افتتحت معرض «ترميم المخطوطات» وكرّمت مجموعة من الكتّاب … د. بركات: لسورية إرث حضاري غني جداً تقع مهمة الحفاظ عليه وصونه علينا جميعاً
| وائل العدس- ت: طارق السعدوني
ضمن فعاليات أيام الثقافة السورية، أقامت وزارة الثقافة معرض «ترميم المخطوطات – نماذج حقيقية» في قاعة المعارض في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق بحضور وزيرة الثقافة د.ديالا بركات وأمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي حسام السمّان ومدير عام مكتبة الأسد فادي غانم، إلى جانب عدد كبير من المثقفين والمهتمين.
إرث غني
وفي تصريح لوسائل الإعلام، كشفت وزيرة الثقافة د.ديالا بركات أنها استعرضت خلال جولتها في المعرض مراحل الترميم بجهود مجموعة من الأشخاص الذين اعتبرتهم فنانين وليسوا عاملين، خاصة أن العمل في الترميم يحتاج إلى خبرة ودقة وجهد وتأن ووقت طويل، بحسب قولها.
وأوضحت أنها تابعت مراحل العمل منذ البداية، بدءاً من صنع الورق إلى مراحل التلوين والتجليد والتغليف وصناعة الورق الملون حتى كتابة الخط المذهب.
وقالت: ترفع القبعة للكادر العامل في هذا المجال الذي قدّم عملاً رائعاً ومميزاً ليس على مستوى سورية فقط، وإنما على مستوى العالم، وهو يقام للمرة الأولى في سورية، وأتمنى أن يشكّل صدىً إيجابياً عن طريق جذب المتدربين والأشخاص المهتمين في هذا الموضوع.
وأكدت الوزيرة أن المعرض يقام من باب الحفاظ على التراث، وتشجيع المالكين للمخطوطات لعرضها لتقدم لهم مكتبة الأسد مساعدتها في هذا المجال.
وختمت: لسورية إرث حضاري غني جداً، تقع مهمة الحفاظ عليه وصونه علينا جميعاً.
التراث الملموس
بدوره، أكد مدير عام مكتبة الأسد أن مهمة المكتبة الأساسية تكمن بالحفاظ على التراث الثقافي الوثائقي الملموس المتمثلة بالمادة الورقية.
وأوضح أن المخطوطات التي تمتلكها المكتبة لا تتعلق بالشأن الديني فقط، وإنما لدينا بحدود 19900 مخطوط متنوع بجميع أنواع المعارف البشرية من دين وسياسة واقتصاد وعلم الفلك والزراعة والصيدلة والطب وعلوم أخرى متنوعة.
وأشار إلى أن المكتبة تقوم بشكل دوري بالكشف والفحص والتعقيم والمتابعة ضمن شروط حفظ صحية ونظامية للمخطوطات.
وكشف أن بعض المخطوطات تعود إلى ما قبل ألف ومئتي عام، وبعضها الآخر إلى ما قبل ثلاثمئة وأربعمئة وخمسمئة عام.
وبيّن فادي غانم أن المعرض الذي يقام بنماذج حقيقية يقام للمرة الأولى في سورية، وكفكرة ربما يكون الأول على مستوى العالم.
أما مديرة قسم الترميم في مكتبة الأسد، إيمان الفاعوري فقالت لـ«الوطن» إن المعرض يعتبر بمنزلة ورشة عمل نستعرض من خلالها عمليات الترميم، بدايةً من استلام المخطوط لغاية إصلاحه وتنظيفه وتعقيمه من دون المساس بمحتواه ومضمونه، باستخدام مواد طبيعية.
وكشفت أن العاملين في الترميم يمتلكون الحب والشغف وينتمون إلى مهن واختصاصات مختلفة، مشيرة إلى أن الورق يتم صنعه من ألياف سلولوزية، علماَ أن لكل مخطوط ورقاً خاصاً به، وأيضاً لوناً وسماكة وكثافة خاصة.
تكريم الكتّاب
على هامش المعرض، تم تكريم كتّاب لثلاثة وثلاثين كتاباً، والمكرمون هم: رسلان خضور، عبير بيطار، عيد مرعي، ريم عرنوق، خوسيه باتريسيو بريكلي، أحمد الزغبي، هدى عبد الله شحادة، مجد كوكش، عبد الكريم ناصيف، روعة سنوبر، محمد عباس محمد، أنس السيد، أيمن الشوحة، رجاء نور الدين، ونصر محسن، عروبة الباشا، ميليا الحسن، صقر عليشي، تالا مراد، أيمن أبو شعر، غالية خليفاوي، ناديا إبراهيم، باسل المسالمة، هدى أمون، خلود كريمو، جهينة شبوع، ناديا خوست، نزيه أبو عفش، عبد الله أحمد، حسن حميد، جنى أبو فخر.
وفي كلمة لها أمام الحضور، قالت وزيرة الثقافة: بحضور وجوه وقامات كبيرة، ومع استعراض هذه العناوين المهمة، لا بد من توجيه كلمة شكر مباشرة لكل من يساهم في إثراء لغتنا وإرثنا وتراثنا، واستمرارنا على هذه الأرض بالقوة ذاتها، ومن المبهج ورود أسماء أطفال صغار من بين المكرمين، وهو علامة إيجابية تدل على النشء الجديد، وأتمنى أن نبقى يداً واحدة لتظل ثقافتنا بهذا الألق والاندفاع.