سورية

بحث في طهران تطورات المنطقة جراء العدوان الإسرائيلي وتطوير العلاقات الاستراتيجية … صبّاغ: من حق سورية و إيران الدفاع عن نفسيهما ولا استقرار بالمنطقة إلا بزوال الاحتلال

| وكالات

شدد وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ على حق سورية وإيران في الدفاع عن نفسيهما وحماية أراضيهما، وشدد على أن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار إلا بزوال الاحتلال، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني عباس عراقجي في طهران، جدد خلاله الأخير التأكيد على وقوف إيران الدائم إلى جانب سورية في مواجهة أي تهديد إرهابي وكل ما يزعزع الاستقرار فيها، وكذلك أمام تهديدات الكيان الصهيوني.

وحسب وكالة «سانا»، بحث صباغ في طهران، أمس الثلاثاء، مع عراقجي، التطورات في المنطقة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على بعض دولها، كما تناولت المباحثات أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات التي تخدم مصالح البلدين والشعبين.

صباغ وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب المحادثات اعتبر أن تصعيد كيان الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على المنطقة يندرج في إطار مشروع أميركي- صهيوني قديم لإعادة تشكيلها، والأدوات الإرهابية تستخدم لهذه الغاية.

وقال صباغ: أجرينا محادثات إيجابية وتبادلاً مثمراً وبناء للآراء بشأن تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات لما فيه مصلحة الشعبين، والتي تعكس حقيقة العلاقة الاستراتيجية التي تربطهما وأهمية تعزيزها في مواجهة التحديات والأخطار وخاصة في هذه الفترة.

وأضاف: استعرضنا التطورات الخطيرة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي المتصاعد على دول المنطقة والذي بدأ في السابع من تشرين الأول 2023 على الشعب الفلسطيني ولا يزال، وامتد ليشمل لبنان الشقيق وتزامن مع اعتداءات متكررة على الأراضي السورية بلغ عددها أكثر من 130 اعتداء، من ضمنها الاعتداء على مقر القنصلية الإيرانية بدمشق، ولاحقاً على الأراضي الإيرانية، مؤكداً تأييد سورية حق إيران المشروع في الدفاع عن نفسها وحماية أراضيها وشعبها.

وبَيَّنَ صباغ أن وجهات النظر كانت متفقة حيال ضرورة الوقف الفوري وغير المشروط للعدوان الإسرائيلي وإدانة جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني، والمطالبة بمحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، مشدداً على حق سورية وإيران في الدفاع عن نفسيهما ضد أي عدوان، ووجوب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة عام 1967 بما فيها الجولان السوري، فهذه المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار إلا بزوال الاحتلال.

وأشار صباغ إلى أنه جرى خلال المحادثات التشديد على أن القضاء على الإرهاب بجميع أشكاله ضرورة ملحة لخدمة أمن المنطقة واستقرارها وبالتالي الأمن والسلم العالميين، وبَيَّنَ أنه تم التأكيد على رفض التدخل الخارجي في شؤون البلدين الداخلية، وفضح الممارسات الهدامة لبعض الدول ضدهما، وفي مقدمتها الإجراءات القسرية غير القانونية أحادية الجانب المفروضة عليهما.

ورداً على سؤال حول الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين البلدين، لفت صباغ إلى أن هناك اللجنة العليا المشتركة التي عقدت اجتماعاتها العام الماضي، وهناك اللجنة الحكومية الاقتصادية السورية الإيرانية المشتركة التي من المفترض أن تعقد اجتماعاً في وقت قريب في دمشق، وهاتان اللجنتان تشرفان على كل أوجه التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتراقبان وتحددان مستويات التنفيذ، مؤكداً الرضا التام عما تم إنجازه والسعي لتحقيق المزيد من الإنجازات.

بدوره، بَيَّنَ عراقجي أن المحادثات تركزت حول التطورات في المنطقة وغزة ولبنان وتم تبادل وجهات النظر حول العلاقات الوثيقة والاستراتيجية بين طهران ودمشق وضرورة تنميتها على جميع المستويات، مجدداً التأكيد على وقوف إيران الدائم إلى جانب سورية في مواجهة أي تهديد إرهابي وكل ما يزعزع الاستقرار فيها، وكذلك أمام تهديدات الكيان الصهيوني. وأعرب عراقجي عن إدانة إيران الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية ونهب الولايات المتحدة ثروات الشعب السوري، وإدانتها أيضاً الاعتداءات الإسرائيلية على سورية وفلسطين ولبنان التي تزعزع أمن المنطقة، الأمر الذي يتطلب تعاون الأوساط الدولية والأمم المتحدة لإنهاء هذه الاعتداءات.

وقال وزير الخارجية الإيراني: نشكر سورية والرئيس بشار الأسد على المواقف الإنسانية المتمثلة باستضافة المهجرين رغم الأزمة الاقتصادية، حيث استقبلت سورية أكثر من 500 ألف مهجر من لبنان، مشيراً إلى أن إيران ستقدم كل مساعدة ممكنة بهذا الخصوص، وتدعو المجتمع الدولي إلى المساعدة أيضاً.

وحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية، أضاف عراقجي: يجب أن تجري المفاوضات بين سورية وتركيا بشكل سلمي، ونحن نرحب أيضاً بتوسيع العلاقات بين سورية وتركيا بشرط احترام السيادة المتبادلة للبلدين، وتابع: نرحب بتوسيع علاقات سورية مع الدول العربية وندعم دعوتها إلى منظمة «التعاون الإسلامي».

ووصل صباغ إلى طهران أمس، على رأس وفد رسمي في زيارة عمل لبحث تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة مع كبار المسؤولين الإيرانيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن