الشاعر خالد الشواف 1924 – 2012 … التزم العمود الشعري التقليدي في مسرحه وشعره
| أنس تللو
خالد الشواف سليلُ أسرةٍ عراقية معروفة بأدبها علمها ، أسرةٍ انقطع معظم أفرادها للعلم والأدب، فجدُّهُ أحمد الشواف نحويٌّ بارع معروف وأستاذ متمكن ضليعٌ للغة العربية ، وجدُّه الآخر لأمِّهِ طه الشواف فقيهٌ وأديبٌ وشاعر، وخالُهُ علي الشواف عالمٌ في الشريعةِ وبارز في الأدب والفصاحة، ووالده العلامة الشهير عبد العزيز الشواف، وقد تتلمذ خالد على يديه، ونهل منه الأدب الجم والعلم الغزير، فبزغ نجمه ونظم الشعر ولـمَّا يتجاوز العاشرة من عمره.
ولد عام 1924، ودرس في مدارس بغداد وتخرج في كلية الحقوق عام 1949 وغدا محامياً لامعاً، إلا أن العمل الوظيفي شدَّه وصرفه عن المحاماة، فقد شغل مناصب في عدة وزارات؛ فكان مديراً للتفتيش والتدقيق العامة ومشاوراً حقوقياً في مديرية الإعاشة، ثم مديراً عاماً للثقافة في وزارة الثقافة والإعلام، ثم مشرفاً تربوياً اختصاصياً في وزارة التربية إلى أن أُحيل على التقاعد 1979م.
بدأت مسيرته الأدبية حين كانت المدارس في بغداد تعيد تقديم هذه المسرحيات الشعرية في حفلاتها السنوية التي كان يمثل فيها الطلاب، فبرز الطالب خالد الشواف وأبدع في تمثيل العديد من الأدوار في المسرحيات، وحين نحج في البكالوريا بتفوق أهداه والده المجموعة الكاملة لمسرحيات أحمد شوقي الشعرية ، فانكب الشواف خلال العطلة المدرسية الصيفية على قراءة هذه المجموعة بشغف شديد، ثم أخذ يطلع على المسرحيات الشعرية العالمية المترجمة، فمال إلى كتابة هذا النوع الأدبي، وكتب مسرحية شعرية قبل أن يتم العشرين من العمر، ثم استمر بالكتابة حتى لُقِّبَ برائد المسرحية الشعرية في العراق. لكنه على الرغم من ولعه الشديد بالقصص الحديثة والمسرحيات الشعرية إلا أنه لم يحد عن التزامه بالشعر العمودي، وقد حفل الكثير من المجلات والصحف العراقية والعربية بأشعاره المتنوعة في السياسة والاجتماع والغزل، وعرفته العديد من منابر المحافل الأدبية العراقية.
من دواوينه:
من لهيب الكفاح ــ حداء وغناء.
وله العديد من المسرحيات الشعرية منها:
شمسو ــ الأسوار ــ الزيتونة ــ قرة العين ــ الروم ــ الصوت الجهير.
ومما يُؤثر له أنه قد حافَظَ على مجلس أبيه الذي كان يؤمه نخبة من الشعراء والأدباء.
ومن أشعاره في وصف القلم:
لا تحسبوهُ يراعاً قُدَّ من قصبٍ
هــذا فمٌ وفـــؤادٌ خـــافقٌ ويـــدُ
ومشعلٌ لسوادِ الشـــــعبِ مشتعلٌ
لا كوكبٌ في سماءِ الفرد يتَّقدُ
ونـاصحٌ بمراقي الخيــرِ مــؤتمَنٌ
وفاضــحٌ لمهـاوي الشر مـنتقِدُ
ما صرَّ بالحق إلا خـرَّ منحطمــاً
للظلم ركنٌ من الأركان أو عمدُ
ومما هو جدير بالذكر أن هناك العديد من الكتَّاب والنقَّاد قد كتبوا دراسات عن خالد الشواف، كما كتب عنه أساتذة جامعات مقالات تناولت شعره المسرحي؛ وتم نشرها في الصحف والمجلات العربية والعراقية، كما انبرى أحد الطلاب فألف دراسة عن شعره وقدمها في رسالة لينال درجة الماجستير.