في الأسبوع الخامس من ذهاب الدوري الكروي الممتاز … الكرامة يدافع عن صدارته أمام تشرين والفتوة يستقبل حطين .. لقاءات التعويض تجري في دمشق وحلب وجبلة
| ناصر النجار
كل عشاق الدوري السوري يتمنون أن تقام مباريات المرحلة القادمة كاملة دون أي تأجيل أو تعديل، وحسب البرنامج الأخير فإن مباريات هذا الأسبوع ستقام في ثلاثة أيام، أربعة يوم الجمعة وواحدة يوم السبت والأخيرة يوم الأحد.
وتم تعديل برنامج الدوري لهذا الأسبوع أكثر من مرة، فنقلت مباراة الفتوة مع حطين إلى يوم السبت لتقام في الثانية عشرة ظهراً حتى لا يضطر فريق حطين إلى المبيت ليلتين في دير الزور، وتأجلت مباراة الشعلة مع أهلي حلب بناء على طلب الشعلة، وكانت المباراة مقررة يوم الاثنين وهو الموعد الذي أعلن عنه لافتتاح ملعب درعا، لكن الجهة المنفذة أجلت موعد التسليم فتأجلت المباراة، لكن الأهلي أصرّ على إقامتها وخصوصاً أنه متوقف عن اللعب منذ الأسبوع الثالث بعد أن تم تأجيل مباراته مع الوحدة للأسباب التي يعرفها الجميع، مدرب الأهلي برر رفضه التأجيل لأسباب فنية بقوله: من غير المنطقي أن يتوقف الفريق عن المباريات لأكثر من عشرين يوماً لأسباب لا علاقة له بها، والمقترح الجديد الذي وافق عليه الجميع أن يلعب في حلب يوم الجمعة على أن تقام مباراة الإياب في درعا.
يوم الأحد تم تخصيصه لفريق الوحدة وسيقابل الوثبة، والأمل أن تقام المباراة بموعدها، مع العلم أن الأخبار بهذا الخصوص مقطوعة، فنادي الوحدة لم يصدر أي بيان حتى الساعة وكذلك اتحاد الكرة، وبقيت مشكلة الوحدة متداولة في الشائعات التي تبثها وسائل التواصل الاجتماعي.
استقالات
الأسبوع الماضي كان أسبوع التغيير، فتم تغيير مدربي ثلاثة فرق، ليصبح العدد أربعة أي إن ثلث فرق الدوري غيرت مدربيها بعد أربع مباريات، وهذا يدل على شيئين لا ثالث لهما، الأول: إدارات الأندية تخفق في اختيار المدرب، وهي لا تدافع عن خيارها إلا بإقالة المدرب، فالمفترض أن تدافع عن خيارها وأن تدعم مدربها، وخصوصاً أن المدرب المحلي مكشوف الهوية والسيرة الذاتية وأن بقاءه في النادي فترة التحضير كفيلة بكشف الكثير من الخفايا، لكن الحقيقة تنطق بالأسباب، فالكثير من المدربين يجدون من يتربص بهم خارج الملعب، كما حدث مع مدرب الوثبة معن الراشد حيث وجد أن الأجواء غير صالحة، وهناك من لا يرغب في وجوده، فبادر إلى الاستقالة حفظاً لماء وجهه وهذه مشكلة أنديتنا التي تسمع وتستجيب دون أي تحليل منطقي أو فني.
الشيء الثاني: إن وجود المدرب في أي ناد هو لتحقيق النتائج، وكل الأندية ليس لديها أي استعداد للصبر على المدرب، فقد تكون سوء النتائج لأسباب ليس للمدرب أي علاقة بها، لكن على المدرب أن يتحمل أخطاءه وأخطاء الفريق، وهذا لا يصنع كرة قدم، وثبت بالدليل القاطع أن أكثر من ثمانين بالمئة من التغييرات لم تحقق الهدف، فبقيت الحالة على ما هي عليه إن لم تكن أسوأ من ذي قبل، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى، بكل الأحوال فإن عادة تغيير المدربين باتت متحكمة في الدوري وأحد أركانه، ومتوسط التغيير في الدوري ثلاثون مدرباً وأغلب الأندية تغيّر مدربيها أكثر من مرة باستثناء ناد أو اثنين على الأكثر.
الوثبة بعد استقالة معن الراشد تعاقد مع فراس معسعس وله تجربة سابقة مع الفريق، الفتوة بعد إقالته إسماعيل السهو قبل مباراة الشرطة قاد الفريق مدرب اللياقة هاني مرهج، لكن الغريب أن لجنة تسيير أمور نادي الفتوة التي تسمى لجنة الإنقاذ استقالت بعد مباراة الشرطة، فمن الذي عيّن الطاقم التدريبي الجديد؟ الطاقم الجديد يرأسه محمد خلف ومحمود حبش مدرباً مساعداً وعرفات الشاهر مدرباً لحراس المرمى، الأخبار المفرحة كانت في جبلة من خلال الاتفاق مع أحد الداعمين ليضخ ما يلزم فريق جبلة من مال ومستلزمات، والخطوة الأولى كانت بإقالة الكادر التدريبي الذي يرأسه محمد شديد والطاقم الجديد للفريق سيكون برئاسة مناف رمضان ومدرب الحراس مالك شكوحي.
والتغييرات أيضاً طالت بعض كوادر فرق رجال تشرين، فتم تعيين خالد مشرف معداً بدنياً وسالم بيطار مدرباً لحراس المرمى، ومن المؤكد أن رياح التغيير لن تقف عند هذا الحد وسنشهد تغييرات قادمة وربما كل أسبوع.
الهدف الواحد
الأسبوع الماضي تم تطبيق سياسة الهدف الواحد على المباريات، فكانت الحصيلة خمسة أهداف في خمس مباريات، مباراة كانت سلبية وثلاث مباريات انتهت 1/صفر ووحده حطين سجل هدفين، الطريف أن طرفاً واحداً في كل مباراة سجل والضيوف عادوا بالخسارة، حطين والكرامة وتشرين والشرطة سجلوا، وبقية الفرق امتنعت عن التسجيل وهذا يدل على هشاشة الفرق من الناحية الهجومية سواء للفائزين أو للخاسرين.
الكرامة متصدر الدوري اعتاد الفوز بهدف، كما حدث بلقاءي الفتوة والشعلة وبفارق هدف كما حدث بلقاء الجيش ولم يسجل أكثر من هدف بلقاء التعادل مع جبلة، ربما سياسة الفريق تعتمد الهدف الواحد وصولاً إلى الفوز المرتقب، لكن نلاحظ أن الفرق الأربعة التي قابلها الكرامة ليست من الفرق الهجومية، فالشعلة والفتوة وجبلة لم تسجل إلا هدفاً واحداً في أربع مباريات باستثناء الجيش وهو الفريق الوحيد الذي سجل بمرمى الكرامة.
مع تشرين ستختلف المعادلة جذرياً، لأن لاعبي تشرين ميالون للهجوم وقد سجلوا أهدافاً في مبارياتهم الثلاث التي لعبوها، وهم يشبهون الكرامة بنسبة التسجيل، لذلك سنعرف الجمعة من سيكسر هذه القاعدة.
الكرامة المتصدر يتسلح بأرضه وجمهوره ولديه هامش واسع من اللاعبين الجيدين على الخط الاحتياطي، أما تشرين فهو يدرك إنه على مقربة من الصدارة ويبتعد عن الكرامة بفارق مباراة، فإن فاز بالمباراة المؤجلة مع الوحدة وفاز على الكرامة فسيسرق الصدارة منه، وكل ذلك من باب التكهنات وهذه الحسابات تدفعنا لنتوقع أن المباراة ستكون حامية الوطيس ولن تكون سهلة على الفريقين.
العودة الواثقة
يأمل جمهور أهلي حلب بعودة واثقة لفريقهم إلى مراكز الصدارة من بوابة الشعلة الضيف الذي يزور حلب للمرة الأولى هذا الموسم، الشعلة أثبت أنه قوي الشكيمة، صامد على أرض الملعب، يتسلح بدفاع صلب ومنظم ولديه مشاكسات هجومية، أفلت مرة واحدة وأخفق في ثلاث مباريات.
الأسلوب الذي يلعب به العزام هو الأنسب لفريقه، والبحث عن هدف يأتي من مرتدات قد تصيب وقد تخيب، صاحب الأرض قادر على حسم المباراة، لكن عليه احترام ضيفه وعدم الاستهانة به كوافد جديد على الدوري، الأهلي يملك خط هجوم جديداً وهو قادر على التسجيل إن أتيحت له المسافات للتحرك، وهذا الأمر قد لا يتوافر في منطقة دفاع الشعلة المملوءة بالمدافعين، وعليه أن يبحث عن سبل جديدة وصولاً إلى الهدف، فوز صاحب الأرض ضمن دائرة التوقعات، والتعادل إن حصل عليه الشعلة فهو أمر محمود وفي مصلحة الفريق.
بداية جديدة
حسب تصريحات القائمين على فريق جبلة، فإن الأسبوع القادم سيشهد البداية الجديدة على اعتبار أن المباريات السابقة ستكون من الماضي وللنسيان.
التغيير لن يكون باللاعبين إنما بالروح المعنوية للفريق وهذا ما تؤكده إدارة النادي، إضافة للكادر الفني الجديد.
المباراة يريدها جبلة ليحقق أول فوز له هذا الموسم وقد تأخر كثيراً، وضيفه الوافد الجديد الشرطة لديه حسابات كثيرة تتعلق بأهليته للبقاء بالدوري من خلال نتيجة طيبة يعود بها من شواطئ جبلة.
المعادلة في المباراة ليست في مصلحة الضيف الذي يحتاج إلى المزيد من النضوج دفاعياً واستثمار الفرص هجومياً، المباراة منطقياً لجبلة، والشرطة سيكون سعيداً بالتعادل.
البحث عن الذات
الجيش يستضيف الطليعة في مباراة مصيرية ومهمة لتفادي أثر الخسارات الثلاث المتتالية التي تكبدها لتكون الانطلاقة السيئة لفريق يحاول تصحيح مسيرة الموسم الماضي، المباريات التي خسرها الجيش كان الفارق بينه وبين الفائز قليلاً، وهذا الفارق تجلى في استثمار الفرص، فعلى حين سجلت الفرق الأولى كان الجيش يضيع الكرات يمنة ويسرة دون أن ترى المرمى تُهز شباكه، وربما كانت مباراة تشرين الأخيرة خير مثال.
نعرّج أيضاً على موضوع النقص المؤثر في الفريق بسبب الإصابات، ولابد من حلول مجدية حتى لا يؤثر هذا النقص على الفريق، المنطق أن يلعب الفريق مع الطليعة ليجد ذاته قبل أن يحقق الفوز، واللاعبون عازمون على تبييض صفحتهم من خلال فوز ينسيهم أذى اللقاءات السابقة ويضعهم على الطريق الصحيح.
الطليعة فاجأ المراقبين هذا الموسم بنتائجه الطيبة، وهو من الفرق القليلة التي لم تخسر حتى الآن، لكنه أفرط بالتعادل، فتعادل ثلاث مرات مقابل فوز واحد، ومعادلة كرة القدم تقول إن كل ثلاثة تعادلات تساوي خسارتين.
موقع الفريق الحالي جيد، ومعنويات اللاعبين جيدة وقد اكتسبوا الخبرة المطلوبة، والانسجام والتناغم الجيد، وسيشكل كل ذلك قوة ضاربة في المباراة ستربك مستضيفه الجيش إن لم يحسم صاحب الضيافة المباراة مبكراً.
الفوز قد يكون حليف الجيش، والتعادل سيكون نتيجة مرضية للطليعة.
خيارات واسعة
مباراة السبت ستكون في دير الزور بين الفتوة وحطين وموعدها في الثانية عشرة ظهراً، وهذا بسبب مغادرة حطين حتى لا يبقى ليلتين في الدير، على العموم ستكون المباراة على طابقين وسيحاول الفتوة أن يرتقي بمستواه ليكون شريكاً في المباراة ويحقق نتيجة طيبة ترضي جماهيره التي لا تقبل إلا بالفوز، في المقارنة، فإن حطين أفضل وأقوى وأكثر حشداً للاعبين وخيارات في التشكيل والتبديل، ولكن هل يستطيع استثمار كل هذه الأفضلية على أرض الملعب؟
المباراة لمصلحة الضيوف حسب القراءات النظرية، والفتوة بكادره الجديد يبحث عن تعويض إخفاقاته السابقة بمواجهة حطين لتكون هذه المباراة نقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل.
تختتم المباريات حسبما هو مقرر في الجدول يوم الأحد على ملعب الجلاء في دمشق باللقاء الأخير بين الوحدة والوثبة، وسيكون اللقاء الأول للوحدة، واللقاء الأول للمدرب فراس معسعس مع الوثبة.
في الموسم الماضي
لقاء الكرامة مع تشرين كانا في مصلحة الكرامة، ففاز الكرامة في الذهاب بهدف باهوز محمد وتعادلا في الإياب بلا أهداف.
الفتوة بطل الدوري والكأس حسم لقاءي حطين في الموسم الماضي لمصلحته بهدف في كل مباراة، فسجل هدف الذهاب أحمد الأشقر وهدف الإياب صبحي شوفان.
مباراة الذهاب بين الجيش والطليعة لم يكتب لها النهاية السعيدة، فكانت نصف مباراة توقفت في نهاية الشوط الأول لإصابة الحكم المساعد بحجر في رأسه، قانوناً فاز الجيش 3/صفر، وكان الجيش متقدماً بهدف لمحمد الواكد من ركلة جزاء.
الواكد عوض هذا الهدف في مباراة الإياب وبفضله توج هدافاً للدوري بتسعة أهداف مع العلم أن مباراة الإياب حسمها الطليعة في دمشق بثلاثة أهداف لهدفين، سجل للطليعة عدي حسون وعلي رمضان ومدافع الجيش مؤيد خولي، وسجل هدفي الجيش محمد الواكد من جزاء وأسامة أومري.
مباراة الوحدة مع الوثبة في ذهاب الموسم الماضي انتهت لمصلحة الوحدة بهدفين نظيفين، سجلهما الغاني محمد أنس من ركلة والمدافع يوسف محمد وخرج المحترف المالي تراوري مطروداً من الوحدة، وشهدت هذه المباراة أول فوز للوحدة بعد ست مباريات متعثرة، وكانت أول خسارة للوثبة، في الإياب تعادلا بلا أهداف.
في موسم 1997- 1998 فاز أهلي حلب على الشعلة في الذهاب بأربعة أهداف سجلها فتح الله الطويل ومهند البوشي وعمار ريحاوي وعبد الملك عزيزي، وفي الإياب بهدف أنس صابوني من ركلة جزاء.
الشرطة في موسم 2021-2022 فاز على جبلة مرتين، في الذهاب بهدفي حاتم النابلسي ومعن الحسن، وفاز في الإياب أيضاً بهدفي خليل إبراهيم من جزاء ويوسف عرفة مقابل هدف لحمزة الكردي.