وزير الدفاع الصيني رفض لقاء نظيره الأميركي بسبب مبيعات الأسلحة لتايوان … يلتقي ماكرون وشولتس ويبدأ زيارة دولة للبرازيل شي: توحيد الجهود وحل الخلافات بالحوار
| وكالات
بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة دولة إلى البرازيل بعد اختتام أعمال قمة مجموعة العشرين التاسعة عشرة في ريو دي جانيرو، أول من أمس الثلاثاء، وقبل ذلك دعا الرئيس شي خلال لقائه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش أعمال القمة إلى توحيد الجهود لمواجهة التحديات العالمية في حين قال خلال لقائه المستشار الألماني أولاف شولتس إن الصين تعد أوروبا قطباً مهماً في عالم متعدد الأقطاب.
وحسبما ذكرت وكالة «شينخوا» الصينية أمس الأربعاء، وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى العاصمة البرازيلية برازيليا أول من أمس الثلاثاء، في زيارة دولة للبرازيل، ورحب وزير شؤون الرئاسة البرازيلية روي كوستا وعدد من كبار المسؤولين البرازيليين الآخرين بشدة بالرئيس شي لدى وصوله، كما رحبت به فرقة باتالا المحلية النسائية بإيقاعات الطبول النابضة، مرتدية زيها التقليدي ومفعمة بالحماسة، وتوجه شي إلى برازيليا بعد حضور القمة الـ19 لقادة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو في البرازيل.
وقبل ذلك وعلى هامش أعمال القمة، التقى الرئيس شي نظيره الفرنسي، وقال إن الصين وفرنسا، باعتبارهما دولتين رئيسيتين، تتحملان مسؤوليات مشتركة لقيادة المجتمع الدولي نحو توحيد الجهود من أجل مواجهة التحديات العالمية في وقت يتكشف فيه العديد من التغيرات الجديدة في المشهد الدولي، وأشار شي إلى أن العلاقات الصينية- الفرنسية تتمتع بأهمية إستراتيجية فريدة وتأثير عالمي، حيث إن الصين وفرنسا دولتان رئيسيتان مستقلتان وناضجتان ومسؤولتان.
ودعا شي إلى تعميق الاتصالات الاستراتيجية، وتعزيز الدعم المتبادل، والحفاظ على زخم التنمية المطردة والإيجابية للعلاقات الثنائية بين البلدين، وتقديم إسهام أكبر في التنمية السليمة للعلاقات الصينية-الأوروبية والسلام والاستقرار على الصعيد العالمي، وأكد الرئيس الصيني مجدداً استعداد بلاده لمواصلة تعزيز التبادلات الرفيعة المستوى مع فرنسا، وتعميق التبادلات والتعاون في مجالات كالثقافة والتعليم والشباب وعلى المستوى المحلي، من أجل تعزيز التبادلات الشعبية بين البلدين.
وأعرب شي عن أمله في استخدام الجانبين آليات كالحوار الاقتصادي والمالي الرفيع المستوى واللجنة المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي بشكل جيد للاستفادة بشكل أكبر من إمكانات التعاون وتعزيز المزايا التكميلية وحل الخلافات بشكل صحيح وتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين.
من جانبه، تطرق ماكرون حسب «شينخوا» إلى زيارة الرئيس شي الناجحة إلى فرنسا في أيار الماضي، التي احتفلا خلالها بشكل مشترك بالذكرى الـ60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفي إشارته إلى أن العالم اليوم مملوء بعدم الاستقرار والشكوك، قال ماكرون إن فرنسا على استعداد للعمل مع الصين لتنفيذ التوافق الذي توصل إليه رئيسا الدولتين بجدية، ومواصلة تعزيز التبادلات الرفيعة المستوى، وتعزيز التبادلات الشعبية، ومواصلة الصداقة التقليدية، وصياغة نمط جديد من العلاقات بين الدولتين.
وأضاف إن فرنسا تدعم الاستقلالية الاستراتيجية وهي على استعداد للانخراط في الحوار والتعاون مع الصين بروح الاحترام المتبادل، والتعامل بشكل مناسب مع النزاعات الاقتصادية والتجارية، والحفاظ على التنمية السليمة والمطردة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية، وتعزيز التعاون في مجال تغير المناخ وحوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية، من بين مجالات أخرى.
الأزمة الأوكرانية كانت حاضرة على طاولة مباحثات الجانبين، إذ تبادلا وجهات النظر بشأن الأزمة، وقال شي: إن موقف الصين بشأن الأزمة الأوكرانية ثابت، وأعرب عن أمل الصين في تراجع حدة الصراع، وقال إن الصين لا تريد توسع الأزمة أو تصعيد الصراع، وبدلاً من ذلك ستواصل بكين لعب دور بناء بطريقتها الخاصة من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع.
في الإطار ذاته، وقبيل اختتام قمة العشرين، اجتمع الرئيس الصيني مع المستشار الألماني، وقال إن الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على المركبات الكهربائية الصينية تجذب اهتمام العالم، وإن الصين تصر دوماً على حل الخلافات من خلال الحوار والتشاور، وأضاف شي إنه من المأمول أن تواصل ألمانيا القيام بدور مهم في هذا الصدد.
وتابع الرئيس الصيني إنه عقد مع شولتس تبادلات صريحة ومعمقة ومثمرة خلال زيارة الأخير للصين في نيسان الماضي، وأشار إلى أن الدولتين حققتا خلال الأشهر الستة الماضية نتائج مهمة في مجالات «التنمية الخضراء» والنقل المستدام والتعاون الزراعي مع إفريقيا، وتواصل العلاقات الصينية- الألمانية «التوهج» بحيوية وديناميكية جديدتين.
وأكد شي أنه يتعين على الصين وألمانيا التركيز على الارتقاء بالتعاون من خلال الرقمنة والذكاء والإجراءات المنخفضة الكربون، والعمل معا لاستكشاف أسواق طرف ثالث لتحقيق التعاون المربح للجانبين، وقال إن الصين تعد أوروبا قطباً مهماً في عالم متعدد الأقطاب، مضيفاً إن بكين ملتزمة بالتعاون مع أوروبا لمواجهة التحديات بشكل مشترك وتعزيز التنمية المستدامة والمستقرة والسليمة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
من جانبه، قال شولتس: إن العلاقات الألمانية- الصينية أحرزت تقدماً إيجابياً منذ زيارته الأخيرة إلى الصين، وأضاف من المهم جداً بالنسبة لألمانيا والصين تعزيز الاتصالات والتعاون، وأوضح أن الجانب الألماني يأمل في تطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين بشكل أكبر، وتعزيز الحوار والتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بروح المساواة والصراحة والاحترام المتبادل، وحل الخلافات على نحو مناسب، وتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، والإسهام في التعافي الاقتصادي والنمو والازدهار المشترك على المستوى العالمي.
ومن البرازيل التي يقوم بزيارة دولة إليها، أرسل الرئيس الصيني التهاني عبر دائرة الفيديو إلى قمة «ووتشن» لمؤتمر الإنترنت العالمي 2024، التي افتتحت فعالياتها في بلدة ووتشن بمقاطعة تشجيانغ شرق الصين أمس الأربعاء، ودعا شي إلى بذل الجهود لاحتضان اتجاهات التنمية الرقمية والتنمية القائمة على شبكة الإنترنت والتنمية الذكية، وقال إن الصين على استعداد للعمل مع دول العالم لاتخاذ مبادرة تاريخية في ثورة المعلومات، والقيام معاً ببناء مجتمع المستقبل المشترك في الفضاء السيبراني، لجعل شبكة الإنترنت مفيدة بشكل أفضل للناس والعالم.
في سياق منفصل، ذكرت شبكة «سي إن ان» الأميركية، أمس الأربعاء، أن وزير الدفاع الصيني، دونغ جون، رفض لقاء نظيره الأميركي لويد أوستن بسبب توريدات الأسلحة إلى تايوان، وأفادت الشبكة بأن أوستن كان يخطط للقاء نظيره الصيني على هامش اجتماع وزراء دفاع رابطة دول «آسيان بلس» في لاوس، في إطار مساعي واشنطن المستمر للحفاظ على خطوط الاتصال مع بكين، لكن الصين لم تقبل العرض، بسبب بيع الأسلحة الأميركية لتايوان.