«تحرير عفرين» قتلت أكثر من 17 مسلحاً وأسرت 6 آخرين من فصائل أنقرة في ريف الباب … مصادر «الوطن»: أنباء عن تزويد واشنطن «قسد» بسلاح متطور لتغيير قواعد الاشتباك
| حلب- خالد زنكلو
نفذت ما تسمى «قوات تحرير عفرين» التابعة لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من واشنطن، عملية تسلل نوعية في ريف مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، وتمكنت من قتل وأسر أعداد كبيرة من الميليشيات التابعة لأنقرة.
وذكرت مصادر معارضة مقربة من ميليشيا «الجيش الوطني» الذي شكلته الإدارة التركية في المناطق التي تحتلها شمال وشمال شرق البلاد، أن «تحرير عفرين» تسللت الليلة ما قبل الماضية إلى مواقع يتمركز فيها مسلحو ميليشيا «حركة البناء والتحرير» المنخرطة في صفوف «الجيش الوطني» والمدعومة من أنقرة، في محور منطقة العجمي شرقي مدينة الباب، حيث جرت اشتباكات عنيفة أسفرت عن قتل أكثر من 17 مسلحاً من «البناء والتحرير»، معظمهم من أبناء المنطقة الشرقية، إضافة إلى أسر 6 مسلحين آخرين.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن «تحرير عفرين» استطاعت السيطرة على قرية العجمي بعد انسحاب ميليشيات أنقرة من محيطها، إلا أن قصفها من جيش الاحتلال التركي المتمركز في قاعدة الشيخ عقيل في طرف مدينة الباب واستقدام ميليشيات أنقرة تعزيزات إلى المنطقة، أرغمها على الانسحاب من القرية تجنباً لوقوع خسائر بشرية.
ولفتت إلى أن الخرق العسكري الذي نفذته «تحرير عفرين» هو الأضخم من نوعه بعد سلسلة تسللات في محاور عفرين والباب ومنبج ضد ميليشيات الإدارة التركية خلال السنة الأخيرة، إذ تمكنت من تحقيق تقدم وخوض اشتباكات في 5 مناطق على امتداد محاور العجمي والدغلباش والبويهج والكريدية وحزوان في الباب ومنبج، الأمر الذي أضعف معنويات ميليشيات الإدارة التركية ودفعها لإطلاق اتهامات التقصير والتخوين فيما بينها وطلب فتح تحقيق عن أسباب استهتارها ووقوع خسائر بشرية كبيرة، هي الأضخم من نوعها.
المصادر بينت أن ميليشيات «تحرير عفرين» أطلقت الأحد وابلاً من قذائف المدفعية باتجاه مدينة الباب، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح 15 آخرين، مما دفع ما يسمى مديرية التربية والتعليم في مدينة الباب إلى تعليق التعليم أمس الاثنين في جميع مدارس الباب وريفها بعد أن نعت القتلى.
وردت ميليشيات أنقرة على خسائرها وهزيمتها بقصف تجمعات المدنيين، كما ردّت ما تدعى «القوة المشتركة» و«الجبهة الشامية» و«سليمان شاه» من «الجيش الوطني» بقصف قرى في منطقة الشهباء التابعة لعفرين ومدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، حيث سقط جرحى في صفوف المدنيين.
وكشفت المصادر أن الولايات المتحدة زودت حليفتها «قسد» بعتاد عسكري متطور، منه قناصات ومناظير ليلية حديثة وكواتم صوت ولباس لا يولد حرارة لكشفه، ما مكن «تحرير عفرين» من استثمار عتمة الليل لإنجاح مهمتها، التي يتوقع أن تترك صدى ورد فعل كبيراً لدى إدارة أردوغان التي تتهم على الدوام واشنطن بدعم عدوها اللدود «قسد» و«حزب العمال الكردستاني» المصنف على قائمة الإرهاب التركية، خصوصاً بعد حصول «قسد» على طائرات مسيرة انتحارية تقصف بدقة كبيرة وكاميرات مراقبة دقتها عالية مع معدات تشويش وكاميرات مراقبة دقتها عالية للاستطلاع، وهو ما غير قواعد الاشتباك بين الطرفين.