أنقرة استمرت بالتضييق الأمني على التنظيم الإرهابي … استخبارات كييف تواصل دعم «النصرة» لاستهداف مواقع روسية
| حلب- خالد زنكلو
قالت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات الإدارة التركية في إدلب: إن الاستخبارات الأوكرانية مستمرة في دعم تنظيم جبهة النصرة، بواجهته الحالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام»، بغية استهداف مواقع روسية، على خلفية الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا منذ شباط 2022.
وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن هناك اتفاقاً عسكرياً طويل الأجل بين «النصرة» والاستخبارات الأوكرانية يعود لمنتصف عام 2022، تمد الأخيرة بموجبه الأولى بالمال والمسيّرات الهجومية والاستطلاعية وقطع الغيار اللازمة لصيانتها وتصنيعها مقابل ضرب الأهداف الروسية وتصدير الإرهابيين إلى أوكرانيا للقتال ضد الجيش الروسي في جبهات القتال.
وكشفت المصادر أن التعاون بين الطرفين لم ينقطع طوال الفترة الماضية من عمر الاتفاق، إلا أن جديده إنشاء «النصرة» معسكرات خاصة بتدريب إرهابيه، خصوصاً من غير السوريين، بهدف إرسالهم إلى أوكرانيا لمنازلة روسيا، بعد أن أرسل دفعات عديدة منهم في وقت سابق.
وذكرت أن التعاون العسكري بين كييف و«النصرة» تكثف إبان عزم التنظيم الإرهابي على تنفيذ عملية عسكرية باتجاه نقاط الجيش العربي السوري والقرى والبلدات الآمنة المحيطة بها في منطقة «خفض التصعيد»، وعلى طول خطوط التماس الممتدة من ريف حلب الغربي إلى ريف اللاذقية الشمالي، مروراً بريفي إدلب الشرقي والجنوبي وريف حماة الغربي.
ولم تستبعد المصادر أن تحرض كييف متزعم «النصرة» الإرهابي المدعو أبو محمد الجولاني على إعادة إحياء طموحه بشن عمل عسكري على أمل توسيع دائرة نفوذه، وذلك بعد أن ضغطت أنقرة عليه وعلى تنظيمه لإلغاء العملية التي تفتقد مقومات النجاح بعد أن عزز الجيش العربي السوري خطوط دفاعه على امتداد جبهات القتال، وبات يمتلك زمام المبادرة لرد الصاع صاعين إلى التنظيم الإرهابي.
وكانت أنقرة قد توعدت «النصرة» بردود فعل ضده في حال نفذ وعيده بتنفيذ عملية عسكرية نحو مناطق الجيش العربي السوري والتجمعات السكنية الآمنة، شملت إغلاق الحدود البرية مع مناطق التنظيم الإرهابي في إدلب، مع معبر باب الهوى شمال المحافظة، ومنع استقبال جرحى التنظيم. كما وجهت الاستخبارات التركية بإبعاد نقاط ارتكاز «النصرة» والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معه عن القواعد العسكرية ونقاط المراقبة العسكرية التركية غير الشرعية في المنطقة، وقطعت الإنترنت عن إدلب وريف حلب الغربي، الأمر الذي عزل المنطقتين عن العالم الخارجي.
المصادر المعارضة أشارت إلى استعداد أنقرة لمواصلة الضغوط على «النصرة» لمنع زعزعة استقرار «خفض التصعيد» للحيلولة دون تنصل موسكو من الاتفاقيات الثنائية معها، والخاصة بالمنطقة، ما يضع «خفض التصعيد» على شفا حرب ستدفع بأعداد غفيرة من السكان إلى الحدود التركية، وهو ما ترفضه إدارة أردوغان الساعية إلى تصويب بوصلتها نحو شمال شرق البلاد، حيث ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي تتهمها بأنها الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني العدو اللدود لأنقرة والمدرج على قائمة الإرهاب لديها.
ولفتت إلى أن العاصمة التركية تواصل التضييق الأمني على الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وهي وضعت على أجندتها إقصاء متزعمه «الجولاني» من المشهدين العسكري والسياسي لـ«خفض التصعيد»، بانتظار تهيئة الظروف الملائمة لذلك وإيجاد البديل المناسب، لأن إرضاء موسكو أهم بكثير من الانصياع لمغامراته المضرة بالسياسة التركية.