الخبر الرئيسي

مئات الصواريخ أطلقت من لبنان وأصابت قاعدة بلماخيم وأشدود للمرة الأولى … المقاومة تفرض حزاماً نارياً من شمال الكيان إلى جنوبه وتحول تل أبيب إلى ساحة حرب

| الوطن

مكرسة معادلة «تل أبيب مقابل بيروت»، أحرقت نيران صواريخ المقاومة أحياء المدن والمستوطنات الإسرائيلية من تل أبيب إلى حيفا وعكا ونهاريا ونتانيا ووصلت المعارك البطولية إلى محيط البياضة ودير ميماس التي تحولت لمقبرة جديدة للميركافا، لتنقلب تهديدات العدو بالتفاوض تحت النار إلى وبال عليه، دفعت ملايين المستوطنين إلى الملاجئ مجدداً، وأحالت شوارع الكيان إلى ميدان حرب حقيقية، لم يجد للرد عليها سبيلاً غير ارتكاب المزيد من المجازر والقتل والتدمير.

النيران المشتعلة من تل أبيب أكدت أمس أن المقاومة لا تزال ممسكة بزمام المبادرة وقادرة على تنفيذ المعادلات التي فرضتها، وبعد ساعات قليلة على ارتكاب العدو لمجزرة جديدة في بيروت قالت وسائل إعلام العدو: إن انفجارات عنيفة سمعت في تل أبيب الكبرى بعد استهدافها بصواريخ من لبنان للمرة الثانية خلال يوم واحد، مضيفة: إنه «تمّ رصد إطلاق 10 صواريخ من لبنان باتجاه تل أبيب الكبرى»، وأكدت وسائل إعلام العدو أيضاً سقوط ستة إصابات إثر سقوط صاروخ قرب «تل أبيب».

كما أعلنت «هيئة البث الإسرائيلية» عن توقف حركة الطيران في مطار «بن غوريون» شرق تل أبيب إثر إطلاق الصواريخ من لبنان، وأفادت «القناة 13» الإسرائيلية باندلاع حرائق في مواقع بنهاريا وحيفا إثر إصابات مباشرة بصواريخ أطلقت من لبنان، وقالت وسائل إعلام العدو: إن 10 إسرائيليين أصيبوا في نهاريا وحيفا وبيتاح تكفا، إضافة إلى «إصابة خطيرة في كفار بلوم بالجليل الأعلى».

وفيما تحدث إعلام العدو عن إطلاق حزب اللـه لمئة صاروخ، قالت قناة «سكاي نيوز عربية» نقلاً عن مصادرها: إن الحزب أطلق أكثر من 300 صاروخ، أرغمت حسب إعلام العدو نحو 4 ملايين إسرائيلي على الهروب إلى الملاجئ، في حين أدى القصف إلى إصابة نحو 40 سيارةً بأضرار بالغة.

ولدى تعليقها على استهداف حزب اللـه تل أبيب، أكدت «القناة 12» الإسرائيلية أنه «أنشأ حزاماً أمنياً في إسرائيل، يصل إلى منطقة حيفا وخليجها، ومنطقة هشارون في الوسط».

المقاومة وفي بيان لها أمس أكدت استهداف «قاعدة بلماخيم»، وأوضحت أن هذه القاعدة هي «قاعدة أساسية لسلاح الجوّ الإسرائيلي، تحتوي على أسراب من الطائرات غير المأهولة والمروحيات العسكرية، ومركز أبحاث عسكري، ومنظومة حيتس للدفاع الجويّ والصاروخي وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 140 كم، جنوب مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة»، وأكدت أن العملية قد حقّقت أهدافها.

وللمرّة الأولى، شنّت المقاومة أيضاً صباح أمس هجوماً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة أشدود البحريّة، أصابت أهدافها بدقّة.

إلى ذلك أكد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب اللـه محمود القماطي، أن الهجمات التي نفذها الحزب أمس هي ترجمة لمعادلة قصف تل أبيب مقابل قصف بيروت، مشدداً على أن الحزب لا يقبل أي بند في المفاوضات يمنح صلاحيات لإسرائيل تمس بالسيادة اللبنانية.

الاحتلال الإسرائيلي صعد بالمقابل من اعتداءاته على قرى ومناطق مدنية لبنانية، مستهدفاً مباني سكنية في الجنوب والبقاع.

وفي استهداف جديد للجيش اللبناني، استشهد أحد العسكريين وأصيب 18 بينهم مصابون بجروح بليغة نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي مركز الجيش في العامرية على طريق القليلة- صور بالقرب من الناقورة.

وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، جدد العدو غاراته مستهدفاً مناطق سكنية، في منطقة الكفاءات بغارتين، تسببت بدمار هائل على رقعة جغرافية كبيرة، كما شن طيران العدو مساء أمس غارات جوية استهدفت محيط حارة حريك وذلك بعد دقائق من تهديده باستهداف مبانٍ سكنية في مناطق الغبيري والطيونة وبرج البراجنة بالضاحية.

على المقلب السياسي، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنه «لا بديل عن وقف فوري لإطلاق النار في لبنان من الأطراف كافة، وتطبيق القرار 1701».

وقال بوريل خلال مؤتمرٍ صحفي بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، في العاصمة اللبنانية بيروت: «إننا ننتظر قبول المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار من حزب اللـه وننتظر الموافقة العالقة من الحكومة الإسرائيلية»، مبيناً أن «الاتحاد الأوروبي يدعم الولايات المتحدة وفرنسا في جهودهما لوقف إطلاق النار في لبنان».

وأضاف: «ندعم لبنان شعباً وجيشاً ومؤسسات، وجاهزون لتقديم 200 مليون يورو للقوات المسلحة اللبنانية».

بالتوازي كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب أعطت الضوء الأخضر للوسيط الأميركي للمضي قدماً نحو اتفاق في لبنان، وقال مسؤول إسرائيلي لـ«القناة 14»: ذاهبون لوقف القتال في لبنان ويحتمل في الأيام القريبة القادمة، بدورها أكدت قناة «كان» الإسرائيلية أن الاتفاق مع لبنان منتهٍ ونتنياهو يدرس كيفية شرحه للجمهور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن