البحث عن المرض
| بسام جميدة
منذ حوالي ثلاث سنوات أدرك القائمون على كرة القدم الألمانية أن لديهم بعض المشاكل في الأندية والمنتخبات عبر أسلوب لم يعد ينتج الأسلوب المتبع لديهم، ولم يعد لديهم لاعب وسط قادر على قلب موازين اللعب والتحكم باللعب «أي لاعب يكون هو العقل المفكر» ولا يوجد لدى اللاعب القدرة على استقبال الكرة وتدويرها بالطريقة الصحيحة، أي «زمن الاحتفاظ بالكرة وتمريرها بطريقة صحيحة للزميل».
كل هذه الأشياء تنبه لها خبراء اللعبة في اتحاد كرة القدم وتم تقديمها بورقة عمل من أجل معالجتها، وتفتقت أفكارهم عن طريقة مهمة من أجل إنفاذ الكرة الألمانية التي يطلقون عليها «الماكينة» كي لا تتوقف وتنجب لاعبين أفذاذ كما كانت منتخباتهم وأنديتهم في السابق، وملخص المعالجة هو تغيير أسلوب المسابقات بالنسبة للفئات العمرية التي تبدأ من ست سنوات وما فوق عبر كل الولايات وبدءاً من المدارس التي تنظم مسابقات رسمية لها وبدلاً من لعب سبعة ضد سبعة تحولت إلى ثلاثة ضد ثلاثة كي تتاح الفرصة للاعب أن يداور الكرة أكبر وقت ممكن وأن يفكر لمن يمرر ويسير بالكرة أكثر وقت ممكن، طبعا الشرح طويل، ولكن العبرة أن من يرد تطوير لعبته فعليه أن يبحث عن السبب ويحاول أن يعالجه من الأساس، وليس بطريقة ارتجاليه ومسابقات لاتسمن ولا تغني من جوع.
منذ عقود من الزمن ومنتخباتنا تفتقد لاعبين مميزين في الخطوط الخلفية لديهم القدرة على الدفاع الصحيح وبناء الهجمات، ولكن كل من مر على اللعبة من مدربين وممن يدعون أنهم محاضرون وخبراء لم يقدموا الحلول للمنتخبات.
طبعا هذا غيض من فيض مشاكلنا الكروية الفنية التي تحتاج للمعالجة إنما للأسف لا يوجد لدينا من يستطيع المعالجة، ولا يبحثون في الأصل عن السبب الحقيقي، بل الجميع يبحث عن نتائج آنية قد تسعفه بمنصب أو فائدة شخصية عابرة أو البقاء على الكرسي لدورة انتخابية قادمة!!
كرتنا، وقس على ذلك رياضتنا، تحتاج لعلاجات جذرية والاستعانة بخبراء لهذه الغاية، والبداية يجب أن تكون من الصغار، وليس من الأعلى.
تدوير الأفكار البالية لن ينفع مطلقاً، وقد مللنا من الأسطوانات المشروخة، ولا بد من البداية، ولكن ليس ممن عفا عليهم الزمن، أو ممن لا تهمهم سوى أنديتهم ومصالحهم الضيقة.