وصف ما صدر عن القمة العربية الإسلامية بالنقلة النوعية … عبد الهادي: كلمة الرئيس الأسد لاقت كل التقدير من الشعب الفلسطيني
| سيلفا رزوق
اعتبر مدير عام دائرة العلاقات العربية في منظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي أن ما صدر عن القمة العربية الإسلامية الأخيرة التي استضافتها الرياض، خاصة بعد الانتخابات الأميركية، شكل نقلة نوعية لجهة القرارات الواضحة التي من أهمها الدعوة وللمرة الأولى لتجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة.
وفي تصريح لـ«الوطن» لفت عبد الهادي إلى أن أهم ما ميز القمة هو كلمة الرئيس بشار الأسد التي وضع من خلالها النقاط على الحروف ونقل إحساس المواطن العربي، وشدد من خلالها على أننا كعرب قدمنا كل شيء من أجل السلام وتعاملنا بحسن نية، لكن إسرائيل تتعامل بالدم والقتل وهذا كيان لا يحترم القوانين الدولية ولا مبادئ الشرعية الدولية، متسائلاً ما العمل؟ وإلى متى سنبقى نصدر البيانات والقرارات التي لا تلتزم بها إسرائيل؟
عبد الهادي أكد أن كلمه الرئيس الأسد لاقت احتراماً وتقديراً كبيرين من الشعب الفلسطيني ومن السلطة الفلسطينية، لأن الرئيس الأسد يتحدث بلغة واضحة ولا يخلط بين المواقف المبدئية والمواقف التكتيكية، وهو تحدث بشكل مبدئي عن حقوق الشعب الفلسطيني وأكد أن القضية الفلسطينية ثابتة ولا يمكن لأحد أن يتجاوزها، ولكن كيف؟
وأشار عبد الهادي إلى كلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التي كانت واضحة، حيث أكد إدانة الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وقال: «لذلك كنا مرتاحين لنتائج هذه القمة التي نتمنى أن تأخذ بالحسبان ما قاله الرئيس الأسد لجهة ضرورة تفكيرنا ما العمل بعد كل ما يجري وبعد هذه المواقف العربية الإسلامية الثابتة والالتزام بالسلام العادل والشامل وعدم التزام إسرائيل منذ عام 1948 لغاية 1967».
وأضاف: «حان الوقت لاتخاذ حد أدنى من آليات تنفيذ هذه المبادرات والقرارات، وكما قال الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس نحن صامدون ومتمسكون بالأرض، وأهم مقاومة بالنسبة لنا هي الصمود على الأرض، وخطاب الرئيس عباس واضح بأنه على إسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة، والآليات يجب أن يتفق عليها الجميع لاتخاذ قرارات واضحة بأن على إسرائيل أن تنسحب من الأراضي المحتلة ونقول لهم كلمة وإلا».
ولفت عبد الهادي إلى أنه حتى في العقل الغربي فإن حلفاء إسرائيل باتوا يشعرون بأن إسرائيل ممكن أن تشكل خطراً على مصالحهم هذا أولاً، وثانياً وبعد كل الإدانات الدولية والقرارات الصادرة عن محكمة الجنايات الدولية من خلال طلب اعتقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومحاسبته، علينا الرهان على استمرارية الصراع ولا نيئس، فنحن أصحاب حق، ومادام كان وراءه مطالبون يجب أن يكون هناك أمل.
عبد الهادي وصف عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه سيف ذو حدين، فإما سيأخذ المنطقة لكوارث كبرى، أو من الممكن إذا ما صدق في تصريحاته بأنه ينوي إيقاف الحروب، أن يأخذ المنطقة إلى السلام، وهو يدرك أن السلام لن يتم إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة، وعلينا أن نراقب.
واعتبر أن كل قرارات ترامب التي اتخذها خلال ولايته الأولى بحق الشعب الفلسطيني يمكن اعتبارها بأنها جاءت على رمال متحركة وليس لديها أي أسس أخلاقية ولا قيمة قانونية، وقال: «أنا مصمم على أن هناك نقاطاً بيضاً يمكن الاستناد عليها وإذا ما تكاتفنا في الأمة العربية ودعمنا الشعب الفلسطيني وسورية ولبنان بالحد الأدنى وتمسكنا بالقانون الدولي، والشرعية الدولية حكماً هذه النقاط البيضاء ستتوسع، والسياسة الحكيمة التي تمارسها سورية وفلسطين منعت الكثير من الأزمات أن تصبح أكبر من الذي يجري الآن».
ولفت عبد الهادي إلى أن المجرم نتنياهو لا يزال مستمراً بالقتل في غزة لأنه يعتبر أن هذه المعركة هي فرصة لتحقيق مشروعه بالتهويد معتقداً أن المرحلة التالية هي الضفة الغربية، لكن سيكون الوضع في الضفة مختلفاً لأن القرار الفلسطيني هو مواجهة أي قرارات أو إجراءات من ضم أو غيرها.