من دفتر الوطن

بوابة الفقر.. وظيفة بلا حب

| عبد الفتاح العوض

التساؤل الذي يدور في أذهان الكثيرين منا هو: في ظل الظروف الحالية، يذهب الكثيرون إلى العمل، سواء في القطاع العام أو الخاص، ولكن في القطاع العام بشكل أكبر، لذا يصبح التساؤل: إذا كان نصف الراتب، وربما أكثر، يُستهلك أجور نقل، فمن الذي يدفع الناس إلى العمل، وأي أمل أمامهم؟ ما أناقشه هنا ليس مسألة الرواتب والأجور، فهذا أمر يعرفه الجميع، وأكثر من يعلم ذلك الحكومة. بل أتحدث عن الفرق بين الوظيفة والعمل الحر أو المهنة.

أشارت منظمة بريطانية إلى أن واحداً بالمئة من الأثرياء يملكون 56 بالمئة من أموال العالم أصولاً وأموالاً وسندات وأسهماً. وليس بينهم موظف واحد. في سلم الغنى لا يوجد أحد من الموظفين إلا في اقتصاد ينتشر فيه الفساد، حيث يوجد موظف عام يملك أموالًا كثيرة ووصل إلى مرحلة الأغنياء، يجب هنا أن تضع إشارة فاسد قبل اسمه وبعده.

الأغنياء عالمياً، 75 بالمئة منهم هم رواد أعمال بدؤوا بمشاريعهم وتطورت هذه المشاريع حتى أصبحوا أثرياء. حتى إذا سألت عن عدد الناجحين نتيجة هذه المغامرة لن تكون مشجعة.

القسم الثاني من الأثرياء هم أصحاب الادخار الذين وضعوا مدخراتهم على شكل أسهم في الشركات وكانت خياراتهم صحيحة.

القسم الثالث من الأغنياء هم الذين حصلوا على الثروة بالإرث. قسم منهم ارتقى بما كان يملك، وقسم أضاع الإرث.

وهناك قسم من الأغنياء الذين لهم مواهب خاصة مميزة سواء في الألعاب الرياضية مثل كرة القدم أو في التمثيل والنجومية. هؤلاء يقعون تحت هذه القائمة.

لكن لا يوجد بين الموظفين من أصبح غنياً. التوجه في العالم يكون نحو فكرة العمل الحر. وهنا لا نتحدث فقط عن القيام بالمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر على أهميتها، وهي البوابة المشرعة على آمال أكبر. لكن هناك أعمال حرة تؤمّن إمكانات خاصة لمن يبدع بها أو يحترفها.

إذا كنا نريد فعلاً أن نتحدث عن الكفاية والاستغناء، لا عن الثراء فإن الطريق لا يبدأ من الوظيفة العامة، بل يبدأ من أحلام صغيرة تكبر مع الأيام. لا شك أن هذه الفترة تجعل من هذا الكلام شبه رومانسي، لكن في الحقيقة فإن الأكثر فقراً الآن هم الموظفون سواء في القطاع العام أو الخاص. في حين حتى أصحاب الحرف والمهن حصلوا على كفايتهم واستغنى كثير منهم عن الحاجة.

على الجيل الجديد أن يفكر كثيراً قبل أن يبدأ في مسار العمل الوظيفي. لو سألنا الآن الموظفين الذين أمضوا 15 سنة في العمل الوظيفي هل ندمتم على ذلك؟ وهل لو عاد الزمن كنتم سلكتم هذا الطريق؟ لن أجيب عن أحد، لكن توقعاتي أن الكثير يعضون أصابعهم صباح مساء.

أقوال:

• الوظيفة ليست مجرد مكان للعمل، بل هي المكان الذي نصنع فيه أحلامنا.

• السعادة لا تأتي من الحصول على وظيفة، بل من الرضا في ما نفعله.

• اختر العمل الذي تحب.

• العمل يُظهِر ما يمكننا فعله، لكن الحب لما نفعله يجعلنا متميزين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن