قادة مجموعة «جي 20»: متحدون بدعم وقف إطلاق النار الشامل في غزة ولبنان … الرئيس شي يدعو إلى نظام حوكمة عالمي عادل ومنصف
| وكالات
أكد بيان قمة مجموعة العشرين التي اختتمت أعمالها أمس الثلاثاء في ريو دي جانيرو بالبرازيل على «اتحاد الجميع» في دعم وقف إطلاق النار الشامل في غزة ولبنان، على حين دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى نظام حوكمة عالمي عادل ومنصف في كلمته أمام الجلسة الثانية للقمة الـ19 لمجموعة العشرين.
ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية، عن شي قوله إنه «من المهم أن نضع في اعتبارنا أن البشرية تعيش في مجتمع ذي مستقبل مشترك ويتعين على أعضاء مجموعة الـ20 أن ينظروا إلى تنمية بعضهم البعض على أنها فرص وليست تحديات، وأن ينظروا إلى بعضهم البعض كشركاء وليسوا منافسين».
وأكد أنه من المهم أيضاً مراعاة المعايير الأساسية للعلاقات الدولية التي تدعمها مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والدفاع عن النظام الدولي القائم على القانون الدولي، مشيراً إلى أنه يمكن بناء توافق دولي أكبر لتعزيز عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم وعولمة اقتصادية شاملة ومفيدة عالمياً.
واقترح شي نقاطاً لتحسين الحوكمة العالمية، هي: بناء اقتصاد عالمي يتسم بالتعاون، وزيادة صوت البلدان النامية وتمثيلها وبذل جهود مشتركة للحفاظ على استقرار السوق المالية الدولية ومنع التداعيات السلبية غير المباشرة لتعديلات السياسة النقدية المحلية، وتحسين نظم رصد المخاطر المالية والإنذار المبكر والتعامل معها، وتعزيز شبكة الأمان المالي العالمية لتلبية احتياجات التمويل الأخضر للبلدان النامية على نحو أفضل، والمضي قدما في تعزيز إصلاح منظمة التجارة العالمية، ومعارضة الحمائية، وتجنب تسييس القضايا الاقتصادية، وتجنب تفتيت السوق العالمية، وتجنب اتخاذ خطوات حمائية باسم التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، وقيادة التحول الرقمي وتعزيز الحوكمة والتعاون الدوليين في مجال الذكاء الاصطناعي للتأكد من أن استخدامه من أجل الخير ولمصلحة الجميع، واحترام مبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة والتنفيذ الكامل والفعال لاتفاق باريس وإطار كونمينغ- مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي.
وبعد اختتام أعمال القمة أعربت دول المجموعة في بيانها الختامي وفق وكالة «فرانس برس» عن دعمها إقامة دولة فلسطينية مستقلة ووقف الحرب على قطاع غزة ولبنان، وقال البيان: «نحن متحدون في دعم وقف شامل لإطلاق النار في غزة بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 وفي لبنان بما يمكن المواطنين من العودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الخط الأزرق».
وأعرب القادة «عن القلق العميق إزاء الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة والتصعيد في لبنان»، مؤكدين «الحاجة الملحة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية وتعزيز حماية المدنيين»، وتابع البيان: «نسلط الضوء على المعاناة الإنسانية والآثار السلبية للحرب في قطاع غزة»، مؤكداً التزام القادة الثابت بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
إضافة إلى ذلك، أكد قادة الدول العشرين في بيانهم الختامي التزامهم بفرض ضرائب أكثر فاعلية على فائقي الثراء، وتخصيص المبالغ الناتجة لمشاريع حيوية، وجاء في البيان حسب وكالة «الأناضول» أن القادة يؤيدون فرض هذا النوع من الضريبة دون تقديم خطة عمل واضحة للتنفيذ أو موعد محدد للبدء بها.
وفي أكثر من مناسبة، دعا الرئيس البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا إلى ضرورة تطبيق هذا النوع من الضريبة على الشخصيات الأكثر ثراء، وهو ما تم تضمينه في البيان المشترك رغم معارضة الأرجنتين له، ومن شأن مثل هذه الضريبة أن تؤثر في قرابة 3000 شخص في العالم وفق بيانات مؤشر «بلومبيرغ» للمليارديرات، بما في ذلك نحو 100 في أميركا الجنوبية.
ونجحت البرازيل، بصفتها الدولة المضيفة، في تشكيل جدول الأعمال وإدراج أولويات رئيسية من رئاستها لمجموعة العشرين في الوثيقة، بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ، إلى جانب جهود إصلاح المنظمات الدولية، وتكوّن الإعلان المشترك من 85 نقطة، وشهدت القمة إطلاق التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، وأكد البيان الختامي أن الجوع لا ينجم عن نقص الموارد أو المعرفة، بل عن نقص الإرادة السياسية لضمان وصول الغذاء للجميع.
من ناحية أخرى، دعا البيان إلى اتفاق عالمي في قمة المناخ «كوب29» في أذربيجان بشأن تمويل الدول الفقيرة الأكثر تأثراً بتغير المناخ، وأكد القادة الحاجة الملحة للتوصل إلى حلول لدعم التنمية المستدامة، وبصفتها الدولة المضيفة، وضعت البرازيل قضايا الفقر والجوع في صدارة الأجندة، إذ أطلق الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا تحالفاً عالمياً لمكافحة الفقر والجوع، حظي بدعم أكثر من 80 دولة ومؤسسات متعددة الأطراف، وقال لولا: «الجوع والفقر ليسا نتيجة شح الموارد، بل قرارات سياسية»، مؤكداً أن العالم ينتج ما يكفي لتلبية احتياجات الجميع.
وانطلقت، أول من أمس الإثنين، أعمال القمة التاسعة عشرة لمجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو جنوب شرق البرازيل؛ تحت شعار «بناء عالم عادل وكوكب مستدام»، إذ اجتمع قادة الدول صاحبة أكبر 20 اقتصاداً في العالم، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والإفريقي، واختتمت القمة أعمالها، أمس الثلاثاء، وتتولى البرازيل الرئاسة الحالية للمجموعة خلفاً للهند.