شؤون محلية

رئيس دائرة الصحة الحيوانية لـ«الوطن»: وجود حالات إجهاض في الماشية سببها سوء التغذية وتفشي جرثومة … نقص الأعلاف والمازوت يهدد قطعان الماشية في السويداء ويشجع عمليات التهريب

| السويداء – عبير صيموعة

أكد العديد من مربي الأغنام والماعز والأبقار في السويداء أنهم باتوا في خانة ضيقة بسبب جراء فقدانهم المتتالي لمواشيهم، فضلاً عما أصاب معظمها من هزال جراء الجوع وافتقارها إلى كميات الأعلاف المطلوبة لاستمرارية تربيتها.

وبينوا لـ«الوطن» أن غلاء الأعلاف واحتكار وجودها لدى القطاع الخاص بأسعار فلكية كان أحد الأسباب التي أدت إلى سعي المربي إلى التخفيض من أعداد القطيع وبيع قسم منه لشراء الأعلاف للقسم الآخر، موضحين أن نقص الأعلاف وعدم قدرة البعض على شرائها من القطاع الخاص أدى إلى وجود حالات سوء تغذية، كما أدت إلى ارتفاع حالات الإطراح «الإجهاض» لدى أعداد كبيرة من إناث القطعان، مؤكدين أن أصواتهم الاستغاثية لضرورة تأمين الأعلاف بالكميات المطلوبة وبأسعار معقولة على ما يبدو لم تصل إلى آذان المعنيين أو أنها وصلت ولم يؤخذ بها كباقي الأصوات بعد أن وصل سعر الطن من الشعير إلى 5 ملايين ليرة والطن من مادة النخالة إلى 2 مليون ليرة.

كما انعكست قضية ارتفاع أسعار المازوت على عمليات التربية فأوضح المربون أن ارتفاع أسعار المازوت مع عدم منح سيارات البيك آب أي كميات من مخصصاتها واضطرار المربي إلى تأمينها من السوق السوداء الأمر الذي انعكس على عجز الكثير من المربين عن سوق قطعانهم إلى أسواق الماشية لبيعها في كل من نجها وعدرا، ما أدى إلى خسائر مضاعفة، وتخفيض أسعارها بسبب منع الحكومة لعمليات تصدير الأغنام من جهة والسماح باستيراد لحم الأبقار من جهة أخرى الأمر الذي أدى إلى انخفاض أسعارها قولاً واحداً.

وأضافوا: كما أن ارتفاع أسعار المازوت أدى إلى عكوف تجار الحليب و«الجباني» في كل من حلب وحمص ممن اعتادوا القدوم إلى المحافظة وشراء الحليب وتصنيعه من القدوم إليها لعدم قدرتهم على دفع تكاليف النقل والتصنيع

وأكد المربون الشاكون أن عجز البعض على الاستمرار بعملية التربية كان سبباً لسلوك طريق التهريب خارج الحدود للحصول على أسعار جيدة أو مقبولة على أبسط تقدير، مشيرين إلى أن عمليات التهريب ستزداد وتيرتها بالضرورة لبيع عدد من مواشيهم لضمان تأمين تكاليف الأعلاف لباقي القطعان لديهم، مستغربين من سلبية الجهات المعنية في التعاطي مع قضية الأعلاف وعدم القدرة على تأمينها ضمن مؤسسات الأعلاف التي من المفترض أن تكون صمام الأمان لهم والقادرة فعلياً على ضمان استمرار عمليات التربية التي يمكنها وحدها من تأمين المواد الغذائية للأسواق من اللحوم الحمراء ومشتقات الحليب من الألبان والأجبان.

وتساءلوا: لماذا لا تقوم مؤسسة الأعلاف بزيادة أعداد الدورات العلفية والكميات الموزعة ضمنها ولماذا لا تقوم الحكومة بالسماح بتصدير الأغنام بأعداد محدودة كي يضمن المربي تأمين تكاليف تربية باقي القطيع؟ ولماذا لا يتم تأمين مخصصات سيارات البيك آب من مادة المازوت بما يسهل عملية نقل قطعانهم إلى أسواق المواشي لبيعها وعدم دفع المربين إلى تهريبها عبر الحدود؟

واعتبروا أن القرارات الحكومية المتتالية أثبتت عدم جدواها وانعكست سلباً على ثروة تعتبر أساساً في الأمن الغذائي للمواطن، مؤكدين أن حالة الهزال التي آلت إليها قطعانهم حالت دون قدرتهم على تأمين متطلبات السوق من كل المواد، كما أدت إلى خسائر كبيرة لكل المربين على مساحة المحافظة وهي تنذر بنتائج كارثية قد تؤدي إلى الإحجام عن التربية.

رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة السويداء محمود سعيد أكد لـ«الوطن» أنه من خلال جولات الدائرة على أماكن تربية المواشي لوحظ وجود حالات من الإجهاض سببها الرئيسي سوء التغذية لدى الكثير من القطعان لعدم قدرة المربين على شراء المادة العلفية لها مما جعلها تعاني الهزال والضعف وانعكس سلباً على واقعها الصحي، وبالتالي إلى تراجع إنتاجها من الحليب لكونها بالأصل تعاني سوء تغذية خاصة.

وأضاف سعيد: السبب الثاني لإجهاض بعض إناث الأغنام هو تفشي جرثومة تم اكتشافها بعد أخذ عينات من المواشي المصابة وتم تحليلها ضمن المخبر المركزي في دمشق ليثبت انتشارها في كل من محافظات درعا والقنيطرة وحمص وطرطوس وليس فقط في السويداء، مؤكداً أنه تم تعميم العلاج على جميع الدوائر البيطرية والوحدات الإرشادية لتقديمها لكل المربين إلا أنه ومع الأسف فإن كثيراً من المربين لا يقومون بمراجعة المراكز البيطرية إلا بعد تفاقم الحالة المرضية لقطعانهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن