موجه اختصاصي لـ«الوطن»: الأسئلة جاءت من منهاجي الأول والثاني الثانوي … فحص السبر لامتحان الشهادة الثانوية خرج عن المألوف فتضرر الكثير من الطلاب في طرطوس
| طرطوس – ربا أحمد
أن تعيد بعض الشباب والشابات إلى طريق العلم فذلك أكثر الأمور إيجابية للفرد والمجتمع، ويعتبر السبر الترشيحي للطلبة الأحرار طريقاً لعودتهم إلى جادة الصواب، ولكن يبدو أن هذا السبر اليوم يضع العصي في دواليب هؤلاء الطلبة المنقطعين أصلاً عن الدراسة لأسباب خارجة عن إرادتهم في معظم الأحيان.
واشتكى عدد كبير من الطلبة لـ«الوطن» بطرطوس من السبر الأخير للترشح لفحص الثانوية العامة وما شابه من صعوبات في الأسئلة وتغيير في نمطها بصورة كبيرة جعلت أحلامهم بإكمال تعليمهم حلماً صعب المنال.
وأكدوا أنه في مادة اللغة العربية كان هناك تغيير في النمط المعتاد بصورة كبيرة، موضحين أن التغيير لم يشمل سؤالاً أو اثنين بل ستة أسئلة كسؤال المشاعر الذي تضمن ثلاثة مشاعر معاً وسؤال التضمين الذي وجده بعض الأساتذة مشكلة كبيرة للطلبة الأحرار وكذلك سؤال الأسماء المشتقة وغيره.
من جهته أكد أستاذ اللغة العربية حسين مصطفى أن الطلبة الأحرار يعانون مشكلة في التعليم بالأساس لعدم وجود مقرر وكثرة الكتب التي تتم العودة إليها في محاولة ليشملوا كل القواعد والنصوص، وبالرغم من ذلك فإن السبر الترشيحي لم يراع ذلك ولم يكن لطالب ذي مستوى متوسط إلى ضعيف مما أدى إلى خيبة أمل كبيرة لدى الطلبة، علماً أن لديه طلبة من الوافدين الذين عانوا الأمرين ولديهم مشكلات كثيرة جداً وبالرغم من ذلك هم مصممون على إكمال تعليمهم، ولكن للأسف كانت صدمة سبر الترشيح خطوة نحو الوراء.
وأشار عدد من الطلبة إلى أن سبر مادة اللغة الإنكليزية كان مغايراً جداً للنمط المعتاد حيث كان سابقاً يتم التركيز على القواعد لاختيار الإجابات الصحيحة ولكن هذا العام كان بمعظمه يعتمد على الترجمة لاختيار الإجابة الصحيحة، وبالتالي شكل ذلك ثغرة كبيرة بحق طلبة منقطعين عن التعليم.
وأوضح الطلبة أن رغبتهم كبيرة بالعودة إلى الدراسة والحياة الطبيعية مثل زملائهم، وبالرغم من عدم وجود مقرر وعودتهم إلى العديد من كتب المنهاج إلا أن السبر الأخير أفشل خططهم، متسائلين: لماذا واضع الأسئلة لم يراع أحوالهم وقدراتهم؟ علماً أنه لم يتبق سوى خمسة أشهر للفحص النهائي أي إن توقيته في الأساس غير صحيح، إضافة إلى أنه لا يوجد أساتذة متخصصون بالطلبة الأحرار الذين بمعظمهم يلجؤون إلى المدارس والمعاهد الخاصة ويتم استغلالهم لضعف قدراتهم.
المدرس طلال العياش كتب بدوره على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي أن ما حدث في امتحان السبر ليس بغريب، فمنذ سنتين تقريباً وجدنا خروجاً عن الأسئلة التقليدية بشكل واضح ولكن الغريب في الموضوع أن واضع الأسئلة تشعر كأنه بعيد عن الواقع وأنه من كوكب آخر فهو لا يعرف أن طالب السبر يختلف تماماً عن الطالب النظامي، موضحاً أن طالب السبر منقطع عن الدراسة لأسباب كثيرة ولظروف قد تكون صعبة فكان لا بد من مراعاة ذلك الأمر والرأفة به.
وأضاف: فهو يسعى إلى نيل شهادة وهذا أمر جيد لذلك لابد من مساعدته وبنائه لا تحطيمه وتدميره، والأمر الآخر إن كان الهدف إيصال رسالة فالرسالة وصلت وباتت واضحة وقديمة.
وعند سؤال الموجه الاختصاصي عيسى إبراهيم أوضح أن الأسئلة جاءت من منهاجي الأول والثاني الثانوي وبالتالي من المفترض أن يكون طالب السبر درس المنهاجين بغض النظر عن مستواه التعليمي، لافتاً إلى أن اللغط الذي صار هو الأسئلة شاملة وقد تكون المعاهد والمدرسين لم يدرسوا الطالب الحر كامل القواعد والدروس، وهو غالباً لديه نقص شديد ويكتفي بأسئلة الدورات.