الرئيسان المصري والبرازيلي رفضا تصفية القضية الفلسطينية ووقّعا اتفاقية شراكة على هامش اجتماعات «جي 20» … الرئيس شي لستارمر: مساحة واسعة للتعاون بين بلدينا

على حين أكد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا، ضرورة توسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، ورفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، أبلغ الرئيس الصيني شي جين بينغ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، على هامش أعمال قمة العشرين، أن البلدين يتمتعان بمساحة واسعة للتعاون.

وانطلقت أمس الإثنين، أعمال القمة التاسعة عشرة لمجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو جنوب شرق البرازيل؛ بعنوان «بناء عالم عادل وكوكب مستدام».

ويجتمع على مدار يومين قادة الدول صاحبة أكبر 20 اقتصاداً في العالم، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والإفريقي، وتتولى البرازيل الرئاسة الحالية خلفاً للهند، للمجموعة التي تضم الاتحاد الأوروبي والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وألمانيا وفرنسا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك والاتحاد الروسي والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة، ويمثل أعضاء المجموعة نحو 85 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 75 بالمئة من التجارة العالمية.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» أن الرئيس شي أبلغ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس أن البلدين يتمتعان بمساحة واسعة للتعاون، ويعد الاجتماع بينهما هو الأول الذي يعقد بين رئيس وزراء بريطاني وشي منذ عام 2018.

وخلال وجوده في ريو دي جانيرو، من المتوقع أن يلتقي شي بالعديد من قادة العالم، في وقت جعلت فيه حرب الإبادة الإسرائيلية في فلسطين المحتلة ولبنان والعملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، بالإضافة إلى نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الجهود المبذولة لبناء الإجماع داخل مجموعة العشرين أكثر صعوبة من ذي قبل.

من جهتهما، أكد السيسي ودا سيلفا، ضرورة توسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، ورفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، كما وقعا على بيانٍ مشتركٍ بشأن الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي في بيان، أمس الاثنين، أوردته قناة «القاهرة الإخبارية»، أن السيسي بحث مع نظيره البرازيلي أمس، على هامش اجتماعات قمة مجموعة العشرين، الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض الرئيس المصري جهود بلاده لاستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط، والوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، مُشيداً بالمواقف البرازيلية الداعمة للقضية الفلسطينية، وهو ما ثمنه الرئيس البرازيلي الذي أكد تقدير بلاده الكبير للدور المصري المساند للشعب الفلسطيني وقضيته، وتوافق الجانبان على ضرورة تنفيذ حل الدولتين وتوسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، ورفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، وفق البيان.

وأشار فهمي إلى أن السيسي وجه الشكر لنظيره البرازيلي على دعوة مصر؛ للمشاركة في فعاليات مجموعة العشرين العام الجاري، بما يعكس تقدير البرازيل لثقل مصر في منطقة الشرق الأوسط وفي قارة إفريقيا، مُشيداً بالتنظيم المتميز للقمة على المستويين الموضوعي والإجرائي، كما حرص الجانب البرازيلي على تضمين أولويات الدول النامية في جدول الأعمال، وعلى رأسها إطلاق التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، في ظل تنامي التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية على المستوى العالمي، بدوره؛ ثمن الرئيس البرازيلي المشاركة المصرية الفاعلة في اجتماعات المجموعة على مدار العام، التي جاءت داعمة لاحتياجات وأولويات الدول النامية.

وأضاف فهمي: «إن اللقاء شهد أيضاً تباحث الرئيسين بشأن سُبل تعزيز العلاقات الثنائية، مع إدراك البلدين أهمية تعزيز التعاون، في ضوء تقارب مصالحهما ومواقفهما من مختلف القضايا، وقام الرئيسان في هذا الإطار بالتوقيع، عقب اللقاء، على بيانٍ مشتركٍ بشأن ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يحقق مصالح وتطلعات الشعبين الصديقين»، مبيناً أن مصر والبرازيل أصدرا بذلك بياناً مشتركاً، لتدشين شراكة استراتيجية بين البلدين في ضوء مرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وبرازيليا، التي تتسم بتعزيز التنوع وتعميق العلاقات الثنائية، فضلاً عن أواصر الصداقة التي تجمع بين شعبي البلدين.

وكتب الرئيس البرازيلي على منصة «إكس» أمس: «المهم هو أن 42 دولة ستشارك في قمة مجموعة العشرين في البرازيل، وإضافة إلى مناقشة مكافحة الجوع والفقر، سنتحدث عن تحول الطاقة، وهو موضوع تتمتع فيه بلادنا بميزة كبيرة، فضلاً عن الإدارة العالمية، الأمم المتحدة بحاجة إلى الإصلاح لضمان احترام قراراتها»، ويرى مراقبون أن هذه الأهداف الطموحة ستواجه مزيداً من الصعوبات بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وفقاً لقناة «بي بي سي».