رام اللـه طالبت بفرض وقف إطلاق نار فوري وفق الفصل السابع … مقررة أممية: يتعين قطع العلاقات مع إسرائيل.. وينسلاند: الوضع في غزة كارثي
| وكالات
جددت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز التأكيد على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، في حين طالب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور بوقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط في قطاع غزة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وخلال جلسة عقدها البرلمان الإسباني تحت عنوان «دور الحظر العسكري في عمليات بناء السلام»، أمس الثلاثاء، قالت ألبانيز: «لقد كرست العام الماضي لتوثيق الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين، ليس هناك أي شك في أن إسرائيل تنفذ إبادة جماعية في غزة، مع عمليات تدمير مكثفة»، وفقاً لوكالة «الأناضول».
وأوضحت ألبانيز أن التحريات التي أجرتها بالتعاون مع 30 خبيراً من الأمم المتحدة، إضافة إلى قرار محكمة العدل الدولية الصادر في تموز الماضي والداعي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية تؤكد بوضوح أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية تركت أضراراً لا يمكن إصلاحها في حياة الفلسطينيين بالقطاع، وشددت على أن الامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية إلزامي بالنسبة لجميع الأعضاء، وأن مواصلة تجارة السلاح مع إسرائيل التي ترتكب إبادة جماعية تعد انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة، وأشارت إلى أن فرض حظر على الأسلحة وحده ليس كافياً، وأن الخطوة التالية يجب أن تكون قطع جميع العلاقات العسكرية والأكاديمية والدبلوماسية مع إسرائيل.
وعقد البرلمان الإسباني جلسته في إطار حملة أطلقتها منظمة «ريسكوب» لوقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل بهدف منع الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وكانت تركيا أطلقت مؤخراً مبادرة داخل الأمم المتحدة لوقف شحن الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، بهدف منع انتهاكاتها للقانون الدولي وحقوق الإنسان في غزة ولبنان، حيث وقع على المبادرة 52 دولة، إضافة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة «التعاون الإسلامي»، وطالبت مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات لوقف شحن الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.
بدوره، أشار مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند إلى أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت عند مفترق طرق «قاتم» بعد عام من الحرب الإسرائيلية «الطاحنة والمروعة» في قطاع غزة التي تسببت بدمار شامل وخسائر فادحة، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري من أجل تغيير المسار الخطير الذي تسلكه، وإنهاء الحرب في غزة، وفي إحاطته أمام جلسة مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، قال وينسلاند: «إن الظروف الحالية في قطاع غزة هي من بين أسوأ الظروف التي شهدناها خلال الحرب بأكملها، ولا نتوقع تحسنها»، واصفاً الوضع الإنساني مع بداية فصل الشتاء بالكارثي، ومحذراً من استمرار التوسع الاستيطاني من دون هوادة ومن تواصل الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين، إضافة إلى ارتفاع مستويات اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، وقال: «في ضوء التطورات في غزة وإقرار إسرائيل مؤخراً لقوانين ضد عمليات وكالة أونروا، يتعين عليَ أن أصدر تحذيراً عاجلاً مفاده أن الإطار المؤسسي لدعم الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية على وشك الانهيار، ما يهدد بإغراق الأرض الفلسطينية المحتلة في فوضى أعظم».
من جانبه، أوضح مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن مسار العمل الوحيد الذي يتعين على مجلس الأمن أن يتخذه، إذا كان له أن يحتفظ بأي قدر من المصداقية هو المطالبة بوقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وقال: «إن الاختيار بسيط، بين الاحتلال والحرية، والضم والاستقلال، والفصل العنصري وكرامة الحقوق العالمية، والقمع والتعايش، والاختيار بين الحرب والسلام»، داعياً جميع الدول إلى التحرك لحماية المدنيين، والاعتراف بدولة فلسطين، وتنفيذ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، واحترام الالتزامات القانونية الدولية، من دون استثناء، ومن دون خوف أو محاباة.
وطالب منصور، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل وبشكل حاسم لإنهاء أنشطة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، واتخاذ إجراءات ضد المسؤولين الإسرائيليين، ومحاسبتهم على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة رسم مسار ينهي الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وينهي الاحتلال الإسرائيلي ويضمن السيادة الفلسطينية المستقلة من أجل الحرية والعدالة والسلام في المنطقة.