عربي ودولي

المقاومة تصدت بالرصاص والعبوات وأوقعت قواته في كمين … الاحتلال يقتحم بالجرافات والمدرعات جنين ويدمر بناها التحتية

| وكالات

تصدت المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية لقوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مدينة جنين ومخيمها، وخاضت معها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة وفجرت عبوات ناسفة بآليات الاحتلال ومدرعاته، موقعة خسائر في صفوفه وعتاده، فيما نعت ثلاثة من شهدائها خلال تصديهم لآليات الاحتلال التي شرعت بتجريف وتخريب البنى التحتية في المدينة وأطراف المخيم، في حين أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح استمرار جرائم الاحتلال، واصفاً إياها بالحرب المفتوحة على الوجود والهوية الفلسطينية.
وفي التفاصيل، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين ومخيمها منذ فجر أمس الثلاثاء، بعدد كبير من الآليات والجرافات العسكرية، ونشرت القناصة على أسطح البنايات السكنية على أطراف المخيم وداهمت عدداً من المنازل وفتّشتها، في حين شرعت جرافات الاحتلال بتجريف وتخريب عدد من الشوارع الرئيسية والبنية التحتية في المدينة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة خاضتها المقاومة ضد قوات الاحتلال.
وأعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين وكتائب شهداء الأقصى أن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة استمرت لساعات ضد قوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم فجراً، في جميع محاور انتشارها، إضافة إلى خوضها اشتباكات عنيفة أيضاً بعد إيقاع قوة للاحتلال بكمين محكم بين بلدة قباطية وقرية مثلّث الشهداء جنوب جنين، حيث تمكن مقاتلوها من تفجير عدد من العبوات شديدة الانفجار المعدة مسبقاً في جرافات الاحتلال وآلياته، وحققوا إصابات مباشرة في صفوف القوات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال حاصرت منزلاً في القرية، وقصفته بقذائف «أنيرجا» ما أدى إلى استشهاد ثلاثة شبان.
إلى ذلك، زفت سرايا القدس-كتيبة جنين، إلى الشعب الفلسطيني كوكبة من أبطالها الذين ارتقوا أثناء التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المقتحمة لبلدة قباطية أمس، وقالت السرايا، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفلسطينية «صفا»: إن الشهداء هم: أنور نضال توفيق سباعنة (25 عاماً)، ورائد عبد الرحمن صادق حنايشة (24 عاماً) وسليمان عدنان سليمان طزازعة (32 عاماً)، مؤكدة أنها ستبقى ثابتة على درب الجهاد والمقاومة حتى التحرير والعودة.
بدوره، أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح في بيان نقلته وكالة «وفا»، جريمة إعدام الشبان الثلاثة، جنوب جنين، خلال عدوان الاحتلال المتواصل منذ ساعات الفجر (أمس)، وقال: «إن هذه الجريمة ليست سوى جزء من سلسلة جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا»، واصفاً ما يجري بأنه امتداد لسياسات التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال بشكل ممنهج، وحربه المفتوحة على الوجود والهوية الوطنية الفلسطينية.
وحمل فتوح، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، مستنكراً بشدة الصمت الدولي المريب، وغياب أي إجراءات عملية لوقف هذه الإبادة الممنهجة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وأضاف: «إن هذا الصمت والتقاعس عن محاسبة الاحتلال يشكل غطاءً ضمنياً لمواصلة جرائمه بحق شعبنا، ويعد إخلالاً خطيراً بالمبادئ الإنسانية والقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية»، داعياً كل المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمحكمة الجنائية الدولية، إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والعمل الجاد على محاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة.
وأول من أمس الاثنين، أدانت الخارجية المصرية في بيان، استمرار إسرائيل بارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، مشددة على أن «استمرار استهداف المنشآت الأممية التابعة لوكالة «أونروا» يعد خرقاً صارخاً للقانون الدولي واستخفافاً بالمجتمع الدولي، الذي أضحى عاجزاً عن الدفاع عن أبسط قيمه ومبادئه الإنسانية نتيجة لازدواجية معايير فاضحة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن