الخبر الرئيسي

هجمات إسرائيلية هستيرية سبقت الإعلان.. فضل الله: فشِل في وقف المقاومة والنصر يقاس بتحقيق الأهداف … اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يدخل حيز التنفيذ اليوم

| الوطن

بتدمير وقصف عشوائي أنهى العدو ساعات ما قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار، ليغطي على غياب أي تقدم ميداني وأي من الأهداف التي وضعها لتبرير عدوانه والتي أفشلتها صواريخ ومسيرات المقاومة اللبنانية وصمودها الأسطوري.

ووفقاً للتوقعات تسارعت الخطوات السياسية باتجاه الإعلان رسمياً اليوم عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث ستجتمع الحكومة اللبنانية صباح اليوم لإعلان الموافقة على نص الاتفاق الذي دعا رئيس المجلس السياسي لحزب الله مساء أمس للتدقيق في نقاطه التي وافق عليها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو قبل توقيع الحكومة عليه، مشككاً بالتزام نتنياهو بالقول: «لن نسمح له بتمرير فخ بالاتفاق».

وحسب النص الذي جرى تداوله أمس، فإنه سيتم وقف الأعمال الحربية بين حزب الله وإسرائيل حيث لن يقوم الحزب بأي هجوم وبالمقابل لن تنفذ تل أبيب أي عملية عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان، بما في ذلك من البر والجو والبحر.

وحسب بنود الاتفاق الذي لم يعلن عنه رسمياً حتى ساعة إعداد هذا التقرير، فإن لبنان وإسرائيل سيعترفان بأهمية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، ويحتفظ الطرفان بحق الدفاع الذاتي ضمن أطر المواثيق الدولية.

ويعتبر الاتفاق أن القوات الأمنية والعسكرية الرسمية للبنان ستكون الجهة المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو استخدام القوات في جنوب لبنان، وكل بيع أو توريد أو إنتاج للأسلحة أو المواد المتعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف وسيطرة الحكومة اللبنانية، وسيتم تفكيك جميع المنشآت غير القانونية المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد المتعلقة بها، كما سيتم تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، وستتم مصادرة أي أسلحة غير قانونية لا تتماشى مع هذه الالتزامات.

الاتفاق ينص على تشكيل لجنة مقبولة من قبل إسرائيل ولبنان للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات، وسيقوم الجانبان بالإبلاغ عن أي انتهاك محتمل لهذه الالتزامات إلى اللجنة وقوة «يونيفيل» وبينما سينشر لبنان قواته الأمنية الرسمية وقوات الجيش على طول الحدود، ونقاط العبور، والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية وفقاً لخطة الانتشار، وستقوم إسرائيل بسحب قواتها تدريجياً من الجنوب باتجاه الخط الأزرق خلال فترة تصل إلى 60 يوماً.

وحسب الاتفاق، ستدفع الولايات المتحدة لمفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان من أجل التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود البرية.

إعلام العدو أشار إلى أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ صباح اليوم في الساعة العاشرة صباحاً.

نتنياهو وبعد اجتماع الكابينيت أعلن الموافقة على الاتفاق مع لبنان، وقال في كلمة متلفزة: إنه ملتزم بأمن سكان الشمال مع إمكانية العودة في أي لحظة إلى القتال بشكل عنيف في لبنان، وزعم أن كيانه تمكن من تدمير قدرات حزب الله على إنتاج الصواريخ، وسوف يستكمل تدمير حماس.

نتنياهو الذي تجاهل خسائر كيانه خلال الحرب وعدم تمكنه من السيطرة على بلدة لبنانية واحدة زعم أيضاً أنه وبعد اتفاق وقف إطلاق النار سيركز على التهديد الإيراني، وقال: «نغير وجه الشرق الأوسط»!

وبعد دقائق من إعلان نتنياهو خرج وزير أمنه إيتمار بن غفير ليعلن رفضه للاتفاق، وقال: إن الاتفاق بين تل أبيب ولبنان لا يحقق أهداف الحرب بإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم بأمان، وأضاف: «وقف إطلاق النار عودة للأفكار القديمة، وها نحن أمام هدوء مقابل هدوء، وسبق أن رأينا كيف ينتهي ذلك، ويجب أن يكون لدينا حزام أمني خاص بنا للانسحاب من لبنان، معتبراً أن الاتفاق خطأ تاريخي.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اعتبر أن اتفاق لبنان وإسرائيل على وقف إطلاق النار من شأنه أن يساعد على إنهاء الحرب في غزة، وقال بلينكن للصحفيين بعد اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع في فيوجي قرب روما، إن الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان «في مراحلها النهائية».

وتابع: «من خلال خفض التوترات في المنطقة، يمكن أن يساعد ذلك أيضاً في إنهاء الحرب في غزة».

بالمقابل قال النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله: إن كل الأهداف الإسرائيلية سقطت على أعتاب الخيام وكفركلا وغيرها من القرى اللبنانية، وقال في تصريح للميادين: «نحن نمر في ليلة خطرة وحساسة ولكن لن يكون للاحتلال اليد العليا».

مضيفاً: «لا نتحدث عن مبالغات وإنما نتحدث عن صامدين فرضوا على العدو الإسرائيلي أن يأتي إلى وقف إطلاق النار، وفي اليوم التالي للحرب سيرفع أبناء الجنوب والبقاع والضاحية وكل مواطن شريف راية المقاومة والتحرير».

فضل الله اعتبر أنه لم يتحقق من الأهداف الإسرائيلية إلا التدمير والقتل ومحاولة بث الفوضى بين الناس، وجيش الاحتلال بكل التكنولوجيا التي يملكها فشل في وقف عمليات المقاومة جنوب الليطاني، ولم يتمكن من فرض شروطه السياسية على المقاومة، وقال: «الورقة التي وصلت لبنان ليست كالورقة التي خرجت، والمقاومون يحققون إنجازاً تاريخياً للبنان والمنطقة ويقولون لإسرائيل: نحن لسنا في عام 48 و67، وأضاف: «الجيش اللبناني موجود بين أهله في جنوب لبنان ونحن حريصون على الجيش وتماسكه».

وتابع قائلاً: «المقاومة التي بذلت الدم كي تبقى الأرض حرة ستكون مع أهلها وعائلاتها في عودتهم إلى القرى والبلدات، والنصر يقاس بتحقيق الأهداف بمعزل عن المصطلحات التي تستخدمها حكومة نتنياهو».

ساعات ما قبل وقف إطلاق النار شهدت حالة من الهستيرية الإسرائيلية في محاولة للإيحاء بأن العدو يملك اليد الطولى في هذه الحرب، حيث شن العدو الصهيوني غارات وحشية وعشوائية في بيروت والضاحية والبقاع وبعلبك والجنوب راح ضحيتها عشرات الشهداء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن