فرنسا لم تغير موقفها وألمانيا أيدت السماح لكييف باستهداف عمق الأراضي الروسية … انتقادات أميركية لبايدن: يحاول إشعال حرب عالمية ثالثة قبل رحيله
| وكالات
تعرض الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن لانتقادات واسعة على خلفية نبأ سماحه لأوكرانيا باستهداف عمق الأراضي الروسية بصواريخ أميركية بعيدة المدى، وقال ستيفن تشونغ، مدير اتصالات الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إن «الرئيس المنتخب فقط يستطيع دفع طرفي الصراع إلى المفاوضات».
وأشار تشونغ، في حديث لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية، إلى أن ترامب قال، خلال حملته الانتخابية: إنه الشخص الوحيد الذي يمكنه جمع الأطراف معاً للتفاوض على السلام والعمل على إنهاء الحرب والقتل، لكن ممثل فريق ترامب الانتقالي لم يرد على أسئلة «سي إن إن»، حول ما إذا كان ترامب ومستشاروه المستقبليون للأمن القومي على علم مسبق بقرار السلطات الأميركية المذكور»، وأوضح تشونغ أن التصريحات الرسمية بشأن هذه القضية، ستأتي من ترامب نفسه أو من ممثليه المعتمدين.
من جهتها، انتقدت العضو في الكونغرس عن الدائرة الرابعة عشرة في جورجيا، مارغوري تيلور غرين، القرار، وكتبت على حسابها في منصة «إكس»: «يحاول بايدن قبيل رحيله إشعال حرب عالمية ثالثة عبر السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى في الداخل الروسي»، واعتبرت أن «الشعب الأميركي عبر عن موقفه الصريح في الخامس من تشرين الثاني الجاري (عبر انتخاب ترامب) بأنه ضد هذه القرارات، ولا يريد تمويل أو خوض أي حروب خارجية».
يأتي ذلك فيما يوجه صقور الحزب الجمهوري انتقادات لبايدن، بسبب قراره «البطيء» بالسماح بشن ضربات داخل روسيا، وفي هذا الإطار، قال النائب مايك تورنر: «كان ينبغي للرئيس بايدن أن يستمع إلى توسلات الرئيس زيلينسكي في وقت أبكر بكثير»، كما انتقد اثنان من أعضاء الكونغرس الجمهوريين الأقوياء إدارة بايدن لانتظارها شهوراً للسماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية بعيدة المدى داخل روسيا.
وقال عضو هيئة الخدمات المسلحة السناتور روجر ويكر، الجمهوري من ولاية ميسيسيبي، في بيان: إن «رفع القيود المفروضة على نظام الصواريخ التكتيكية للجيش لا يبرر تباطؤ الإدارة المتعمد في استخدام العناصر والمساعدة التي سمح الكونغرس منذ فترة طويلة باستخدامها ضد العدوان غير القانوني لـلرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، وأضاف: إن «هذا الصراع المدمر كان من الممكن أن ينتهي بشروط تعود بالنفع على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لو استمع بايدن إلى نصيحة الأغلبية الحزبية في مجلسي النواب والشيوخ».
في المقابل، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس الإثنين، أنه يؤيد توجيه ضربات إلى عمق الأراضي الروسية، وأكد بوريل، الذي سيترك منصبه في الأسابيع المقبلة، أنه أيد منذ البداية رفع القيود على توجيه ضربات إلى عمق الأراضي الروسية، وأنه ستتم مناقشة هذه القضية في مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، لاحقا، حسب وكالة «سبوتنيك».
وقال بوريل في بروكسل قبل بدء اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: «موقفي دائماً هو أن أوكرانيا لها الحق ليس فقط في إسقاط السهام، بل أيضاً في إصابة الرماة، وهذا يجب أن تتم مناقشته مرة أخرى، وآمل في التوصل إلى اتفاق بين دول الاتحاد الأوروبي».
أما وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، فأكد أن استخدام القوات الأوكرانية صواريخ فرنسية لضرب الأراضي الروسية يبقى «خياراً»، بعدما سمحت واشنطن لكييف باستخدام صواريخها بعيدة المدى لضرب عمق روسيا، وقال بارو من بروكسل: «قلنا بصراحة إن هذا خيار يمكن أن ندرسه إن كان الأمر يتعلق بالسماح بضرب أهداف يشن منها الروس حالياً هجمات على الأراضي الأوكرانية»، مستشهدا بتصريح بهذا الصدد أدلى به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أيار الماضي، وأضاف: «لذا، لا جديد» في هذا الموضوع، حسب ما نقلت قناة «سكاي نيوز عربية».
وفي وقت سابق أمس الإثنين، أبدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تأييدها لتقارير أميركية أفادت بأن الرئيس الأميركي جو بايدن سمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ طويلة المدى ضد أهداف معينة في روسيا، وقالت بيربوك، المنتمية لحزب الخضر، في تصريحات إذاعية إن الأمر يتعلق الآن «بألا يضطر الأوكرانيون إلى انتظار تحليق صاروخ عبر الحدود، بل أن يتمكنوا من تدمير قواعد الإطلاق العسكرية التي يطلق منها الصاروخ»، مضيفة: إن هذا ضمن حق كل دولة في الدفاع عن نفسها.