم المذيعة)، دغدغها (حلمُ التمثيل) والوقوف على خشبة المسرح، وكان لها ما أرادَ (شغفُها).

• ماذا تتذكّرين مِن ذلك (اليوم/ الأول) لدخولك عالم الإعلام، بما فيه مِن شغفٍ، وضوءٍ، ودهشة؟

اليوم الأول له قصة.

عام 1990كنت أسجّل دراما إذاعية في إذاعة حلب، وكانوا يجهزون استوديو التلفزيون.

وضعت رأسي على البللور الفاصل، رأيتُ كرسيَّ المذيع، وأمامَه (كاميرا)،

قلتُ في نفسي: (أدّيه حلو أقعد، والكاميرا أمامي، وقُولْ أعزائي المشاهدين)؟

وطبعاً أنا مِن المولعين منذ الطفولة بالتلفزيون، وعمل المذيعة أحد أهدافي، مذيعة وممثلة هذا ما كنتُ أعمل عليه وأؤسس له.

بالعودة للاستوديو، تابعت عملي في الإذاعة، ولاتصدّق أنني بعد ساعة كنتُ أجلس على الكرسي ذاته، وأجري (تيست مذيعة)،

الأديب عبد الفتاح قلعجي هو كاتب المسلسل الإذاعي، وكانوا قد طلبوا منه للتلفزيون فيلماً خاصاً بمناسبة أربعين (الشاعر عمر أبو ريشة)، ليعرض في الحفل، وعلى الشاشة.

جاء وطلبَ مني أن أسجّل له نصَّ الفيلم، تعليق صوتي، وأنا كان إلقائي مشهوداً له من المسرح والإذاعة، قلت له لامانع، فاستدرك وقال لماذا لا تجرين (تيست) للتلفزيون، الآن يجهزون لـ(تست)، ولديهم مجموعة من المتقدّمات للعمل كمذيعات. وافقت. وأنهيت عمل الإذاعة، وذهبت إلى استوديو التلفزيون لأقدّم (تست)، وسط تشجيع وقبول الجميع، وقرأت نص الفيلم نفسه، وكان نصاً محكماً، صعباً.

وتمّ قبولي. بعد إرسال التيست مِن قِبل مدير المركز آنذاك الأستاذ أحمد زعتور، واطلاع الإدارة في دمشق، والموافقة عليّ، واختياري من ضمن المتقدّمات، لأبدأ عملي في اليوم التالي كَـ(مذيعة)، وبدأت تسجيل البرامج، والاستمرار حتى 2024/ سنة تقاعدي.

• مِن جيل المذيعات المخضرمات، مَن هي الوجوه التي شدّتكِ بأسلوبها، وطريقةِ تقديمها على الشاشة؟

منذ الطفولة المبكرة فتحت عيني على التلفزيون وتعلقت به جداً، وأحببتُ المذيعات اللواتي كنَّ يطللنَ على الشاشة، وكانت عندي حالة شغف في متابعتهن، لدرجة كنت أقول لصديقاتي في المدرسة: إن المذيعات كلهن يقربنني، لأني كنت أحسهم قريبات مني، ويحاورنني.

تعلقت بـفاطمة خزندار، عواطف الحفار، سعاد دباح، هيام طباع/ مذيعة برامج الأطفال،

ولاحقاً في كل دفعة مذيعات جديدات كنت أنسجُ علاقة مودة بيني والحديثات، كَـمريم يمق، هذا منذ مرحلة الابتدائي.

وزاد تعلقي بالشاشة بين الدراما والمذيعات.

• أهم ثلاثة حوارات أجريتيها، تعتزّينَ بها، ومازالتْ عالقة على مرايا ذاكرتك؟

خلال مسيرتي أجريت العديدَ من الحوارات والبرامج، بين حلب، واللاذقية، ودمشق.

اَحبّ لقاء لي كان مع الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين، كان على هواء الفضائية السورية ولمدة ساعة، وكانت له أصداء جيدة.

أيضاً لقاء آخر مع الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم، شاعر عذب، وعفوي، و(من السهل الممتنع).

ومن اللقاءات أيضاً أذكر لقاء مع الفنان كمال الشناوي في إحدى دورات مهرجان دمشق السينمائي، كذلك لقاءاتي مع الفنان صباح فخري، سواء في حلب أم اللاذقية من خلال المهرجانات.

وهناك لقاءات كثيرة نوعيةأعتزّ بها.

• وما حكايتك مع خشبة المسرح والتمثيل؟

وهل هذا (الجانب الفني) في مسيرتِك أثرى تجربتَك الإعلامية، بطريقةٍ ما؟

التمثيل والمسرح هوايتي التي أعشق. بدأتها بعد طول انتظار بالمسرح الجامعي، إذ لم يسمح لي الأهل بالتمثيل حتى أنهي (البكالوريا)، وكنت أتمنى دخول المعهد العالي، لكن أهلي رأوا أنه مِن الصعوبة أن أذهب لدمشق وأعيش وحدي، وكان هذا في الثمانينيات، ووجدت له البديل بالمسرح الجامعي والقومي بحلب، وقدّمت عشرات المسرحيات.

• ماالذي اكتسبته من تجربتِك الواسعة والغنية في الإعلام والتمثيل؟

شكّل لي العمل في المسرح (كممثلة)، ثم (كمذيعة)، كلّ حياتي ومنبعاً لاجتهادي ومتابعتي لكل شيء.
اجتهدتُ وتعبتُ وتعاملتُ مع المهنة بمسؤولية عالية.

والنصيحة.. هي عدم الاستسهال.

الإعلام ليس كما يبدو، أن (أظهر عَ الشاشة وخلاص)،

هو (مركّب صعب) من كل شيء، ولا يمكن النظر إليه ببساطة واستسهال.

• برأيك هل الإعلام السوري استطاع، أو هو قادر على صناعة الممثل/ النجم. المطرب/ النجم. الأديب/ النجم الإعلامي/ النجم، كما في لبنان، أو مصر، أو باقي دول العالم؟

صناعة النجم عندنا غير موجودة.

الجمهور يحكم على أداء مذيع/ة ما.. ويتعلق بهم، ويثني عليهم،

إلاّ أن هذا لايكفي.. ولا أحد يسعى لاستثمار محبة الجمهور لهذا المذيع ليجعلوه نجماً، بالعكس، ربما يقللون من أهميته، وخاصة أن الإدارات تتغير، وكل فترة لها ناسها، وهذا أحد مثالب الإعلام، غياب التقييم المبني على آراء الجمهور والنقاد، لأنه تمّ التعامل مع مهنة المذيع كوظيفة وتوزيع أدوار بعدالة، لذلك يصعب وجود نجم طويل الأمد.

أما الفنانون والأدباء فَجهد شخصي منهم، يتبناه الإعلام ويضيء عليه.. وخاصة إذا نجح هذا الأديب أو الفنان على صعيد جماهيري، فيأتي الإعلام ليضيءَ عليهم ويقدّمهم بما يليق بهم، لكن ليس الإعلام مَن يصنع هذا الأديب أو الفنان.

لبابة يونس:

– إحازة في الأدب الإنكليزي-دبلوم تربية/ جامعة حلب.

– عضو مكتب اتحاد الصحفيين/اللاذقية.

– بدأتْ العمل الإعلامي كمذيعة، في المركز الإذاعي والتلفزيوني في حلب عام 1990 في سنة التأسيس الأولى للمركز.

– قدّمتْ عشرات المهرجانات، أبرزُها مهرجان الأغنية السورية، منذ دورته الأولى،

-من الأسرة المؤسِّسة لقناة أوغاريت، وترأست القناة لسنوات.

-في مجال التمثيل/ (هوايتها المفضلة)، قدّمت عشرات المسرحيات في المسرح الجامعي، والمسرح القومي بحلب، وشاركت في عدد من المسلسلات والأفلام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن