الجزائر نجحت بطرد الإسرائيلية ليفني من منتدى تحالف الحضارات … عطاف: بلورة مبادرات تعيد إلى المجموعة الدولية دورها بالمحاسبة والعقاب
| وكالات
بينما نجح الوفد الجزائري برئاسة وزير الخارجية أحمد عطاف، بطرد الوزيرة الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، من فعاليات الطبعة العاشرة لمنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات المنعقد في مدينة كاشكايش البرتغالية، دعا عطاف، في كلمته أمام المنتدى، إلى العمل على بلورة مبادرات «فعلية وجريئة»، تعيد إلى «المجموعة الدولية» الاضطلاع الفعلي بواجباتها في مساءلة ومحاسبة ومعاقبة من تسول له نفسه مساومتها وابتزازها.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية «واج»، نقلاً عن مصادر مقربة من الوفود المشاركة أن هذه الوفود تفاجأت بوجود ليفني خلال افتتاح المنتدى، الذي يُفترض أن يكون منصة للحوار والتعايش السلمي، وقد دفع هذا الأمر الوفد الجزائري ومعه عدد من الدول العربية والإسلامية وغيرها من البلدان الداعمة للشعب الفلسطيني إلى التأكيد على رفض مشاركة المسؤولة الإسرائيلية المعروفة بسجلها الإجرامي ضد الفلسطينيين.
وذكرت «واج» أن الوفد الجزائري نجح في إقناع المنظمين بإبعاد ليفني، بعد مفاوضات مكثفة، حيث اضطرت الجهات المنظمة للاعتذار وسحب الدعوة الموجهة إليها، وحسب المصادر، يأتي هذا الموقف انسجاماً مع الموقف الجزائري الثابت من القضية الفلسطينية ورفض التطبيع مع إسرائيل، وقبل ذلك حسم الوفد الجزائري الأمر بإعلان انسحابه من الاجتماعات في حال بقاء ليفني، ما اضطر المنظمين في النهاية إلى الاستجابة لمطالبه.
وانطلقت، في بلدة كاشكايش البرتغالية، أول من أمس الثلاثاء أعمال المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات، تحت شعار «متحدون في السلام: استعادة الثقة وإعادة تشكيل المستقبل» ويختتم أعماله الخميس، ويعد هذا التحالف فرصة فريدة للتبادل والحوار والاكتشاف بشكل أكبر لإنسانية الآخر، وفقا لقيم ومبادئ التسامح والتنوع واحترام الآخر، وتتخذ مبادرة تحالف الحضارات من ولاية نيويورك الأميركية مقرا، ويعقد المنتدى مرة كل عامين في دولة عضو بمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات، التي تضم 131 دولة عضواً في الأمم المتحدة و29 منظمة دولية.
وفي كلمة له، أمام المنتدى، أمس الأربعاء، دعا وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إلى العمل على بلورة مبادرات «فعلية وجريئة»، تعيد إلى «المجموعة الدولية» الاضطلاع الفعلي بواجباتها في مساءلة ومحاسبة ومعاقبة من تسول له نفسه مساومتها وابتزازها.
وأشار عطاف، حسب «واج» إلى أن العالم يعيش اليوم على وقع «تحولات بالغة الخطورة، تنذر بتلاشي منظومة القواعد التي تحتكم إليها العلاقات الدولية المعاصرة وتهدد بتكريس منطق اللجوء للقوة والإفراط في استعمالها كواقع يفرض نفسه في العديد من أركان المعمورة وتمهد لترسيخ النزعة الأحادية والانطواء على الذات كنهج لتحقيق المكاسب الظرفية والتعامل مع التطورات الخارجية».
ولفت عطاف إلى أن أبرز مثال تتجلى فيه هذه التحولات بجميع أركانها وفي أبشع صورها هو «ما يتعرض له الفلسطينيون ومعهم اللبنانيون من جرائم الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية على أيدي الاحتلال الإسرائيلي»، وأشار إلى أن «الأمر ذاته ينطبق على باقي دول الجوار الفلسطيني التي لم تسلم هي الأخرى من تجبر المحتل الإسرائيلي وتصعيده اللامحدود»، معتبرا أن العالم لا يعاني من صراع بين الحضارات مثلما يريد البعض الترويج له»، بل إن «ما شهدناه وما نزال نشهده هو صراع على النفوذ غير المشروع، وهو صراع من أجل هيمنة الأقوياء على الضعفاء».