تحذيرات من سقوط الأشجار على المواطنين.. ومجلس المدينة يقوم بالكشف عليها … مجموعات منظمة تستغل أطفالاً لقطع أشجار الحدائق في مدينة الحسكة وبيعها
| الحسكة- دحام السلطان
لم تقتصر التعديات الجائرة على المحميات الطبيعية والغابات الحراجية المتوضعة عند مداخل مدينة الحسكة في الجهات الجنوبية والغربية والجنوبية الغربية والشرقية للمدينة، بل تعدتها إلى قلب الحدائق العامة ومنصفات الشوارع الرئيسة وسط مدينة الحسكة، نتيجة للإهمال من جانب القائمين عليها من جهة، ومن ضعاف النفوس من «تجار الأزمة» وسواهم من جهة أخرى، الذين سوّلت لهم أنفسهم التعدي من دون وجه حق على الأشجار الحراجية.
وأكد شهود عيان لـ«الوطن» من المواطنين المجاورة منازلهم لمواقع الحدائق العامة والمنصفات الرئيسة في شوارع المدينة، أن هناك مجموعات منظمة، وخاصة الأطفال واليافعين المشرّدين في الشوارع الذين أصبحوا عنواناً وظاهرة كارثية في شوارع المدينة، حيث يأتون في ساعات مبكرة كل صباح ويقومون بتقشير ساق الأشجار من «اللحى» الذي يحميها من العوامل الجوية والجفاف التي يعتريها، نتيجة انقطاع المياه الحكومية عن المدينة للعام الخامس على التوالي، بعد احتلال محطة مياه الشرب «علوك» من النظام التركي، تمهيداً لسقوطها، ومن ثم بيع خشبها من مجموعات أخرى للغير في السوق المحلية للاستفادة منه كوقود للتدفئة، وللمطاعم ومحال بيع الفحم أيضاً، الأمر الذي أدى إلى سقوط الأشجار بشكل عشوائي والوصول إلى نتائج كارثية مؤسفة.
ورأى مواطنون أن متابعة هذا الموضوع من الجهات المعنية بات مطلباً ملحاً، تجنباً لحدوث نتائج كارثية قد لا تُحمد عقباها، مثلما حصل يوم الأحد الماضي، حين سقطت واحدة من أشجار حديقة تشرين فوق سائق دراجة نارية وهو يمر بالشارع الذي يُحاذي الحديقة من الجهة الشمالية، ويمتد على طولها وطول مساكن التأمينات الاجتماعية بحي المطار الجنوبي، قبل أن يتم نقله إلى أحد المشافي الخاصة بالمدينة بحالة حرجة جداً ولا يزال في المشفى المذكور قيد العلاج إلى الآن.
وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها بل حدثت حادثة مشابهة لها منذ سنوات قليلة حين سقط عدد من أشجار حديقة ثانوية أبي تمام التي تقع في جنوب موقع الحديقة المذكورة، وراح ضحيتها آنذاك جزء من الجدارين الجنوبي والغربي للمدرسة، وبعد ذلك طفلة شهيدة من تلاميذ المدرسة في عمر الزهور، وجرح وإصابة نحو 10 أطفال معها.
وفي السياق علمت «الوطن» أن مجلس مدينة الحسكة باشر بالكشف الحسي والفوري على صورة وحال الأشجار اليابسة والآيلة للسقوط في كل منصفات الشوارع الرئيسة والحدائق العامة في أحياء وسط مدينة الحسكة، ولاسيما الأشجار التي تشكل خطورة على حياة المواطنين المقيمين في تلك المناطق والمارة في تلك الشوارع، بمباشرة العمل على إزالتها بالسرعة الكلية الممكنة، وذلك حرصاً على السلامة العامة.
كما ناشد رئيس مجلس مدينة الحسكة عدنان خاجو، المواطنين ضرورة التقيّد بتعليمات السلامة العامة والسير على الرصيف المخصص للمارة، تحسباً لأي طارئ قد يحصل، في ظل ظروف الأحوال الجوية السائدة في المنطقة خلال هذه الفترة كالعواصف والرياح الشديدة وهطل الأمطار الغزيرة خلال هذه الفترة من السنة.