فصائلها استمرت بحملات الاعتقال والابتزاز المالي بحق المدنيين … تركيا تواصل تغيير ديموغرافية مناطق تحتلها شمال سورية

في سياق مخطط الإدارة التركية لتغيير ديموغرافية المناطق التي تحتلها في شمال سورية، أتمت بناء وحدة سكنية جديدة في منطقة إعزاز المحتلة بريف حلب، بالترافق مع استمرار الفصائل الموالية لها بارتكاب الانتهاكات وحملات الاعتقال التعسفية والابتزاز المالي بحق المدنيين في منطقة عفرين المحتلة.
وأعلنت ما تسمى «هيئة الإغاثة الإنسانية» التركية إتمام مشروع ما سمته «مدينة الأمل» بالتعاون مع منظمة يطلق عليها مسمى «قطر الخيرية» لمصلحة 1400 عائلة تقيم بمخيمات شمال سورية.
وأوضحت «الهيئة» في بيان حسب وكالة «الأناضول»، أنها نفذت المشروع مع «قطر الخيرية» الذي من شأنه توفير المأوى لـ1400 عائلة سورية في قرية طوقلي التابعة لمنطقة إعزاز بريف محافظة حلب والمحتلة من قبل الإدارة التركية.
وأشارت إلى أن المشروع الذي بدأ قبل 3 سنوات وأطلق عليه مسمى «مدينة الأمل» يتكون من 9 أحياء و1400 منزل، بالإضافة إلى مسجد ومدرسة للبنين ومدرسة للبنات ومدرسة مهنية.
كما يضم المشروع مجمعاً رياضياً وعيادة طبية وقاعة مؤتمرات متعددة الأغراض، ومركز شرطة و50 محلاً تجاري.
وذكر البيان أن المشروع أقيم على مساحة 280 دونماً، مع توفير خدمات الكهرباء والمياه والإنارة والصرف الصحي، مشيرة إلى بدء نقل العوائل من مخيم باب السلام للاجئين إلى «مدينة الأمل».
وفي المجمعات السكنية التي تقيمها الإدارة التركية بالتعاون مع منظمات إخوانية في المناطق التي تحتلها في شمال سورية، يتم إسكان عوائل مسلحي الفصائل الموالية لها، بعد أن تم تهجير الأهالي الأصليين من تلك المناطق قسراً من منازلهم ومدنهم من قبل الاحتلال وفصائله.
والمفارقة أن الإدارة التركية التي يتزعمها الرئيس رجب طيب أردوغان تواصل تنفيذ مخططها لتغيير ديموغرافية المناطق التي تحتلها في شمال سورية، وفي الوقت ذاته يصرح مسؤولوها وفي مقدمتهم أردوغان بأنهم يرغبون بإعادة العلاقات مع دمشق إلى طبيعتها!
على خط موازٍ، شهدت منطقة عفرين المحتلة وريفها سلسلة من الاعتقالات التعسفية نفذتها دوريات وحواجز تابعة لـما تسمى «الشرطة العسكرية» الموالية للاحتلال التركي، مستهدفة مدنيين عادوا إلى مناطقهم أو كانوا يزاولون حياتهم اليومية، وفق مصادر إعلامية معارضة.
ففي ناحية جنديرس، اعتقلت دورية تابعة لـ«الشرطة العسكرية» مواطناً، من دون توضيح أسباب الاعتقال، بينما أقدمت دورية أخرى في ناحية معبطلي، على اعتقال مواطن بتهمة التعامل مع ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية سابقاً، واقتادته إلى سجن معراتة المعروف بسمعته السيئة والانتهاكات التي تحدث فيه.
كما أقدم حاجز تابع لـ«الشرطة العسكرية» في ناحية شيراوا على اعتقال مواطنين اثنين، فيما أشارت مصادر محلية إلى أن الاعتقال يهدف إلى ابتزاز ذوي المعتقلين والحصول على فدية مالية.
ووفق المصادر نفسها، اختطف مسلحون مجهولون يستقلون سيارة فضية اللون، 3 أطفال من أمام محكمة في إعزاز بعد أن قيدوهم، وفروا بهم إلى جهة مجهولة من دون معرفة مصير هؤلاء الأطفال.
يأتي ذلك في ظل الفوضى والانفلات الأمني في المناطق التي تحتلها القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال سورية.