ثقافة وفن

طلاب كلية الفنون يهدون معرضهم لأستاذتهم بثينة علي

| مايا سلامي

تحية لروح الفنانة التشكيلية الراحلة د. بثينة علي افتتحت كلية الفنون الجميلة وبالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين مساء الأربعاء معرضاَ لعدد من خريجي قسم التصوير 2024- 2023 في صالة الرواق العربي بدمشق.

وشمل المعرض مجموعة منتقاة من مشروعات تخرج هؤلاء الطلاب الذين عكسوا فيها أثر وروح أستاذتهم الراحلة التي سارت معهم خلال دراستهم خطوة بخطوة، فاجتمعوا ليردوا شيئاً من جميلها وليأكدوا أنها ستبقى حية بفنهم وأعمالهم.

ارتقاء أكاديمي

وفي تصريح لـ«الوطن» بين رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين عرفان أبي الشامات أن الفنانة بثينة كانت مكسباً للفن التشكيلي السوري لأنها زرعت أبعاده بروح طلابها الذين قدموا لها هذا المعرض تحية لروحها، ويلاحظ في جميع أعمالهم الارتقاء الأكاديمي والأثر الذي تركته أستاذتهم الراحلة، منوهاً بأن اتحاد الفنانين التشكيليين يرحب بمثل هذه المعارض التي تعرف على الجيل الجديد في الفن السوري.

مازالت حاضرة

وأوضح مدير مديرية الفنون الجميلة وسيم عبد الحميد أن روح الفنانة الراحلة بثينة علي مازالت حاضرة من خلال الأعمال المهمة التي قدمها هؤلاء الطلاب الذين سارت معهم منذ خطواتهم الأولى في كلية الفنون الجميلة، حيث لاحظنا تأثرهم بروحها وبكل ما تعلموه منها.

وكشف أن الفنانة بثينة كرست وقتها للشباب وكنّا نلاحظ اهتمامها بهم في الفترات الأخيرة حيث أقامت لهم معرضاً في المتحف الوطني عن التجهيز بالفراغ، الذي يعتبر من أهم الفنون التي أتت بها من الخارج وأنشأت جيلاً كاملاً عليه.

علم فني

وأشار أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم إلى أن الدكتورة بثينة علم فني على مستوى سورية والوطن العربي لأنها فنانة قدمت الكثير في مجال التصوير وبالحركة التشكيلية التي اشتغلت فيها بطريقة رومانسية مميزة وجميلة.

وأضاف: «أراد الطلاب أن يردوا جميلها في هذا المعرض فقد كانت ودودة ومتفاعلة معهم جميعاً ولم تبخل عليهم بعلمها ومعرفتها، والشكر لكلية الفنون الجميلة على هذه اللفتة الرائعة، ونحن كاتحاد الفنانين قدمنا لهم صالة الرواق التي تليق بهذه المناسبة».

صديقة وزميلة

وقال رئيس قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة د. سائد سلوم: «رحمة الله على الدكتورة بثينة كانت صديقة وزميلة وهذا المعرض كان تحية لروحها من الطلاب الذين أرادوا أن يعبروا عن شعورهم بفقدانها وليثبتوا لها أن ما تعلموه منها مازال حاضراً وحياً في لوحاتهم، وهذا المعرض بمنزلة عربون محبة وشكر لها على كل ما قدمته لهم».

مُحبة للحياة

وكشف الفنان التشكيلي غازي عانا أن الفنانة بثينة رحمها الله كانت تحب الحياة كثيراً وترى نفسها من خلال طلابها الذين درستهم، وأنا رافقتها بأكثر من مشروع وحزنت جداً عندما تركت طلابها يوم وفاتها ومعرضهم ما يزال قائماً في المتحف الوطني ومن المفترض أن تكون معهم كما هو الحال اليوم لكنهم تخرجوا بغيابها.

وأضاف: «أشكر القائمين على هذا المعرض الذي تضمن أيضاً تنوعاً في التقنيات والموضوعات وشعرت أن الأساتذة منحوا الطلاب هامشاً أكبر من الحرية في التعبير عن أفكارهم».

أثّرت بأعمالنا

وقال الخريج وسيم سلوم: «الدكتورة بثينة كانت معنا خطوة بخطوة وأعطتنا الكثير من النصائح التي أثبت لنا الوقت أنها كانت على حق فيها، وكل كلمة قالتها لنا أثرت فينا وبأعمالنا حتى بعد وفاتها، وفي عملي الذي قدمته اليوم «أنا و» الكثير من الأشياء التي تعلمتها منها، حيث اشتغلت فيه بورتريه تعبيري وتجريدي ويتحدث عن علاقة الأشخاص مع بعضهم عن طريق الخطوط المترابطة».

روح حرة

 

وأوضحت الخريجة تالا شاهين: «أتذكر الدكتورة بثينة كروح حرة وجميلة وكانت توصينا دائماً أن نطلق العنان لخيالنا وأفكارنا بفننا وألوان حياتنا الشخصية بكل تفاصيلها، وأن نبقى مستمرين بالرغم من كل الظروف القاسية لأن الفن هو الذي يميزنا ونحن أرواح مختارة بالفطرة للفن».

وأضافت: «شاركت بعملين من مشروع تخرجي الذي كان بعنوان «النباشين» في إحداهما صورة لطفلتين تبحثان عن بقايا طعام في حاوية النفايات بسبب الأوضاع الصعبة التي وصلنا إليها، وفي اللوحة الثانية صورت امرأة من النباشين باللباس الذي يرتدونه وحولها أوساخ من البلاستيك والزجاج الذي يجمعونه».

خسارة كبيرة

وقالت الخريجة أروى عمار: «خسارة الدكتورة بثينة كانت كبيرة جداً على الصعيد الشخصي لنا كطلابها وبالحركة الفنية بصورة عامة لأنها حققت أثراً رائعاً بعملها في الكتلة والفراغ وكانت قدوة لنا جميعاً وتدعمنا وتشجعنا، ومن خلال هذا المعرض أردنا أن نقول لها إننا سنستمر في مسيرتها ونرسم ونعيش الفن رغم كل الظروف».

وبينت أنها شاركت بمشروع تخرجها «ويبقى الأثر» الذي اختارت فيه عنصر الحذاء لتعبر عن حياة العائلة والوحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن