رياضة طلابية
| مالك حمود
يكاد لا يمر لقاء إعلامي مع قدامى الرياضة السورية، إلا ويتطرق فيه للرياضة المدرسية، ويتغنى بزمنها الجميل عندما كانت تنتج نجوماً، وتنجب أبطالاً، وَكيف كانت الرياضة المدرسية رافدة للمنتخبات الوطنية، وكم كانت تمتاز برياضيين يبرعون ويبدعون بأكثر من لعبة، ومنهم من تألق بلعبتين فردية وجماعية.
ومع إجماع أولئك القدامى والرواد على أن ضعف الاهتمام بالرياضة المدرسية من أهم أسباب تراجع الرياضة السورية، تأتي اليوم مبادرة الاتحاد الرياضي العام لإقامة مؤتمر خاص بالرياضتين المدرسية والجامعية.
شكراً لمن تذكر وأراد تذكيرنا بالرياضة المدرسية، ولكن يجدر التوقف عند أكثر من نقطة.
ترى ماذا حل بتوصيات المؤتمر الخاص بالرياضة المدرسية الذي أقيم منذ سنوات؟ وماذا تحقق منها على أرض الواقع، وما منعكساتها على رياضتنا؟
أليس من المفروض أن ينطلق مؤتمر اليوم من النقطة التي وصل إليها المؤتمر الماضي الذي كان موسعاً بالجهات المشاركة والمدة الزمنية التي استهلكها؟
وهل يكفي يوم واحد (كما ورد في الإعلان الإعلامي للمؤتمر) للبحث في كل من الرياضتين المدرسية والجامعية؟
ألم يكن الأجدر الاستعاضة عن المؤتمر بورشة عمل موسعة تشارك فيها كل الأطراف المعنية، بمن فيها الخبرات الرياضية والتربوية وممثلون عن العاملين في التعليم الرياضي المدرسي، ولا يمنع من وجود لوزارة المالية أو حتى رئاسة الوزراء نظراَ لما تتطلبه المسألة من دعم مالي كبير، لتعزيز العملية التدريبية في المدارس، وتوفير أدوات وتجهيزات للتدريب، مع العمل على تأهيل الملاعب ومتطلبات التدريب، وبناء ما أمكن من ملاعب وصالات رياضية متعددة الأغراض، مع البحث في حال المنشآت الرياضية العائدة لوزارة التربية، وتأهيلها وتنظيم عملها لخدمة الرياضتين المدرسية والجماهيرية والنوعية.
وجود وزارة التعليم العالي في حدث كهذا له أهميته شريطة أن يكون التعليم العالي محفزاً للمتميزين في الرياضة المدرسية، كتقديم منح دراسية لهم في الجامعات الخاصة وما أكثرها في بلدنا! وذلك بعدما تكون المدارس الخاصة قد قامت بدورها في احتضان المتميزين رياضياً من الطلاب ضمن معايير محددة لذلك التميز، سواء تحقيق بطولة محلية أم دولية أو عضوية منتخب وطني.
الرياضة المدرسية كانت الأساس، ويفترض أن تعود لأخذ دورها، وإن كانت المسألة بحاجة لعمل كبير ومتابعة، فالأهمية ليست فيما يتمخض عنه المؤتمر من توصيات، وإنما في متابعة تنفيذها على الأرض.