ضمن أيام الثقافة السورية افتتاح معرض «تاريخ الفخار السوري» … وزيرة الثقافة: عكس فكر وإبداع الإنسان السوري بصنعه أدوات يستخدمها في حياته
| مايا سلامي – تصوير طارق السعدوني
ضمن أيام الثقافة السورية افتتحت وزيرة الثقافة د. ديالا بركات معرض «تاريخ الفخار السوري» في القاعة الشامية بالمتحف الوطني في دمشق.
وجمع المعرض قطعاً فخارية تعود لفترات تاريخية مختلفة منذ الألف التاسع قبل الميلاد وعبوراً بكل العصور والحضارات التي مرت على هذه المنطقة، بدءاً من عصر ما قبل التاريخ والشرق القديم والفترة الكلاسيكية ومن ثم المرحلة الإسلامية.
إبداع الإنسان السوري
وفي تصريح لوسائل الإعلام بينت وزيرة الثقافة د.ديالا بركات أن أهمية هذا المعرض تعود لتسليطه الضوء على الفخار السوري على امتداد الجغرافية السورية ابتداءً من القرن التاسع قبل الميلاد حتى 200 سنة خلت، منوهة بأن المعرض أظهر مراحل تطور الفخار والتقنيات والمواد المستخدمة بالتلوين والزخارف والرسومات التي عكست فكر وإبداع الإنسان السوري بصنعه أدوات تستخدم في الحياة اليومية أو في بعض الطقوس الدينية.
وتوجهت بالشكر لمديرية الآثار والمتاحف على تنظيم المعرض وجميع الجهات التي ساهمت بإنجاحه وطلاب المرحلة الجامعية وجمعية أصدقاء المتاحف الذين كان لهم حضور مميز.
مغرق في القدم
وأوضح مدير عام الآثار والمتاحف محمد نظير عوض أن هذا المعرض يعنى بالفخار السوري عبر العصور ويعكس غنى سورية بالفخار بجميع أنواعه ودورها الحضاري في ابتكار وتطوير صناعته والوصول إلى أشكال مهمة جداً ودقيقة الصنعة صُدرت للخارج.
وكشف أن تاريخ الفخار في سورية مغرق في القدم حيث بدأ الإنسان السوري بتشكيل الفخار من الطين بيديه ثم تطورت هذه الحرفة إلى أن ابتكر الدولاب وأصبح يصنع العديد من القطع الفخارية التي تستخدم للأعمال اليومية في تصدير الزيوت والعطور إضافة إلى المباخر.
وأشار إلى أن الأواني والقطع الفخارية خلال الألف الرابع ق.م أصبحت تحوي العديد من الألوان وأشكال الزينة الزخرفية والهندسية، كما جمعت العديد من الثقافات والحضارات، وصولاً إلى الفترة البيزنطية وحتى الإسلامية حيث ظهرت أشكال مختلفة من الفخار وتم تزجيج صناعته هنا في سورية في الحضارات العباسية والأيوبية والمملوكية.
الفخار البدائي
ولفتت أمينة متحف ما قبل التاريخ هبة عاصي إلى أن عصر ما قبل التاريخ هو العصر الذي بدأ فيه الفخار في الألف الثامن قبل الميلاد وأول موقع ظهر فيه هو تل أسود في الجزيرة السورية، وأنه يوجد في هذا المعرض قطعة من موقع تل صبي الأبيض تعبر عن الفخار البدائي الذي كانت عجينته خشنة وغير مزخرفة وجداره سميكاً وشكله بسيطاً جداً، ثم أصبح عند الإنسان السوري مهارة أكبر في صناعة الفخار حتى أصبحت القطع مصقولة شيئاً فشيئاً وبدأت تأخذ أشكالاً مختلفة.
وأضافت: «كما توجد قطع من العصر الحجري النحاسي عندما كان الفخار منتشراً بشكل كامل كمادة أساسية في حياة الإنسان، وتميز فخار الحلف والعبيدي في هذه الفترة بأنه كان مزخرفاً ومتقن الصنع ورقيق».
قطع حياتية
وقال أمين المتحف الكلاسيكي علي الحبيب: «كقسم كلاسيكي شاركنا في هذا المعرض من خلال مجموعة من القطع التي كانت تستخدم في الحياة اليومية خلال الفترة الرومانية مثل الكؤوس والأباريق والصحون والطاسات، إضافة إلى قطعة جنائزية واحدة ومطرات فخارية كانت تستخدم لأغراض دينية»
تطور الفخار
وأوضحت أمينة المتحف الإسلامي نيفين سعد الدين أن القسم الإسلامي يوضح تطور الفخار منذ الفترة الأموية وانتهاء بالعثمانية وأن المعرض يتضمن قطعاً من موجودات قصري الحير وأسيس التي كانت بسيطة وزخارفها قليلة، منوهة بأنه مع الوقت تطورت أساليب الشي والقوالب وأصبح هناك أشكال مختلفة في العصر العباسي حيث أصبحت القطع الفخارية تحتوي على رسومات وكتابة وزاد عدد القطع المنتجة.
وأكدت أنه في الفترة المملوكية تزينت القطع الفخارية بشعارات ملوك وأمراء المماليك إضافة إلى اسم الصانع في بعض الأحيان وفي تلك الفترة ورشات الفخار كانت منتشرة في دمشق وحلب والرقة وحماة.
وكشفت أنه في الفترة العثمانية ظهر للمرة الأولى الغليون، كما تطورت الزخرفة والتقنيات المستخدمة بشكل كبير في نهاية العصر الإسلامي.
مساعدة لوجستية
وقال رئيس مجلس الإدارة في جمعية أصدقاء المتاحف إياد غانم: «المديرية العامة للآثار والمتاحف تقوم بمثل هذه المعارض بشكل دوري ودورنا نحن في هذه الجمعية مساعدتها في الأمور اللوجستية والتنظيمية كالدعوات وإحضار طلاب كلية الآثار والمتاحف للتعرف على المتحف وأهم قطعه الأثرية».