إفريقيا اعتبرته مخيباً للآمال.. واشنطن ولندن أشادت به.. وغوتيريش: نقطة انطلاق … «كوب 29»: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار للدول الفقيرة المهددة بالتغير المناخي
| وكالات
وافقت الدول المجتمعة في ختام مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين «كوب 29» في العاصمة الأذربيجانية باكو، أمس الأحد، على تقديم الدول المتقدمة 300 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة المهددة بتغير المناخ حتى عام 2035، حيث جاء الاتفاق بعد أسبوعين من المفاوضات ويومين من التمديد، نظراً لحالة الفوضى التي سادت المؤتمر الذي خرجت منه الدول النامية بخيبة أمل.
وأشار موقع «مونت كارلو»، إلى أن الدول الإفريقية اعتبرت أن المبلغ المقدم من الدول الغربية «غير مقبول» نظراً إلى الكوارث التي تشهدها وحاجاتها الاستثمارية الهائلة في الطاقة المنخفضة الكربون، في حين نددت الدول الجزرية الصغيرة بـ«ازدراء تجاه شعوبها الضعيفة»، وأعرب الكيني علي محمد، متحدثاً باسم المجموعة الإفريقية، عن أسفه لأن التمويل الموعود في مؤتمر «كوب 29» حتى 2035 «قليل جداً ومتأخر جداً وغامض جداً»، أما نظيره من ملاوي إيفانز نجيوا الذي يمثل أفقر 45 دولة في العالم، فندد بالاتفاق ووصفه بأنه «غير طموح»، وبدورها، قالت المندوبة الهندية شاندني راينا: «المبلغ المقترح ضئيل جداً، إنه مبلغ زهيد»، مشيرة إلى أن الرئاسة الأذربيجانية لم توفر لها فرصة التحدث قبل الموافقة النهائية على النص.
في الغضون، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن مشاعر «متباينة» حيال الاتفاق بشأن تمويل المناخ الذي تم التوصل إليه في أذربيجان فجر الأحد، حاضاً الدول على اعتباره «أساساً» يمكن البناء عليه، وقال: «كنت آمل في التوصل إلى نتيجة أكثر طموحاً من أجل مواجهة التحدي الكبير الذي نواجهه»، داعياً إلى اعتبار هذا الاتفاق أساساً لمواصلة البناء عليه.
من جانبها، أعربت وزيرة الانتقال البيئي الفرنسية أنياس بانييه-روناشيه عن أسفها لأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأحد في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في أذربيجان «مخيب للآمال» و«ليس على مستوى التحديات»، وقالت: «رغم حصول الكثير من التقدم، بما في ذلك زيادة التمويل للبلدان الفقيرة المهددة بتغيّر المناخ إلى ثلاثة أضعاف، فإن النص المتعلق بالتمويل قد اعتُمِد في جو من الارتباك واعترض عليه عدد من الدول».
في المقابل، أشاد المفوض الأوروبي فوبكه هوكسترا بـ«بداية حقبة جديدة» للتمويل المناخي، وقال: «عملنا بجد معكم جميعاً لضمان توفير مزيد من الأموال على الطاولة، نحن نضاعف هدف الـ100 مليار دولار ثلاث مرات، ونعتقد أن هذا الهدف طموح، إنه ضروري وواقعي وقابل للتحقيق»، في حين رحب وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، واصفاً إياه بأنه «اتفاق حاسم في اللحظة الأخيرة من أجل المناخ».
كما أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن باتفاق «كوب29» باعتباره «خطوة مهمة» في مكافحة الاحترار المناخي، متعهداً بأن تواصل بلاده عملها رغم موقف خلفه دونالد ترامب المشكك بتغير المناخ، وقال بايدن: «قد يسعى البعض إلى إنكار ثورة الطاقة النظيفة الجارية في أميركا وحول العالم أو إلى تأخيرها لكن لا أحد يستطيع أن يعكس هذا المسار».
والالتزام المالي من جانب دول أوروبية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان ونيوزيلندا، تحت رعاية الأمم المتحدة، يتمثل في زيادة القروض والمنح للدول النامية من 100 مليار إلى «300 مليار دولار على الأقل» سنوياً حتى عام 2035، حيث إن هذه الأموال مخصصة لمساعدة الدول الفقيرة على التكيف مع الفيضانات وموجات الحر والجفاف، وأيضاً للاستثمار في الطاقات المنخفضة الكربون بدلاً من تطوير اقتصاداتها عن طريق حرق الفحم والنفط كما فعلت الدول الغربية لأكثر من قرن، وقد نجح «كوب 28»، الذي استضافته الإمارات العام الماضي، في ترسيخ نهج عالمي مشترك لتحديد الأولويات المناخية عبر «اتفاق الإمارات» وأجندة العمل المناخي.