«الدوما» حذر من تداعيات أي قرار غربي بالسماح لكييف ضرب عمق الأراضي الروسية … الكرملين: الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها تتخذ خطوات لمواصلة إثارة الصراع
| وكالات

اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، أن الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها تعتزم اتخاذ خطوات لمواصلة إثارة التوتر في أوكرانيا، في حين رأى رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، أندريه كارتابولوف، أن السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة غربية لن يؤثر في سير العملية العسكرية الخاصة، «لكن هذا العامل سيؤخذ بعين الاعتبار»، بينما حذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في «الدوما» ليونيد سلوتسكي من أن استهداف النظام الأوكراني عمق الأراضي الروسية بصواريخ باليستية أميركية سيؤدي حتماً إلى تصعيد خطير.
وقال بيسكوف عندما سأله الصحفيون عما إذا كان لدى الكرملين تأكيدات بشأن كلام الرئيس الأميركي جو بايدن حول إمكانية توجيه الغرب ضربات بصواريخ بعيدة المدى في عمق الأراضي الروسية: «كما تعلمون، في حين أن هناك معلومات في وسائل الإعلام الغربية، لكن من الواضح أن الإدارة المنتهية ولايتها في واشنطن تعتزم اتخاذ خطوات، من أجل مواصلة صب الزيت على النار ومواصلة إثارة المزيد من تصعيد التوتر حول هذا الصراع»، حسبما نقلت وكالة «سبوتنيك».
وجواباً عن سؤال حول كيفية نظر الكرملين إلى حقيقة أن أوكرانيا يجب أن تحصل على الحق في الرد، قال بيسكوف: «لقد أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالفعل، وببساطة شديدة، الحقيقة هي أن الضربات لا تنفذها أوكرانيا، بل تلك الدول التي تعطي الإذن بذلك، الاستهداف والخدمات الأخرى لا يقوم بها الجيش الأوكراني، بل يقوم بها متخصصون عسكريون من الدول الغربية، وهذا يغير جذرياً من طريقة انخراطهم (الغرب والولايات المتحدة) في الصراع الأوكراني، هذا هو الخطر والاستفزاز في هذا الوضع».
وتابع: «إذا كان مثل هذا القرار قد تمت صياغته بالفعل وتم إبلاغه إلى نظام كييف، فإن هذا بالطبع جولة جديدة من التوتر، ووضع جديد نوعياً من حيث تورط الولايات المتحدة في هذا النزاع»، وأشار بيسكوف إلى أن موقف روسيا من هذه القضية «واضح تماماً هنا، ويجب أن يكون واضحاً للجميع، وأوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صاغ بوضوح موقف موسكو فيما يتعلق بقرارات الضربات بأسلحة بعيدة المدى على أراضيها.
وبشأن إمكانية إجراء محادثة هاتفية بين بوتين والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قال بيسكوف للصحفيين: «لا، لم تكن هناك مبادرات في هذا الصدد حتى الآن، بطريقة أو بأخرى يجب أن تنشأ الظروف»، وأضاف: «لقد جدد بوتين مرارا وتكرارا كلامه، بأنه لا يزال منفتحا على جميع الاتصالات، ولم يكن الجانب الروسي بأي حال من الأحوال هو البادئ في تقليص هذه الاتصالات، لذلك بمجرد أن تكون هناك رغبة من الجانب الفرنسي أو من جانب الدول الأخرى في إجراء محادثات، سيكون بإمكانهم القيام بذلك».
وفي وقت سابق، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن دول حلف شمال الأطلسي «ناتو» لا تناقش فقط إمكانية استخدام كييف الأسلحة الغربية بعيدة المدى من جانب كييف، بل إنها تقرر بشكل أساسي ما إذا كانت ستتدخل بشكل مباشر في الصراع الأوكراني، وأضاف: إن التورط المباشر لدول الغرب في الصراع الأوكراني سيغير من جوهره وستضطر روسيا إلى اتخاذ قرارات بناء على التهديدات التي تتعرض لها.
وسبق أن ذكرت وسائل إعلام أميركية نقلا عن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، أن الأخير سمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» الأميركية بعيدة المدى لضرب مقاطعة كورسك، ما أثار مخاوف بشأن تصعيد محتمل للصراع، واستخدام هذه الأسلحة في مناطق أخرى، وحسب التقارير فإنه من المقرر تنفيذ الضربات في الأيام المقبلة، بينما قالت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية إن فرنسا وبريطانيا سمحتا أيضا لأوكرانيا بشن ضربات على الأراضي الروسية باستخدام أسلحتهما البعيدة المدى، إلا أن الصحيفة قامت لاحقا وفق موقع «روسيا اليوم» بحذف هذا التأكيد من المقال الموجود على موقعها الإلكتروني دون توضيح، وفي الوقت ذاته لم تؤكد السلطات في أي من البلدان الثلاثة رسميا هذه الأنباء.
في السياق، اعتبر رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، أندريه كارتابولوف، أن السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة غربية لن يؤثّر في سير العملية العسكرية الخاصة، لكن هذا العامل سيؤخذ بعين الاعتبار، وقال كارتابولوف: «هذا لن يغير مسار العملية بأي شكل من الأشكال، فكما واصلنا تنفيذ المهام، سنستمر في تنفيذها، وبالطبع سنأخذ هذا العامل بعين الاعتبار، لكن المهام التي حددها قائدنا الأعلى ستكتمل»، وأشار إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية يمكنها العمل بفعالية كبيرة ضد جميع أنواع الذخائر.
من جهته، حذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي من أن استهداف النظام الأوكراني عمق الأراضي الروسية بصواريخ باليستية أميركية سيؤدي حتماً إلى تصعيد خطير، وقال تعليقاً على تقرير صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بهذا الصدد: «لا يسع إدارة بايدن إلا أن تدرك أنها تترك لفريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ليس فقط حل النزاع في أوكرانيا، بل المشكلة الأكثر حدة، المتمثلة في منع حدوث مواجهة عالمية» حسب ما نقلت وكالة «تاس».
ولفت سلوتسكي إلى أن مسؤولي البيت الأبيض رفضوا التعليق على الأنباء مضيفاً: «يبدو أن بايدن قرر إنهاء فترته الرئاسية ودخول التاريخ باسم جو الدموي في حال تأكدت مصادر الصحيفة لأن ذلك سيعني شيئاً واحداً فقط وهو المشاركة الأميركية المباشرة في الصراع العسكري في أوكرانيا، ما سيترتب عليه حتماً رداً أقسى من روسيا».
بدوره، وجه مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، كلامه لفرنسا وبريطانيا، مؤكداً أن لديهما فرصة لتغيير مواقفهما إذا كانتا قلقتين بشأن أمن أوروبا، وكتب أوليانوف، في تغريده على موقع «إكس»، تعليقاً على الأخبار بشأن سماح لندن وباريس لكييف بضرب العمق الروسي، بصواريخ «ستورم شادو» و«سكالب»: «(لندن وباريس) لديهما الفرصة لإعادة النظر في موقفهما إذا كانتا تهتمان حقاً بالأمن الأوروبي، ولم يعد هناك مجال للألعاب السياسية البدائية».