ملتقى فني تشكيلي ومهرجان للشعر النبطي في ثقافي «أبو رمانة» … وزيرة الثقافة لـ«الوطن»: الثقافة لا يمكن أن تنعزل عن الأرض والمقاومة
| مصعب أيوب
ضمن احتفالية أيام الثقافة السورية وبالتزامن مع الحصار والغارات الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، احتضن المركز العربي الثقافي في «أبو رمانة» ملتقى فنياً تشكيلياً بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين تحت عنوان «قافية الطوفان»، وقد شارك فيه عدد من الفنانين الفلسطينيين والسوريين بباقة متنوعة من أحدث أعمالهم التي تجسد في معظمها التجذر بالأرض والتمسك بالحق والبسالة في الدفاع عن الأرض والعرض، وكان منهم محمد الركوعي ومحمد محمود خليلي ومحمود عبد الله وعلي جروان ومعتز العمري وحنان محمد ورندة تفاحة ولينا نبهاني وغيرهم.
رمز القوة والصمود
في تصريح لـ«الوطن» قالت وزيرة الثقافة ديالا بركات: ما أجمله من لقاء نعبر من خلاله عن ثباتنا وصمودنا الذي لمسناه من خلال اللوحات المعروضة في هذا المركز الجميل، فهي لوحات على الرغم من جمالها إلا أنها صعبة ومعقدة بموضوعاتها التي تزامنت مع ما يجري من أحداث في فلسطين على وجه العموم وغزة خصوصاً، وقد عبر هؤلاء الفنانون كل حسب طريقته ومدرسته وأسلوبه وتقنياته وألوانه الخاصة عن وجع الإنسان المقاوم، ومنهم من جسد رموزاً فلسطينية واضحة ومنهم من جسد في لوحاته المرأة التي تعد رمز القوة والصمود والانتماء والتجذر بالأرض، وآخرون اختاروا تقديم رسالة عن الأطفال الذين قضوا في نيران الاحتلال.
وركزت بركات على أن ما نعيشه متصل ومتأصل بهذا الواقع اليومي، فالثقافة لا يمكن أن تنعزل عن الأرض والمقاومة، ونقدم أفكارنا ورؤيتنا بالكلمة والرسم والتشكيل والرواية والموسيقا وغيرها، والفنانون التشكيليون اليوم يمسكون بيدنا للإصرار على المطالبة بالحق المغتصب والمسلوب.
التجذر بالأرض
الفنان الفلسطيني علي جروان الذي شارك بعمل واحد جسد فيه التجذر في الأرض والثبات على الموقف والاستمرار في المقاومة في حديث لـ«الوطن» شرح كيف يمكن أن توصل الريشة واللون الحقيقة للعالم الخارجي، فيقول: ضمن رسالة الفن تتجلى قوتنا ونحن كفنانين تشكيليين فلسطينيين موجودين لنقول كلمتنا ونؤكد أن فلسطين حاضرة معنا أينما انتقلنا، وأنا شاركت بعمل واحد يتمحور حول التجذر والتمسك بالأرض بقوة وعزيمة، ولم أنسَ أن أقدم التفاؤل بالعودة إلى فلسطين من خلال طائر السنونو الذي كان مهاجراً وتتجلى في اللوحة سعادته بالعودة إلى أرضه، فنحن متفائلون بمقاومتنا وانتصاراتنا والنصر القريب، وأنا اعتمدت في لوحتي المدرسة الرمزية التعبيرية التي يندمج فيها بعض الرموز الواضحة كالشجرة وما شابهها، مشيراً إلى أن أي فنان تشكيلي فلسطيني شريف معني بالقضية الفلسطينية شاء أم أبى، وإلا فإن هناك مشكلة كبيرة، لأن الفنان لا بد أن يكون صاحب قضية ورسالة ويسعى إلى نشرها.
تجويع وتهجير
وعن مشاركته في المعرض أفاد الفنان موفق السيد بأن المشاركة في معارض كهذه تعد هاجساً بالنسبة للفنان الفلسطيني، حيث لا بد للفنان التشكيلي الفلسطيني من الحضور وترك بصمة في هذه المناسبات، وبالتالي نحن نتأهب دائماً لتقديم قضيتنا في هذه الاحتفاليات وألا ندعه يمر مرور الكرام.
وتابع قائلاً: الأهم في جميع المناسبات أن نسقط الضوء على الحالة والومضة التي تصدر من تلك الأحداث التي نعيشها للتذكير بها، وأنا أنجزت هذا العمل قبل ما يزيد على ستة أشهر وأجسد في هذه اللوحة الوضع الذي لا يتغير، والذي يتجلى بالحصار والتجويع والتهجير في فلسطين، وكذلك حالة الإيواء غير المستقرة، فالمخيمات تقصف أيضاً وأنا اعتمدت كثيراً من العشوائية التي تبرهن ما فعله الاحتلال لحياة الفلسطينيين من خراب ودمار، ولا يوجد في لوحتي أشخاص لأنهم باتوا مغيبين فلا ندري أهم تحت الركام أم تحت الماء أم أصبحوا في السماء، وزاد سوء ذلك الأمطار والرياح وأحوال الطقس السيئة.
ونوه أنه نحن مجرد تقديم أي عمل فني بصري أو سمعي أو مرئي وما إلى ذلك فنحن نقوم برسالتنا ونأمل أن تصل إلى أبعد مدى، وهي أعمال على الرغم من تواضعها إلا أنها تعبر عن حالتنا وفوضانا وتعد قوة ناعمة لا بد أن تؤتي ثمارها.
الفن رسالة صمود
الفنان معتز العمري أكد أن البنية الأساسية للمعرض تندرج تحت ما يجري في غزة ولبنان لأن الطوفان لا ينحصر في غزة فحسب، بل يمتد إلى كل شبر يتواجد فيه العدو الصهيوني ويشمل جميع أنحاء الوطن العربي، ولفت إلى أن لوحات المشاركين حملت معاني ورسائل الصمود والمقاومة لأن الفن رسالة صمود وتأكيد على عدم كسر الإرادة الفلسطينية والمقاومين، فالفنانون اليوم يعبرون من خلال لوحاتهم عن الأرض الفلسطينية والرموز الفلسطينية والترياق والحكاية الأصيلة، كل حسب أسلوبه ورؤيته الخاصة.
وشدد العمري على أن العدو الصهيوني يحاول إحباط الأمة بكل ما أوتي من قوة ومن سلاح وعنجهية من دون أن يوفر فرصة واحدة للقضاء على تاريخنا وتراثنا وحضارتنا وهويتنا العريقة، وبالتالي نحن علينا أن نستخدم كل قوتنا لمواجهته ومحاربته.
كما تبع اللقاء مهرجان للشعر النبطي بعنوان «صدى الهوادج» تضمن أمسية شعرية شارك فيها بعض الشعراء منهم: نبراس المسلط وعبد الكريم العفيدلي وباسم عمرو وخالد الأسعد وديب نوح وشاعر الربابة بشار أبو حمدان.