ثقافة وفن

لروح الراحلة لجينة الأصيل طفلة الألوان وريشة الفرح … ياسين لـ«الوطن»: الراحلة من أمهر من أتقن الرسم للطفل

| مصعب أيوب- ت: طارق السعدوني

ضمن احتفالية أيام الثقافة السورية وبحضور رسمي وفني احتضن المركز الثقافي في أبو رمانة ظهر أمس معرض فني «إهداء لروح الفنانة الراحلة لجينة الأصيل.. طفلة الألوان وريشة الفرح» وهو نتاج عمل المشاركين ضمن الورشة التخصصية التي أقامتها مديرية ثقافة الطفل في عام 2023 بإشراف الفنانة الراحلة بعنوان «كيف نرسم كتاباً للطفل».

صاحبة تأثير كبير

في تصريح لـ«الوطن» كشفت مديرة ثقافة الطفل ملك ياسين أن المعرض يأتي بمنزلة تكريم لروح الفنانة الراحلة لجينة الأصيل صاحبة التأثير الكبير فينا، ولاسيما أنها كانت مدرسة خاصة ومتفردة ومتميزة برسوم الأطفال، إضافة إلى أنها كانت من المؤسسين لمجلة أسامة عام 1969، فتميز أسلوبها عربياً وإقليمياً وليس فقط محلياً، لأنها أقامت ورشات تدريبية عدة خارج سورية والوطن العربي أيضاً.

وقالت أيضاً: ربطتني بالراحلة صداقة قوية وكنت اعتبرها بمنزلة أحد أفراد عائلتي وقد أحدث عندي رحيلها حزناً كبيراً، وبعيداً عن كونها فنانة كبيرة باسمها فقد كانت إنسانة عظيمة جداً وصاحبة إنسانية عالية، ونحن في وزارة الثقافة أطلقنا منذ عام 2008 مشروع كيف نرسم للطفل نظراً لأهميته ضمن مشروع تطوير المنتج الثقافي، فكان الهدف الأساس تخريج مجموعات كبيرة من الموهوبين ومحبي الرسم كما نرى اليوم، ليكملوا مسيرة ومشوار الفنانة لجينة، وتخرج الكثير الطلاب الذين تتلمذوا على يدها وباتوا يقدمون أعمالاً في دول عربية عدة وليس في سورية فقط.

ولفتت ياسين إلى أن رسومات الأطفال من أصعب الأنواع لأنها معقدة وتحتاج إلى تركيز والدخول إلى تلافيف مخ الطفل لكي نستطيع مخاطبته، ولعل الفنان الراحل محمد الوهيبي أقوى مثال على ذلك، لأنه على الرغم من مسيرته التشكيلية الكبيرة والحافلة إلا أنه لم يستطع الرسم للأطفال بسهولة وتطلّب منه ذلك الكثير من الدراسة والبحث وكان على تواصل مباشر مع الراحلة الأصيل من أجل ذلك.

زاوية مختلفة

وقالت المشاركة سلام النجار: لا يسعنا إلا أن نترحم على الفنانة القديرة لجينة الأصيل التي تركت فينا أثراً مهماً وعلمتنا تقنيات التعامل مع رسومات الطفل التي تعد خاصة بعض الشيء، فهي أتاحت لنا معرفة الطفولة من زاوية مختلفة وجديدة وجعلتنا نرى الكون بأعين الأطفال، وقد ركزت النجار على أسلوب واحد في لوحتيها وأبرزت المشاعر بقوة لكي تصل للطفل بصورة أعمق، كما استخدمت الألوان القوية والمبهجة التي تجذب الطفل، وقد لجأت إلى الأشكال البسيطة حيث يمكن فهم ما يرمز له الوجه أو الشكل بأبسط طريقة ممكنة.

ونوهت بأن سفر الراحلة المستمر ومتابعتها للأعمال العالمية في معارض أجنبية اكسبها تقنيات وأساليب فريدة ـ وتعود طفلة صغيرة حالمة ترسم وتلون، فكان الطفل الذي يسكنها أكبر منها ويسيطر عليها وكل ما يخص الطفل هو ضمن دائرة محيطها ففي غرفتها الكثير من ألعاب الأطفال وحتى علاقة مفاتيحها كانت على شكل لعبة، وقد كانت فخورة جداً بتلك الأعمال وبعملها للطفولة والأطفال على الرغم من نظرة الآخرين له ولهذا النوع من الفن.

فن راقٍ

وأشار المشارك نوفل العنداري إلى أن الراحلة لجينة الأصيل جعلت من رسوم الأطفال فناً لا يقل عن أي فن تعبيري آخر، ويمكنك أن تلمس ذلك فور وقوفك أمام لوحة من صنع ريشتها لتنسج حكايات وتحلق بخيالك حتى عندما كانت ترسم النمط الكلاسيكي كالبورتريهات أو الطبيعة الصامتة ثم انتقلت إلى التعبيري والتجريدي، منوهاً بأنها خلال هذا التطور حافظت على أصالتها وعلى تمسكها بالمرأة كقيمة أساس في المجتمع والحياة وكمبعث أمل وعطاء حتى في أصعب حالاتها وألمها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن