الخبر الرئيسي

المقاومة تواصل عملياتها العسكرية في عمق الكيان ومواجهات بطولية تمنع العدو من تثبيت نقاطه في الجنوب … أجواء إيجابية في مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان.. باريس: أحرزنا تقدماً.. وواشنطن: الفجوات تقلصت.. وبيروت: قد يعلن غداً

| الوطن

مع تزاحم الأخبار عن قربِ التوصلِ إلى اتفاقٍ لوقفِ إطلاق النار على جبهة لبنان، وترنح العدو على مشارف قرى الجنوب، واصلت صواريخ ومسيرات المقاومة ضرب تل أبيب وحيفا وعكا، ونفذت خلال الـ24 ساعة الماضية، 7 عمليات عسكرية في العمق الاستراتيجي الإسرائيلي هي الأضخم من حيث كمية الصواريخ ونوعيتها والمساحة الجغرافية التي غطتها منذ انطلاقة «طوفان الأقصى».

ووسط تسريبات إعلامية عن أن الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون يستعدان لإعلان وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً خلال ساعات، أكد البيت الأبيض أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، أجرى مناقشات مثمرة في لبنان وإسرائيل، مؤكداً أن مناقشات وقف إطلاق النار في لبنان تسير في اتجاه إيجابي والإعلان صار قريباً والمحادثات مستمرة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: «هناك حذر لأننا لم نصل للاتفاق بعد، رغم اقترابنا منه»، مشدداً على أن المفاوضات بشأن لبنان مستمرة منذ فترة طويلة، مؤكداً أن الإدارة الحالية تدعم الإدارة المقبلة للعمل لحل قضايا الشرق الأوسط.

وأشار البيت الأبيض إلى أنه لا إعلان اليوم الثلاثاء من بايدن وماكرون عن وقف إطلاق النار في لبنان، مضيفاً: «سنعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان عندما يكون الوقت مناسبا لذلك».

وعن بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، تابع: «لن نعلن عن تفاصيل ما يحتويه اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان إلا عندما يتم التوصل إليه، وهذا لم يتم حتى الآن لكن المحادثات ما تزال مستمرة حتى هذه اللحظة».

المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قال في إفادته الصحفية أمس: إنه لا يمكن الجزم بأن «اتفاق التهدئة» في لبنان قد أبرم لكننا نشعر بتفاؤل، وأضاف: «الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها للتوصل إلى حل دبلوماسي بشأن لبنان، نأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق لكن ذلك يحتاج إلى موافقة الطرفين».

وتابع: «الولايات المتحدة تعتقد أن الفجوات قد تقلصت بشكل كبير في مفاوضات لبنان ولكن لا تزال هناك خطوات يجب اتخاذها».

من جهته، قال قصر الإليزيه الفرنسي أن المناقشات حول وقف إطلاق النار «أحرزت تقدّما كبيراً».

وكان نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب قال لوكالة «رويترز»: إنه لم تعد هناك عقبات جدية أمام بدء تنفيذ هدنة اقترحتها الولايات المتحدة لمدة 60 يوماً لإنهاء القتال، وأضاف: «إحدى نقاط الخلاف بشأن من سيراقب وقف إطلاق النار تسنى حلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بالموافقة على تشكيل لجنة من خمس دول، منها فرنسا، وترأسها الولايات المتحدة».

وقال مسؤول لبناني ودبلوماسي غربي لـ«رويترز»: «إن الولايات المتحدة أبلغت المسؤولين اللبنانيين بإمكان الإعلان عن وقف إطلاق النار في غضون ساعات»، كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية: أن «الاتفاق مع لبنان تم إنجازه ولم يتبق سوى المصادقة عليه في الكابينيت»، وفي وقت لاحق من مساء أمس نقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصادر عين التينة أن الاتفاق قد يعلن عنه غداً الأربعاء.

من جهته جدد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد اللـه بوحبيب التزام لبنان بالسلام والأمن في المنطقة، مؤكداً أن الأمن والسلام الدائمين والمستدامين على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة يتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية.

في غضون ذلك، وفي حديث لقناة «الميادين»، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان: «أي إعلان لوقف إطلاق النار في لبنان يسعدنا، لأن حزب اللـه وقف إلى جانب شعبنا وقدّم تضحيات كبيرة».

وأكد حمدان أن المقاومة في لبنان تستحق أن تدعم على الرغم من كل ما يحاوله البعض من إثارة الفرقة والفتنة على خلفيات مذهبية، لافتاً إلى أنه «نحن في محور المقاومة نثق ببعضنا وننسّق في كل التفاصيل».

وفيما يتعلّق بشأن الداخل الفلسطيني، أعلن حمدان النجاح في لقاء القاهرة مع حركة فتح في الاتفاق على إطار لتشكيل لجنة لتتولى إدارة شؤون قطاع غزة.

وأشار حمدان إلى أن عقد لقاء ثانٍ مع فتح كان متوقعاً لاستكمال الترتيبات، لكن ذلك تأخر بسبب تطورات منها شهادة القائد يحيى السنوار.

وواصل حزب اللـه أمس، دك تجمعات جنود الاحتلال الإسرائيلي ومستوطناته بالصليات الصاروخية، بعد أن هاجم قاعدة شراغا، المقر الإداري لقيادة لواء غولاني، شمال مدينة عكا المُحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة، وتدمير المزيد من دبابات الميركافا بالصواريخ الموجهة وإيقاع طواقمها بين قتيل وجريح.

وبينما دمر الحزب منزلاً تحصنت فيه مجموعة من قوات الاحتلال أثناء انسحاب الأخيرة من بلدة البياضة نتيجة ضربات المقاومة الموجعة، تواردت أنباء عن سحب تلك القوات آلياتها من غرب ووسط بلدة ديرميماس باتجاه أطرافها الشرقية.

والمقاومة استهدفت أمس للمرّة الأولى بصلية صاروخية معسكر الفوران الإسرائيلي، وهو قاعدة لتمركز القوات البريّة والجاهزية، على الاتجاه السوري في الجولان المحتل.

كما استهدفت المقاومة قاعدة راوية الشمالية الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل، بصلية صاروخية.

بالمقابل اعتدى طيران العدو الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت حيث استهدف عدداً من الأبنية السكنية في الغبيري وحارة حريك والطيونة والسانت تيريز- الحدت، وذلك عقب ليلة من الاستهداف الكثيف لضاحية بيروت، تحديداً مناطق الطيونة، حارة حريك، العمروسية، معوض، الكفاءات، برج البراجنة، الحدث، الغبيري، والشويفات- حي الجامعة، وقد أحدثت غارات العدو دماراً كبيراً في المكان، وانتشرت في الأرجاء الروائح الكريهة الناتجة عن الصواريخ التي يلقيها الاحتلال على المباني المستهدفة.

كما اعتدى طيران العدو الإسرائيلي على منطقة المحمودية قرب بلدة العيشية وعلى منطقة شبيل قرب بلدة عرمتى في قضاء جزين، واعتدى طيران العدو أيضاً على الغازية وعبا والبازورية وجبشيت في جنوب لبنان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن