سموتريتش أقر مجدداً بأن إسرائيل تخوض أكثر الحروب تكلفة منذ إنشائها … إعلام العدو: حماس لن تتراجع.. ونحتاج إلى المرونة للتوصل لاتفاق
| وكالات
أعلن وزير المالية في كيان الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أن حرب الإبادة التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة هي الأطول والأكثر تكلفة في «تاريخ» إسرائيل، داعياً إلى احتلال القطاع ومواصلة الحرب على لبنان، في حين أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن المسؤولين في المؤسسة الأمنية والعسكرية، يدفعون رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو إلى المرونة في التعاطي مع اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، في حين اتهمت عائلات الأسرى، نتنياهو و«عصابته» بالتضحية بالأسرى لاعتبارات شخصية «إجرامية».
وقال سموتريتش لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين: «نخوض أطول حرب وأكثرها تكلفة في تاريخنا، من دون النصر لا يوجد أمن، ودون الأمن لا يوجد اقتصاد»، ورغم ذلك لم يذكر سموتريتش تقديراً للتكلفة الراهنة ولا المستقبلية للحرب، لكن صحيفة «كالكاليست» الاقتصادية الإسرائيلية ذكرت في أيلول الماضي، أن تكلفة الحرب على غزة تتفاقم بشكل كبير، والجيش رفع تقديراته الإجمالية من 130 مليار شيكل (36.7 مليار دولار) إلى بين 140 و150 مليار شيكل (نحو 39.5-42.4 مليار دولار).
ونقلت الإذاعة عن سموتريتش، زعيم حزب «الصهيونية الدينية» اليميني المتطرف، دعوته إلى الاستيطان في قطاع غزة وإقامة حكومة إسرائيلية عسكرية فيها، إضافة إلى ضم الضفة الغربية، منتقداً الجيش الإسرائيلي لرفضه تولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وقال: «حقيقة أن الجيش يرفض تحمل مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة هو إخفاق أكبر من 7 تشرين الأول، ويشكل جزءاً كبيراً من السبب في أن المختطفين لم تتم إعادتهم بعد»، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين في غزة، مطالباً باحتلال قطاع غزة، واستمرار الحرب على لبنان، واعتبر أن أي اتفاق مع لبنان «لا يساوي الورقة المطبوع عليها»، مردفاً بالقول: «لا أعتمد على اتفاق، والأمر الذي يمكن أن يمنحه هو شرعية دولية».
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن المسؤولين في المؤسسة الأمنية والعسكرية، يدفعون رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو إلى المرونة في التعاطي مع اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عن قادة في المؤسسة الأمنية والعسكرية قولهم: إن عقد اتفاق تبادل الأسرى يحتاج إلى مرونة من نتنياهو، ولاسيما أن حماس لن تساوم على أقل من وقف الحرب، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، مشيرة إلى أن قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية أوضحوا لنتنياهو أنه «إذا لم تكن إسرائيل مرنة، فلن تكون هناك صفقة، وهذا يعني التخلي عن الأسرى الإسرائيليين».
وأرجعت الصحيفة، سبب تحريك قضية الأسرى في هذا التوقيت إلى عودة فصل الشتاء، الأمر الذي يثير الخشية من أن الأسرى لن ينجوا داخل الأنفاق، وكذلك إلى وصول دونالد ترامب مجدداً إلى رئاسة أميركا، مشيرة إلى أن نتنياهو أجرى أول من أمس الأحد نقاشاتٍ بمشاركة عدد من الوزراء من أجل تحريك اتفاق وقف إطلاق النار، للخروج من الطريق المسدود، وإعادة الأسرى الـ51 الذين لا يزالون أحياء في قطاع غزة، وأوضحت أن ترامب نقل رسائل مفادها بأنّه يريد أن يعقد اتفاقاً لتبادل الأسرى قبل دخوله البيت الأبيض في كانون الثاني المقبل، في حين يفضل نتنياهو التوصّل إلى صفقة الآن قبل تولّي ترامب، خوفاً من أن يفرض عليه إنهاء الحرب.
كما تطرقت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إلى موضوع تسريب الوثائق السرية من مكتب نتنياهو، ونقلت عن والدة أحد الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة اتهامها نتنياهو و«عصابته»، بتنفيذ «عملية كي وعي إجرامية» ضد عائلات الأسرى، الأمر الذي يضر بأمن إسرائيل، متابعةً: أن «نتنياهو يضحي بالأسرى لاعتبارات شخصية إجرامية، في حين يعمل هو وجماعته ضدنا وضد العائلات وضد الجمهور الإسرائيلي»، في حين نقلت الصحيفة عن حملة «أحرار» قولها: «مرةً تلو أخرى، تتكشف محاولات مكتب نتنياهو لتغيير الواقع وتشويهه وفقاً لاحتياجاته، سواء بتغيير البروتوكولات أو بتسريب معلومات سرية مع الإضرار بأمن إسرائيل من أجل بقائه السياسي»، وأردفت بالقول: إن «حكومة نتنياهو فقدت شرعيتها منذ فترةٍ طويلة، وتحاول بكلّ الطرق التشبث بالسلطة، بما في ذلك مهاجمة عائلات الأسرى التي لم تغمض أعينها منذ 7 تشرين الأول»، مطالبةً بـ«حكومة إسرائيلية جديدة».