تحذير للحكومة.. قطاع الدواجن في السويداء بخطر … 40 مدجنة فقط تعمل من أصل 300.. وعضو لجنة التسعير في التجارة الداخلية: خسائر أصحاب المداجن كبيرة
| السويداء – عبير صيموعة
بين الكثير من أصحاب المداجن لـ«الوطن» أن سوق الدواجن لا ضوابط تنظمه غير قانون العرض والطلب الذي يجعل السوق متذبذباً بشكل دائم ويفرض وجود ربح وخسارة في عملية التربية والتي يعرفها المربي ويقبل بها، مؤكدين أن ما يحدث حالياً وأمام كيفية التعاطي مع قطاع الدواجن يثبت بالمطلق أن الخسارة واقعة بشكل حتمي حتى قبل أن تبدأ عملية تربية الأفواج والتي تعتبر «حسب قولهم» نتيجة طبيعية لعجز الحكومة عن النهوض بواقع المداجن وتسهيل عملية التربية على المربين وتذليل الصعوبات التي تعترض عمليات التربية تلك.
وأشاروا إلى عدم توفر مادة التدفئة الرئيسية وهي الفحم وإن وجدت ففي السوق السوداء «لوجود قرار بمنع نقل الفحم» من المناطق الشمالية حيث وصل سعر الطن الواحد إلى ١١ مليوناً تقريباً نظراً لغلاء أجور النقل، إضافة إلى عدم توافر مادة المازوت إلا بكميات قليلة والأهم عدم العدل بتوزيع المادة، فبعض المداجن تأخذ مخصصات المداجن من المازوت الزراعي والعدد قليل والأغلبية لا تأخذ من دون أي معيار، مع العلم أن المازوت لتشغيل المولدات فقط وليس للتدفئة فالكميات قليلة تعادل ليتراً لكل ١٠ طيور وهذه الكمية لتشغيل مولدات المازوت بالمداجن لأنها بحاجة إلى الكهرباء لضخ المياه وشحن البطاريات وتشغيل محركات الهواء الخاصة بالمدافئ «كوار» لتتركز الإشكالية الأكبر في تأمين الأعلاف وارتفاع أسعارها وخاصة مقارنة مع دول الجوار يضاف إليها فرق السعر الكبير جداً بين أرض المدجنة ونافذة البيع والذي يستفيد من هذا الهامش هو التجار وأصحاب المسالخ.
وأكد الكثير من المربين أنه في حال لم يتم أخذ تلك المعوقات والصعوبات بنظرة جدية من الجهات المعنية مع محاولة تذليلها فإن قطاع الدواجن يتجه إلى انهيار بالمطلق خاصة مع دخول فصل الشتاء وارتفاع تكاليف التدفئة الذي سيفرض بالمطلق تراجعاً في التربية الأمر الذي سيؤدي إلى رفع سعر كيلو الفروج إلى 40 أو50 ألف ليرة نهاية العام الحالي وهذا السعر في أرض المدجنة وليس للمستهلك.
عضو لجنة تسعير الفروج عن قطاع المداجن في مديرية التجارة الداخلية وممثل أصحاب المداجن الخاصة في المحافظة خلدون النجاد أكد لـ«الوطن» ارتفاع تكاليف الإنتاج الضخمة للتربية وخاصة الأعلاف، لافتاً إلى أنه وخلال دورات التربية المتتالية السابقة كانت خسارة أصحاب المداجن كارثية بسبب ارتفاع التكاليف وأهمها أسعار الأعلاف التي ارتفعت بشكل كبير حتى عن دول الجوار.
وأشار النجاد إلى أن الخسائر المتتالية للمربين والتي بدأت بـ70 مليوناً ضمن المدجنة التي تضم 5 آلاف طير وصولاً إلى أكثر من 330 مليوناً للمدجنة التي تحوي 40 ألف طير أدت إلى خروج الكثير من المربين من نطاق التربية خاصة مع عدم وجود أي دعم لهم من الوزارات المعنية، الأمر الذي أدى إلى إغلاق كثير من المداجن على مساحة المحافظة حيث لا يتجاوز عدد العامل منها أكثر من 40 مدجنة من أصل 300 مدجنة سواء المرخص منها أم غير المرخص ما أدى إلى إيجاد إشكالية تمثلت بنقص العرض وازدياد الطلب.
وبين النجاد عدم وجود أي دعم للمربي سواء من تأمين مادة المازوت أو الفحم الذي وصل سعر الطن الواحد منه إلى أكثر من 10 ملايين، لافتاً إلى لجوء أصحاب المداجن إلى إشعال دواليب الكاتشوك والحطب لتأمين التدفئة لأفواج التربية خلال الدورات السابقة، مؤكداً أن ارتفاع التكاليف مع ضعف القدرة الشرائية للمواطن سيوصلان أصحاب المداجن إلى مرحلة الخسارة المحتمة.
رئيس لجنة مربي الدواجن في غرفة زراعة المحافظة صالح مخيبر أكد لـ«الوطن» أنه وضمن التكلفة العالية لعملية التربية فإن تربية الدواجن بدأت تتراجع على مساحة المحافظة من جراء غلاء المادة العلفية لدى القطاع الخاص والتي وصل سعر الطن الواحد منها إلى أكثر 9.7 ملايين ليرة، إضافة لعدم توافر مادة المازوت بالسعر النظامي لزوم تشغيل المولدات حيث تحتاج المداجن المستثمرة إلى أكثر من 48 ألف ليتر لكل دورة تربية والبالغة شهرين ولا يتم تأمين أكثر من 23 ألف ليتر بالحد الأدنى ما يحرم الكثيرين من المادة.
وأشار أيضاً إلى غلاء أسعار الفحم الذي تجاوز سعر الطن منه مع أجور النقل 11 مليون ليرة ولجوء الكثير من المربين إلى مادة تفل الزيتون التي تحتاج منها كل مدجنة إلى طن واحد يومياً لعملية التدفئة بسعر 5 ملايين للطن الواحد، فضلاً عن مادة نشارة الخشب لفرش المدجنة التي وصل سعر الكيس الواحد منها إلى 15 ألفاً هذا فضلاً عن ارتفاع أسعار الأدوية، موضحاً أن تلك الأسباب مجتمعة سوف تؤدي حتماً إلى العزوف عن تربية الدواجن وانخفاضها إلى نسبة 30 بالمئة وبالتالي ارتفاع أسعار الفروج نتيجة نقص العرض وازدياد الطلب.
ولفت مخيبر إلى أنه حسب دورات التربية فيوجد نحو 500 ألف طير في كل دورة ضمن المداجن على مساحة المحافظة والتي تحتاج إلى ملايين الليرات لتأمين التدفئة لأن كل طير يحتاج إلى 14 ألف ليرة تدفئة فقط تضاف إليها الأدوية وثمن الصوص الذي تجاوز 10 آلاف ليرة والمياه والأعلاف والنشارة ويد عاملة بحيث يكلف كل طير نحو 30 ألف ليرة، في حين يتم تسعير الكيلو حالياً بأرض المدجنة بـ24 ألف ليرة وهو ما رتب خسارة حقيقية في كل طير وزن كيلويين غرام ما قيمته 10 آلاف على أقل تقدير وهو ما ينعكس سلباً على المربي والمستهلك بآن واحد.
وطالب بضرورة العمل بالسرعة القصوى على تأمين مادة المازوت بالكميات المطلوبة لكل مدجنة والعمل على خفض أسعار الأعلاف لتتساوى مع أسعارها في دول الجوار على أقل تقدير وإلا فإن مصير قطاع تربية الدواجن هو الانهيار نتيجة عزوف المربين عن كار التربية الأمر الذي سيفرض بالضرورة زيادة الطلب ونقص العرض ما سيحتم بالضرورة ارتفاع سعر الفروج إلى أسعار فلكية.