الجيش الإيراني توعد الكيان برد «خارج توقعاته» لتجاوزه الخطوط الحمراء … عراقجي: تشكيل تحالف دولي لمحاسبة ومعاقبة قادة إسرائيل على جرائمهم
| وكالات
حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من التدهور المتزايد في مصداقية الأمم المتحدة بسبب استمرار العجز واللامبالاة إزاء الإبادة الجماعية والانتهاكات الواسعة للكيان الصهيوني، ودعا المجتمع الدولي إلى منع تطبيع الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة ولبنان، بالتزامن مع دعوة طهران مجلس الأمن الدولي إلى تحرك فوري لفرض عقوبات «فعالة» على الكيان الصهيوني، وفقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وذلك رداً على جرائمه المستمرة في المنطقة، في حين توعد رئیس هیئة الأركان العامة للقوات الإيرانية، كيان الاحتلال الصهيوني برد «خارج توقعاته على تجاوزه الخطوط الحمراء» تجاه ايران.
وخلال لقائه وزير خارجية البوسنة والهرسك إلمدين كاناكوفيتش، أمس الثلاثاء، على هامش اجتماع المنتدى الـ10 لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة المقام في العاصمة البرتغالية لشبونة، شدد عراقجي على أهمية وجود حراك عالمي لوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وإنهاء العدوان الصهيوني على لبنان، وذكرت وكالة «إرنا»، أن الجانبين ناقشا خلال اللقاء القضايا ذات الاهتمام المشترك واستعرضا المستجدات الإقليمية والدولية، بما في ذلك العدوان الصهيوني على غرب آسيا، حيث أشار عراقجي إلى اهتمام إيران بتعزيز التفاعل مع الدول الأخرى، وخاصة الدول الإسلامية؛ كما أبدى استعداد بلاده لتوسيع التعاون مع البوسنة والهرسك في المجالات الثنائية والمتعددة الأطراف.
بالتوازي، وفي تصريحات صحفية له، أشاد عراقجي باستمرارية جبهة المقاومة وخاصة صمود الشعب اللبناني في الأسابيع الأخيرة في مواجهة هجمات كیان الاحتلال، مجدداً دعم إيران الشامل ووقوفها إلى جانب لبنان حكومة وشعباً، وشدد على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة واستخدام الامكانيات السياسية والدولية للوقف الفوري لجرائم الكيان الصهيوني بحق غزة ولبنان.
وقبل ذلك، وخلال مشاركته في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية مجموعة أصدقاء ميثاق الأمم المتحدة لمناقشة الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، دعا عراقجي، المجتمع الدولي إلى عدم السماح بأن تصبح انتهاكات الكيان الإسرائيلي واعتداءاته أمراً طبيعياً، واصفاً الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 14 شهراً في غزة بأنها امتداد لخطة «الإبادة الاستعمارية» المستمرة منذ 80 عاماً في فلسطين، التي تتجلى في الاحتلال المتزايد للأراضي الفلسطينية وفرض نظام الفصل العنصري على الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال، وفق وكالة «ارنا».
وأوضح عراقجي أن وقف الإبادة الجماعية في غزة وإنهاء اعتداءات الكيان الصهيوني على لبنان يتطلب تحالفاً دولياً لمحاسبة ومعاقبة قادة هذا الكيان، إضافة إلى محاسبة داعميه مالياً وعسكرياً وسياسياً، وخاصة أميركا، مشيراً إلى استغلال الكيان الصهيوني وداعميه لمفهوم «معاداة السامية» لإسكات أي انتقاد للكيان الإسرائيلي، وشدد على الالتزام القانوني الدولي لجميع الدول بدعم النضال المشروع للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والفصل العنصري لتحقيق حق تقرير المصير، مؤكداً أن حماية ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ والقواعد السامية الواردة فيه تتطلب عملاً جماعياً فعالاً لإنهاء الجرائم والمجازر ومحاسبة ومعاقبة قادة الكيان الإسرائيلي.
بدوره، دعا نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي مجلس الأمن الدولي إلى تحرك فوري لفرض عقوبات فعالة على الكيان الصهيوني وفقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة رداً على جرائمه المستمرة في المنطقة، وأدان غريب آبادي في الاجتماع السنوي الـ29 للدول الأعضاء في اتفاقية الأسلحة الكيميائية المنعقد في لاهاي جرائم الكيان الصهيوني بحق شعبي فلسطين ولبنان التي تمر من دون أي محاسبة مع تمتع هذا الكيان بالحصانة وبالدعم غير المشروط من بعض الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، وطلب من المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إجراء تحقيق شامل في استخدام الكيان الصهيوني للأسلحة الكيميائية واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الضحايا.
وأشار غريب آبادي إلى التهديدات التي تمثلها ترسانة الكيان الصهيوني من الأسلحة الكيميائية على السلام والأمن الإقليميين والدوليين، وضرورة تحقيق شمولية للاتفاقية والضغط على هذا الكيان للانضمام إليها ووضع جميع منشآته الكيميائية تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، كما طالب بمنع تسييس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتعزيز التعاون الدولي في مجال التكنولوجيات الجديدة لتعزيز الأهداف السلمية للاتفاقية.
في السياق، توعد رئیس هیئة الأركان العامة للقوات الإيرانية اللواء محمد باقري، كيان الاحتلال الصهيوني بالرد على تجاوزه الخطوط الحمراء تجاه بلاده التي لن تتسامح أبداً مع الاعتداء علی أراضیها ولن تتركها من دون رد، وقال: «تم التخطیط للرد علی العدوان الإسرائیلي الأخیر بما یفوق تصورات قادة الكیان»، مبيناً أن «القوات المسلحة سترد رداً مختلفاً علی المعتدین یجعلهم یندمون بما يتماشى مع الدفاع عن سلامة الأراضي، بعيداً عن المماطلة والتسرع، وبدقة وحكمة وفي الوقت المناسب»، مشيراً إلی عجز الكیان الصهیوني في جبهتي غزة ولبنان، وفشله في تحقیق أهدافه المعلنة، بل یشهد حالیاً اضطرابات وفوضی واسعة، وفق وكالة الطلبة الإيرانية «أسنا».
من جانبه، أكد قائد القوة البحرية للجيش الإيراني الأدميرال شهرام إيراني، أن سلاح البحر الإيراني تمكن من تأمين مياه البلاد والمنطقة والملاحة في العالم، وقال: «لدينا وجود قوي في الممرات المائية التي تكثر فيها التهديدات أو الحوادث الإرهابية البحرية ما أثار استغراب وتساؤلات القوی العالمية»، لافتاً إلى تكثيف جهود تعزيز الأمن البحري حتى يغادر الأجانب هذه المنطقة إلى الأبد.