نمو طب الأعشاب في سورية … مدير الإنتاج النباتي لـ«الوطن»: نصدّر النباتات العطرية كمواد خام ونستوردها مصنعة
| جلنار العلي
أكد مدير دائرة الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة، أحمد حميدي، في تصريح لـ«الوطن»، أن زراعة النباتات العطرية في ازدياد دائم، حيث تمت خلال هذا العام زراعة 46783 هكتاراً في المناطق الآمنة، على الرغم من أن المخطط كان 36666 هكتاراً، أي بزيادة بلغت 128 بالمئة، لافتاً إلى أن أكثر النباتات العطرية التي تُزرع هي اليانسون والكمون وحبة البركة والكزبرة والشمرا.
وأشار حميدي إلى أنه تم إدراج تلك النباتات في الخطة الزراعية للعام القادم أيضاً، حيث تم التخطيط لزراعة مساحة قدرها 45804 هكتارات في المناطق الآمنة، متوقعاً أن ترتفع نسبة التنفيذ للعام القادم أيضاً.
وأعاد حميدي ارتفاع نسب التنفيذ على أرض الواقع إلى عوامل عدة، منها العوامل الاقتصادية وأسعار هذه المحاصيل المرتفعة في الأسواق المحلية والخارجية، ما يؤدي إلى التوسع في زراعة تلك المحاصيل مهما كان نوعها. ويضاف إلى تلك الأسباب أيضاً أن احتياجها المائي منخفض مقارنة بالمحاصيل الرئيسية الأخرى، لكون معظمها يُزرع خلال فصل الشتاء، ناهيك عن تكاليف إنتاجها المنخفضة وقصر فترة نموها بالنسبة للمحاصيل الأخرى، بحيث يمكن استغلال الأرض بزراعتها بمحصول آخر خلال العام الواحد بعد حصادها.
وأضاف: «كما تعد سهولة وطول مدة تخزين المنتجات الطبية والعطرية والتحكم بأسعارها عند العرض والطلب سواء محلياً أو خارجياً، عاملاً مهماً أيضاً»، معتبراً أن كل تلك الأسباب تزيد من الجدوى الاقتصادية لزراعة تلك المحاصيل.
من جهة أخرى، أشار حميدي إلى ازدياد عدد الدول التي يتم تصدير تلك النباتات إليها عاماً بعد عام، وذلك نظراً لجودة المنتج والمناخ المناسب في سورية لإنتاج تلك المحاصيل، معتبراً أنه حتى الآن لم يتم استثمار هذه النباتات كما هو مطلوب، حيث يتم تصديرها كمواد خام ليعاد استيرادها بشكل مصنع، ما يؤدي إلى فقدان القيمة المضافة من تصنيع هذه المنتجات.
واقترح رئيس دائرة الإنتاج النباتي لتحقيق الاستثمار الأمثل لهذه المنتجات، أن يتم إيجاد سوق تصنيع لها والاستفادة القصوى من جودة هذه المنتجات في سورية، ودعم هذه الزراعات سواء من القطاع الحكومي أم الخاص معاً.
وفي السياق، أكد حميدي أن وزارة الزراعة تقوم سنوياً بإعداد الخطة الإنتاجية الزراعية، ويتم التخطيط لزراعة المحاصيل الاستراتيجية والرئيسية والتكثيفية الشتوية والصيفية بموجب نسب محددة، وفق ميزان استعمال الأراضي والموارد المائية في كل محافظة.
ويحتل محصول القمح الاستراتيجي النسبة الأكبر في الخطة الإنتاجية الزراعية، وتعتبر النباتات الطبية والعطرية من مجموعة النباتات التي يتم إدراجها ضمن الخطة الشتوية، وتضم «اليانسون والكمون وحبة البركة والكزبرة والزعتر والشمرا وأيضاً الوردة الدمشقية».