سورية

المزاج الإقليمي والدولي وفريق ترامب من «الصقورالشباب» لا يساعدان على تقبل العدوان … مصادر «الوطن»: من المستبعد أن ينفذ أردوغان تهديده بغزو أراض سورية جديدة

| حلب – خالد زنكلو

يسعى رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان أن تجري رياح مناطق شمال وشمال شرق سورية، حيث تسيطر ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من واشنطن، بما تشتهيه سفنه.

واستغل أردوغان مع أركان إدارته في وقت مبكر من فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بإطلاق تصريحات متفائلة بتعديل وضع مناطق نفوذ ميليشيات «قسد» لمصلحة إدارته، ومن المتوقع الاستمرار في النهج ذاته إلى حين تنصيب ترامب في ٢٠ كانون الثاني المقبل.

أردوغان استهل تصريحاته إثر فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية بالعزف على وتر إنشاء «حزام أمني» على طول الحدود الجنوبية لبلاده، لكن يتجاوز هذه المرة عمق 30 إلى 40 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، لاستكمال الحلقات الناقصة لهذا الحزام المفروض على «قسد» بوصفها الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني المصنف على قائمة الإرهاب التركية، على حيت توقع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وكذلك وزير الدفاع يشار غولر انسحاب جيش الاحتلال الأميركي من سورية، ودعوا إلى تكثيف الاتصالات والمشاورات مع الجانب الأميركي لهذه الغاية.

وتوقعت مصادر متابعة للوضع في شمال وشمال شرق البلاد أن تواصل إدارة أردوغان سياسة التصريحات ذاتها، التي تطالب بانسحاب قوات الاحتلال الأميركي من سورية، على أمل أن تعهد إليها إدارة ترامب ملء الفراغ فيها على حساب ميليشيات «قسد»، من دون انتظار مواقف دمشق وموسكو وطهران، عواصم القرار الفاعلة في هذا الملف الشائك.

ورجحت المصادر في تصريح لـ«الوطن» أن تستثمر أنقرة خلال الشهرين المقبلين اللذين يفصلان انتهاء ترامب من وضع أسس إدارته الثانية وأداء اليمين الدستورية، بتصعيد عسكري ضد مناطق سيطرة «قسد» لا يرتقي إلى مصاف التصعيدين اللذين أعقبا الهجوم الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء «توساش» قرب أنقرة نهاية الشهر الماضي وتفجير شارع الاستقلال في إسطنبول في تشرين الثاني الماضي.

وأعربت المصادر عن قناعتها بأن المزاج والوضع الإقليمي والدولي لا يسمحان بتنفيذ أردوغان تهديداته بشن عملية غزو جديدة للأراضي السورية لاستكمال السيطرة على ما تبقى من الشريط الحدودي مع الرقة والحسكة، وصولا إلى تل رفعت بريف حلب الشمالي، وعين العرب ومنبج بريف المحافظة الشمالي الشرقي، وذلك بعد أن هيمن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على عفرين شمال حلب في نيسان ٢٠١٨، وعلى تل أبيض شمال الرقة ورأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي في تشرين الأول ٢٠١٩ في عهد إدارة ترامب الأولى.

المصادر لفتت إلى أن إدارة ترامب الثانية ستكون مختلفة جذريا عن نظيرتها الأولى، بسبب الخبرة والدراية بالملفات السياسية الدولية التي اكتسبها ترامب خلال ولايته الأولى، ولإحاطته بفريق من الصقور الشباب في المناصب الحكومية الحساسة والمهمة، التي تعرف بأنها على غير وفاق مع أردوغان بالشأن السوري، ويفترض ألا يسمح بانسحاب فجائي وعشوائي لجيش الاحتلال التركي من الشرق السوري، أو أن يستجيب لتطلعات أردوغان باستكمال مشروعه بمد نفوذه إلى مناطق سورية جديدة، بغض النظر عن موقف الكرملين الرافض لمثل هكذا توجه كهذا.

واستبعدت أن يغامر أردوغان بتنفيذ عملية عابرة للحدود السورية من دون ضوء أخضر أميركي وروسي، على الرغم من تعويله على الرئيس الأميركي باتخاذ قرار بسحب قوات احتلاله من الأراضي السورية، على غرار تصريحاته في فترة رئاسته الأولى قبل أن يعدل عنها بضغط من مستشارين ومن مسؤولي إدارته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن