منظمة دنماركية حذرت من مخاطر الذخائر غير المنفجرة في القطاع … «الأورومتوسطي»: إسرائيل تتعمد منع إدخال احتياجات أهالي غزة
| وكالات
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع إدخال احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة في إطار مساعيه لفرض ظروف معيشية قاسية تؤدي إلى هلاكهم، مطالباً المنظمات الدولية والأممية بالضغط عليه لإدخال المواد الأساسية.
وأوضح المرصد في بيان نشره، أمس الثلاثاء، على موقعه الإلكتروني أن سلطات الاحتلال تمنع منذ أكثر من عام إدخال الأغطية والملابس والأحذية إلى القطاع بما في ذلك احتياجات الأطفال في ظل دخول فصل الشتاء وسط ظروف إنسانية كارثية، كما أنها تمنع دخول الأساسيات الأخرى للحماية من البرد مثل مصادر التدفئة والكميات الكافية من الخيام والشوادر، مشيراً إلى أن فصل الشتاء الحالي هو الثاني الذي يمر على أهالي القطاع منذ بدء حرب الإبادة الجماعية.
وبين المرصد أن إجمالي ما يدخل إلى القطاع من شاحنات مساعدات لا يتجاوز 6 بالمئة من الاحتياجات وأغلبها مواد غذائية، ما تسبب بأزمة حقيقية حيث ترك أهالي القطاع بمن فيهم الأطفال وكبار السن من دون ملابس كافية تحميهم من البرد القارس في ظل بقاء الأغلبية العظمى منهم في الخيام، وأشار «الأورومتوسطي» إلى أن هذه الظروف الكارثية تنذر بزيادة تعرض الفلسطينيين لأمراض خطيرة في ظل عدم توفر العناية الطبية اللازمة، مشدداً على أن الحرمان المستمر والشديد من الأساسيات اللازمة للحياة هو فعل من أفعال الإبادة الجماعية عبر تجريد المدنيين من أبسط وسائل الحماية وخلق ظروف تهدف إلى تدميرهم ومحو وجودهم.
وطالب «الأورومتوسطي» بفرض عقوبات على إسرائيل وتنفيذ أوامر القبض التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت في أول فرصة وتسليمهم إلى العدالة الدولية، وأوضح أن إسرائيل دمرت ما لا يقل عن 70 بالمئة من منازل القطاع وأغلبية المحال التجارية والأسواق، بما فيها الخاصة ببيع الملابس، فضلًا عن تقييد تنسيقات إدخال البضائع للتجار.
في السياق، حذر مجلس اللاجئين الدنماركي، وهو منظمة إنسانية غير حكومية، من خطر الذخائر غير المنفجرة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وآثارها المدمرة على المدنيين وخاصة الأطفال حتى في المستقبل.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن كورين لينكار العضو في المنظمة قولها في تقرير بهذا الخصوص: إن «الذخائر المستخدمة في المناطق المكتظة بالسكان، مثل قطاع غزة، التي لم تنفجر بعد ستظل تشكل تهديداً وخطراً دائماً على المدنيين حتى بعد توقف القتال»، مضيفة: إن «هذه المخلفات غالباً ما تسبب وفيات وإصابات طويلة الأمد بعد انتهاء النزاعات».
وبعد تحقيق استمر عدة أسابيع، قدرت المنظمة التي تنشط في قطاع غزة أن الذخائر المتفجرة سواء انفجرت أم لا منتشرة في العديد من المناطق السكنية في القطاع الفلسطيني المدمر، وفي ظل محدودية المساعدات الإنسانية التي يسمح كيان الاحتلال الإسرائيلي بدخولها إلى غزة، لفت التقرير إلى أن سكان القطاع يعانون نقصاً شديداً في المواد الأساسية، وفي أثناء بحثهم عن الضروريات بين الأنقاض قد يتعرضون لهذه الذخائر.
وأضافت المنظمة: إن 19 بالمئة فقط من ضحايا الذخائر المتفجرة يحصلون على الإسعافات الأولية، وحذرت من أن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر «حيث قد يعتقدون أن هذه الذخائر ألعاب أو قطع خردة»، وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أشارت لينكار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم الأسلحة بشكل عشوائي في المناطق المدنية وبشكل متكرر بما يخالف القانون الإنساني الدولي، وإلى أن هذه الذخائر ستواصل القتل والتشويه لفترة طويلة.