«ناتو» دعا إلى عقد اجتماع طارئ لبحث «التهديد الروسي» بعد الصاروخ الفرط صوتي … بوتين: لدينا مخزون من «أوريشنيك» ولا يوجد مضادات له في العالم
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده ستواصل اختبار أنظمة أسلحة جديدة، وأن صاروخ «أوريشنيك» الفرط صوتي، ليس من أسلحة الدمار الشامل، بل من الأسلحة فائقة الدقة، وبين أنه لا توجد اليوم لدى أحد وسائل لمواجهة أحدث الأسلحة الروسية، بيمنا أوضح الكرملين أن إطلاق الصاروخ «أوريشنيك» كان تحذيراً للغرب، وجاء رداً على استخدام كييف صواريخ أميركية وبريطانية قادرة على ضرب عمق روسيا، مؤكداً أن قرارات الغرب المتهورة بتزويد أوكرانيا بالصواريخ لا يمكن أن تبقى من دون رد، في حين دعا الـ«ناتو» مع أوكرانيا، إلى عقد اجتماع طارئ الأسبوع الجاري وسط قلق كبير يسود الغرب.
وخلال اجتماع مع قيادة وزارة الدفاع والمجمع الصناعي العسكري، أول من أمس الجمعة، قال بوتين: «إن منظومة «أوريشنيك» ليست تحديثاً للأنظمة السوفييتية القديمة، بل هي نتاج عمل متخصصين من روسيا الجديدة، كما أن منظومة صواريخ «أوريشنيك»، ليست من أسلحة الدمار الشامل، بل هي من الأسلحة فائقة الدقة»، مشيراً إلى أن مستقبل روسيا يعتمد إلى حد كبير على حل مشكلات العمليات الخاصة، وفق موقع «روسيا اليوم».
وشدد بوتين على أن روسيا ستستمر بتجاربها على منظومة «أوريشنيك»، التي في الوقت الراهن لا يوجد منظومات مضادة لها في العالم، معتبراً أنه من المهم لروسيا امتلاكها لمنظومة صواريخ «أوريشنيك»، التي لا تملكها الدول الأخرى، وأضاف: إن «روسيا ستواصل اختبار مجمع أوريشنيك، وإنها تمتلك مخزوناً من هذه المنظومة، لكونها ضامناً إضافياً لسيادة روسيا وسلامتها الإقليمية».
وتابع بوتين: «صاروخ «أوريشنيك» الفرط صوتي، تم تصنيعه على أساس آخر التطورات، والنتائج المحققة وسرعة تطويره مدعاة للفخر والإعجاب، وبالتالي يجب على المواطنين الروس معرفة أنه لحماية أمن روسيا هناك قاعدة تكنولوجية ضخمة، وخلفية صناعية وعلمية قوية».
وقبل ذلك، كشف بوتين عن تنفيذ القوات الروسية اختباراً ناجحاً لأحدث منظومة صواريخ فرط صوتية متوسطة المدى تحمل اسم «أوريشنيك»، مؤكداً أن اختبارات هذه الصواريخ في الظروف القتالية جاءت رداً على الأعمال العدوانية التي ترتكبها دول «ناتو» ضد روسيا، وقال: «تم تنفيذ الضربة على مصنع في دنيبروبيتروفسك بواسطة صاروخ «أوريشنيك» الباليستي فرط الصوتي لكنه خال من الرأس النووي».
في الغضون، سارع حلف شمال الأطلسي «ناتو» مع أوكرانيا، للدعوة إلى عقد اجتماع طارئ الأسبوع الجاري، لبحث التصعيد في الحرب بعد أن استخدمت روسيا صاروخاً بالستياً جديداً لقصف مدينة دنيبرو الأوكرانية، وقال المتحدث باسم الأمين العام لـ«ناتو» مارك روته أمس، إن استخدام موسكو لهذا الصاروخ البالستي التجريبي متوسط المدى سيكون محور اجتماع الثلاثاء المقبل، في حين أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن بلاده تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة حديثة للدفاع الجوي، بعد هذا الهجوم الصاروخي، وفق وكالة «سبوتنيك».
وقد أثار استخدام روسيا للصاروخ البالستي الجديد «فرط صوتي»، قلقاً واسعاً في الغرب، حيث اعتبره رئيس وزراء بولندا دونالد توسك، تصعيداً خطيراً يدفع الصراع إلى «مرحلة حاسمة»، في حين دعا رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوروبان الغرب إلى عدم التقليل من أهمية التهديدات التي أطلقتها روسيا.
في السياق، أوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن إطلاق الصاروخ «أوريشنيك» كان تحذيراً للغرب، وجاء رداً على استخدام كييف صواريخ أميركية وبريطانية قادرة على ضرب عمق روسيا، وأنه تم تحديد الخطوط العريضة لرد إضافي، في حال عدم أخذ مخاوف روسيا في الاعتبار، مؤكداً أن قرارات الغرب المتهورة بتزويد أوكرانيا بالصواريخ لا يمكن أن تبقى من دون رد.
وأضاف بيسكوف، في مؤتمر صحفي، إن الولايات المتحدة تبلغت بشكل تلقائي بشأن إطلاق صاروخ «أوريشنيك» عبر المركز الوطني الروسي للحد من المخاطر النووية، قبل 30 دقيقة من الإطلاق، لكن موسكو لم تخطر واشنطن أو غيرها مسبقاً بشأن إطلاق الصواريخ، وفي سياق آخر، أشار متحدث الكرملين إلى أن مئات الروس يوقعون عقوداً مع وزارة الدفاع الروسية بشكل يومي، ويخضعون للتدريب ثم ينضمون لمنطقة العملية العسكرية الخاصة، مؤكداً أنه لا يوجد حاجة للحديث عن أي تعبئة عسكرية الآن.
من جهة أخرى، أوضح مندوب روسيا في وكالة الطاقة الذرية ميخائيل أوليانوف، أن حلف «ناتو» هو من ينظم الهجمات الصاروخية على روسيا، وتوعد الحلف بدفع الثمن وأنه سيشعر بالرد الروسي، وفي تصريح خاص لقناة الميادين أمس، قال أوليانوف: إن «الأوكرانيين ليست لديهم أقمار صناعية، ولا يمكنهم تشغيل هذا النوع من الصواريخ، وبالتالي الأمر واضح بالنسبة إلى روسيا، فهي مقتنعة بأن هذه الهجمات تُنظّم من جانب دول حلف شمال الأطلسي».
وتعليقاً على الضوء الأخضر الذي منحه الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا لاستخدام نظام «ATACMS» في روسيا، أشار أوليانوف إلى أن ما أقدم عليه البيت الأبيض خطير جداً، مردفاً بالقول: إنه «من الواضح أن أولئك الذين اتخذوا هذا القرار يدركون تماماً العواقب السلبية للغاية التي قد تحدث جراء ذلك»، وبشأن فرنسا وبريطانيا، قال: «إذا قررتا حقاً مساعدة أوكرانيا في استخدام صواريخ عالية الدقة ضد الاتحاد الروسي، فسوف يدفعان الثمن بالتأكيد».
إلى ذلك، شكك نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، في أن يرفع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب العقوبات عن موسكو في حال توليه منصبه، معتبراً أن هذا الأمر لن يكون في مصلحة عدة قطاعات من الاقتصاد الأميركي، وقال في تصريح إعلامي: «أعتقد أنه من غير المرجح أن يقوم الرئيس المنتخب دونالد ترامب برفع هذه العقوبات على الفور بعد توليه منصبه، علاوة على ذلك، في الواقع، لقد فعل ترامب عدداً من العقوبات في وقت معين في محاولة للحد من إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على 1535 عسكرياً أوكرانياً وتدمير عشرات الدبابات والمدرعات والأسلحة الغربية الأخرى لقوات كييف خلال 24 ساعة.