عربي ودولي

«محور نتساريم» تحت نيران المقاومة.. والاحتلال واصل نسف مبانٍ شمال القطاع … 50 شهيداً بثلاث مجازر في اليوم الـ410 للعدوان الإسرائيلي على غزة

| وكالات

تزامناً مع استمرار عدوانه على قطاع غزة لليوم العاشر بعد الـ400، واصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم السادس والأربعين على التوالي، حرب الإبادة والتجويع والحصار المطبق على شمال القطاع، فضلاً عن مواصلة نسف المباني السكنية وارتكاب المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين، مع استمرار استهداف المنظومة الصحية وطواقم الإسعاف والدفاع المدني وإخراجهم عن الخدمة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال شنت، أمس الثلاثاء، سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق متفرقة من قطاع غزة أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات، حيث استشهد 7 فلسطينيين وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف محيط مسجد الإيمان في حي الصبرة جنوب مدينة غزة ومنزلاً في البريج ومخيم النصيرات وسط القطاع، كما استشهد فلسطينيان بقصف الاحتلال مجموعة من الأهالي أثناء تعبئة المياه أمام بوابة مدرسة بيت لاهيا شمال القطاع، إضافة إلى استشهاد طفل رضيع، جراء قصف مدفعية الاحتلال محيط مستشفى العودة في مخيم جباليا شمالاً.
في السياق، واصلت قوات الاحتلال نسف المباني السكنية في محيط مخيم جباليا ومنطقة مشروع بيت لاهيا، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي مكثف على شمال القطاع، وسط حصار محكم لمستشفى كمال عدوان، الذي نفى مديره الدكتور حسام أبو صفية الأنباء عن سماح الاحتلال بإدخال المساعدات الطبية إلى المشفى، مؤكداً أن الاحتلال لم يسمح لوفد طبي دولي الدخول إلى شمال القطاع للمساعدة في إنقاذ الجرحى.
وقال أبو صفية في تصريح صحفي أمس نقلته وكالة «صفا»: «نتلقى يومياً نداءات استغاثة ولا نستطيع مساعدتهم، ولا توجد سيارة إسعاف واحدة ولا دفاع مدني تعمل في شمال غزة»، مضيفاً: «نفقد أعداداً من الجرحى شهداء يومياً لعدم وجود تخصصات جراحية، وما زلنا نقدم الخدمة بالحد الأدنى وللأسف، فإن من يقوم بإجراء عمليات جراحية هم أطباء أطفال من باب إنقاذ الحياة»، مبيناً أن حالات سوء التغذية من الأطفال التي تتوافد إلى المستشفى تتزايد يومياً، وأضاف: «بدأنا بتسجيل عدد من الكبار يعانون سوء التغذية».
وأوضح أبو صفية أن شمال قطاع غزة ما زال يقع تحت حصار مطبق، حيث تعمل المنظومة الصحية في ظروف قاسية للغاية، ولم يسمح بدخول أطباء جراحين بعد اعتقال 45 من الكادر الجراحي والطبي، لافتاً إلى استمرار الاحتلال بتهجير الأهالي بشكل قسري من شمال القطاع، الذي يشهد أوضاعاً إنسانية وصحية كارثية بسبب منع الاحتلال عنه الماء والطعام والدواء، يذكر أنه لليوم الـ28 على التوالي، ما زال الدفاع المدني معطل قسراً في كل مناطق شمال قطاع غزة، جراء القصف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف الفلسطينيين هناك من دون رعاية إنسانية وطبية.
إلى ذلك، نقلت وكالة «وفا» عن مصادر طبية قولها أمس: «إن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 50 فلسطينياً، وإصابة 110 آخرين، ما أدى إلى ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 43972 شهيداً و104008 جرحى، أغلبيتهم من الأطفال والنساء»، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
من جهة أخرى، أفاد المكتب الحكومي في قطاع غزة، في بيان أمس أوردته وكالة «صفا»، بأن النازحين يعانون بسبب السيول التي تصل خيامهم، بعد تساقط الأمطار، وناشد «المؤسسات الدولية التنسيق مع قوات الاحتلال مساعدة مئات آلاف الأسر»، مضيفاً: إن «المناشدات لا تلقى آذاناً مصغية من المجتمع الدولي».
في السياق، حذرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من انهيار منظومة العمل الإنساني في قطاع غزة، جراء منع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية، مطالبة الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها وإعلان القطاع منطقة مجاعة، وقالت الشبكة أمس في بيان نقلته وكالة «وفا»: «إن عشرات المخابز والمطابخ المجتمعية توقفت عن العمل جراء منع الاحتلال دخول الإمدادات الغذائية، حيث يعتمد معظم أهالي القطاع عليها في غذائهم اليومي بعد أن فقدوا مصادر دخلهم».
وحذرت الشبكة من التداعيات الخطيرة للتدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية وتأثيرات ذلك على واقع حياة الأهالي الذين بات معظمهم يعانون من النزوح المتكرر، ويمكثون في خيام مهترئة لا تستطيع أن تصمد في وجه المطر والبرد والرياح، مجددة مطالبة الأمم المتحدة بإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة وتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية تجاه هذا التدهور الحاصل على جميع المستويات، وإنقاذ حياة الأهالي وتوفير الحماية لهم، وأوضحت أن القطاع يمر بمرحلة هي الأخطر والأسوأ منذ بدء العدوان الإسرائيلي، وخاصة في الشمال، ما يتطلب تدخلاً جاداً من كل الأطراف الدولية لوقف العدوان.
في الغضون، واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وخاصة في الشمال، حيث أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس استهدافها قوات العدو المتموضعة في محور «نتساريم» بصواريخ «107» قصيرة المدى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن