«سام» فيلم يتناول الرهاب الاجتماعي … كريم نويلاتي لـ«الوطن»: بداية مشروع جديد سيطرح قضايا نفسية
| مايا سلامي
افتتح المخرج الشاب كريم نويلاتي مشروعه الجديد «ماذا لو» بتصوير فيلم «سام» الاجتماعي النفسي الذي يسلط الضوء على قضية الرهاب الاجتماعي بصورة خاصة.
ويقوم الفيلم على فكرة البطولة الفردية التي يؤديها الفنان بلال قطان.
كما يعتبر التجربة الإخراجية الثانية لكريم بعد النجاح الذي حصده في الجزء الأول من فيلم الرعب «الجسر الأبيض».
«الوطن» كانت حاضرة في موقع التصوير بدمشق وكان لها هذا التقرير:
بداية مشروع
بين المخرج كريم نويلاتي أن فيلم سام هو بداية مشروع «ماذا لو» الذي سيمتد لعدة أجزاء من خلال مجموعة أفلام ستطرح قضايا نفسية مختلفة عبر لوكيشن واحد وشخصية واحدة تصارع المرض الذي تعانيه، وفي وقت لاحق من الممكن أن تضم الأفلام أكثر من شخصية واحدة.
وأوضح أن هذا المشروع يدعم المواهب الشابة من طلاب دراما رود وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية والجامعات الخاصة بالإضافة إلى استقطاب عدد من نجوم الدراما السورية.
وتحدث عن سبب توجهه إلى الموضوعات النفسية في مشروعه الجديد، وقال: «قدمت في فيلم الجسر الأبيض الرعب ووجدت أنه إذا أردت تقديم شيء اجتماعي يجب أن يكون اجتماعياً نفسياً يعالج قضايا مهمة، وخاصة في هذا الوقت بعد كل ما مررنا به، حيث أصبح هناك الكثير من الأمراض النفسية الشائعة التي يجب أن نطرحها ونناقشها ونقدم لها حلولاً وإن لم تكن كاملة وتركنا للمشاهد حرية الخيال لمعرفة ماحدث مع الشخصية».
وأضاف: «هدفنا كان المساعدة وإيصال رسائل إنسانية بشكل صحيح، كما أن المواضيع النفسية تجذبني لأنها السهل الممتنع، فأجد فيها متعة أكبر من الاجتماعية البسيطة، وأنا أحب في أعمالي أن أطرح وأناقش قضية لأقدم سينما سورية جميلة وحقيقية للعالم بأسره».
وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهها أثناء التحضير، أوضح: «بما أنني مؤلف ومخرج النص كنت أفكر فيه على مدار اليوم وأعيش شخصية سام حتى أفهم كيفية الوصول مع الممثل إلى اتفاق على كيفية إظهار هذه الشخصية، ولم تكن تلك صعوبات بقدر ما هي أمور طبيعية لكن ربما لأن الفكرة جديدة أقدم فيها للمرة الأولى عملاً اجتماعياً نفسياً كان التحدي أكبر، هل سأكون بحجم هذه المسؤولية وأقدم شيئاً مختلفاً عما قدمته سابقاً سواء بفيلم سام أم حتى بالأفلام القادمة؟».
شخصية واحدة
وكشف نويلاتي أنه من الصعب جداً بناء قصة الفيلم على شخصية واحدة مطلوب منها أن تعيش حالات شعورية ونفسية عميقة جداً مع نفسها، فدائماً هذه الحالات تستدعي الضغط على الفنان من أجل تفجير شيء بداخله حتى يولد الشخصية ويعكس الصدمات التي تعرض لها، فكان التحدي كبيراً بكيفية جعل الفنان يصارع هذه الحالات النفسية المختلفة بلوكيشن واحد ومع نفسه فقط.
وعن سبب اختيار الفنان بلال قطان لهذه الشخصية، بيّن: «قبل انطلاق التصوير أقمت «كاستينغ» لأكثر من مقترح وضعته في ذهني لأداء شخصية «سام» ووجدت أن بلال هو الأنسب لهذا الدور، وهو قدم سابقاً أدواراً مختلفة في عدة أعمال وحضوره اليوم في هذا الفيلم بشكل مختلف هو نوع من التحدي بالنسبة له ولنا جميعاً».
الجسر الأبيض
وأوضح نويلاتي أن النجاح الذي حصده في فيلم الجسر الأبيض خلق عنده تخوفاً ومسؤولية أكبر في مشروع «ماذا لو»، لأنه فرض عليه أن يخرج من صورته ليثبت للجماهير أنه يمتلك توجهات مختلفة، وهذا ما خلق عنده توتراً وخوفاً أكبر ليقدم نفسه وكل من معه بأفضل صورة ممكنة، منوهاً بأن «الجسر الأبيض» خيال علمي ورعب مختلف تماماً عن «ماذا لو» المتجه أكثر إلى القضايا الاجتماعية وهو أصعب من «الجسر الأبيض».
وكشف أنه بعد رمضان سيستكمل تصوير الجزأين الثالث والرابع من مشروع «الجسر الأبيض» الذي كتب بالأصل ليكون مؤلفاً من عشرة أجزاء والمسافة الفاصلة بين عرض كل جزء وآخر مقصودة.
الإخراج والتمثيل
وفينا يتعلق بتجاربه التمثيلية إلى جانب الإخراج وأيهما يفضل، قال: «أميل للجانبين معاً في وقت واحد لأن الإخراج يمكّنني من إيصال الرسائل التي أريدها بشكل أكبر أما التمثيل فإنه إلى جانب ذلك يجعلني أفرغ أشياء من داخلي، وأنا درست التمثيل والإخراج ولا أستطيع المفاضلة بينهما ولكل منهما متعته الخاصة».
غنية ومشجعة
من جانبه قال الفنان بلال قطان: «شخصية «سام» غنية ومشجعة لأي فنان حتى يؤديها لأنها تحمل جوانب نفسية وهذه التجربة لم يسبق لي وأن خضتها على الصعيد الدرامي، وفيها ضغط على الممثل لأنها ستكون المرة الأولى التي أقدم فيها عرضاً كاملاً وحدي من دون وجود أطراف وشخصيات أخرى وستكون جميع الأفعال مع نفسي فقط، وأكاديمياً ليس هناك مسؤولية وأي عمل أو مشهد سواء كان بطولة مطلقة أم جماعية يجب أن يقدم على أكمل وجه».
وأضاف: «كان هناك لقاءات وتحضيرات كبيرة سبقت التصوير مع المخرج كريم نويلاتي الذي اشتغل معي على بناء هذه الشخصية وأعطاني الملاحظات التي يراها مناسبة، وأنا في الحقيقة سلمته القيادة ومن خلاله فهمت «سام» أكثر وكيفية إظهار الرهاب الاجتماعي».
وتابع: «كريم ابن دفعتي وشهادتي مجروحة فيه وأنا أتمنى له الأفضل لأنني أفتخر بزملائي الذين مضوا بمسيرتهم بالتمثيل أو الإخراج، وهو شخص عنده طاقة وحب لعمله ويبني مشروعه بيده من أقل تفصيل لأكبره».
وفيما يتعلق بالاختلاف بين السينما والدراما، أوضح: «لا يمكنني القول حتى هذا اليوم إنني خضت تجربة سينمائية حقيقية لذلك لا أستطيع أن أجزم الفروقات بينهما، لكن من خلال ما تعلمته أقول إن السينما خاصة أكثر وفيها روح وشبه للواقع بصورة أكبر من الدراما، كما أن مسؤوليتها أكبر وهي من الفنون الأصيلة».