ترحيب عربي ودولي باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.. وألمانيا: بصيص أمل … القاهرة وبغداد ورام الله: يمهد لوقف العدوان على غزة.. الرياض: حافظ على سيادة لبنان
| وكالات
لقي اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وكيان الاحتلال الإسرائيلي ودخوله حيز التنفيذ فجر أمس الأربعاء، ترحيباً واسعاً على الصعيدين العربي والدولي، واعتبرته الأطراف فرصة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأعربت الخارجية السعودية عن ترحيب الرياض بوقف إطلاق النار في لبنان، مثمنة جميع الجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن، وقالت في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية «واس»: «نأمل أن يقود تنفيذ وقف إطلاق النار إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 وحفظ سيادة وأمن واستقرار لبنان، وعودة النازحين إلى منازلهم بأمان».
الخارجية العراقية، من جهتها، أعربت عن «أملها بأن يُسهم هذا الاتفاق في وضع حد للعنف والدمار والمعاناة التي يواجهها الشعب اللبناني الشقيق»، ودعت في الوقت ذاته إلى إنقاذ قطاع غزة، وجددت في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية «واع»، دعم العراق المستمر لحكومة لبنان وشعبه، وحرصها على تعزيز الاستقرار في المنطقة، مشددة على أهمية تكثيف الجهود الدولية لضمان تجنب تصعيد جديد وتأمين حياة كريمة للشعب اللبناني، إضافة إلى اتخاذ خطوات جادة وعاجلة لوقف المجازر والاعتداءات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية التي تفاقمت جراء التصعيد العسكري المستمر.
إلى ذلك، رأت الخارجية الأردنية أن إعلان وقف إطلاق النار في لبنان برعاية أميركية – فرنسية، خطوة مهمة يجب أن تتبع بجهد دولي يُسهم في وقف العدوان على قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مؤكدة دعم المملكة للبنان وأمنه واستقراره وسيادته وسلامة مواطنيه، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بالكامل ودعم تمكين المؤسسات الوطنية اللبنانية وضمان إعمار ما دمرته الحرب وتقديم المساعدات الاقتصادية اللازمة للبنان، وشددت على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وإدامة إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إلى جميع أنحاء القطاع، وفقاً لوكالة الأنباء الأردنية «بترا».
بدورها، رحبت الرئاسة الفلسطينية بإعلان دخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، ودعت إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي حول غزة، معربة عن أملها بأن تسهم هذه الخطوة في وقف العنف وعدم الاستقرار اللذين تعانيهما المنطقة جراء السياسات الإسرائيلية التي تقود المنطقة إلى الانفجار الشامل، كما شددت في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» على ضرورة الإسراع في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 الخاص بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع ومنع تهجير أبناء الشعب الفلسطيني، وتمكين دولة فلسطين من مسؤولياتها كاملة هناك.
في السياق، اعتبرت الخارجية المصرية في بيان، أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان من شأنه الإسهام في بدء مرحلة خفض التصعيد بالمنطقة، من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بكل عناصره، وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار بجنوب لبنان، مجددة أهمية احترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شأنه الداخلي، ومشيرة إلى أن الاتفاق ينبغي أن يمهد لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية من دون عراقيل، داعية إلى إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وإنهاء الاحتلال، وفق قناة «القاهرة الإخبارية».
من جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في أن يضع هذا الاتفاق حداً للعنف والدمار ومعاناة المدنيين، ودعا في بيان نقله مركز أنباء الأمم المتحدة: «الأطراف إلى الاحترام الكامل والتطبيق العاجل لجميع الالتزامات بموجب الاتفاق، إلى اتخاذ خطوات فورية باتجاه تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بشكل كامل».
بدوره، أكد المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في منشور على منصة «إكس» أن «اللبنانيين لهم الحق في استعادة سيادتهم الكاملة على شؤون البلاد، كما أن الاتفاق على وقف إطلاق النار يشكل ارتياحاً في ظل الوضع في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أهمية أن «يصمد وقف إطلاق النار لضمان سلامة اللبنانيين وعودة النازحين».
بالتوازي، دعت الخارجية التركية، المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لدفعها إلى الالتزام حرفياً بوقف إطلاق النار والتعويض عن الأضرار التي ألحقتها بلبنان، وقالت: «نرحب بالنتيجة الإيجابية التي أسفرت عنها المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في لبنان ونأمل أن يكون دائما»، مضيفة: «إنه من أجل ضمان السلام والاستقرار في المنطقة، لا بد من إعلان وقف دائم وشامل لإطلاق النار بغزة في أقرب وقت، ويجب على إسرائيل إنهاء سياساتها العدوانية»، حسبما نقلته وكالة «الأناضول».
في الغضون، وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان بأنه «بصيص أمل» للمنطقة بأسرها، ويمثل نجاحاً للدبلوماسية وما يمكن تحقيقه من خلالها، في حين أعرب رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو عن ترحيب بلاده بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان داعياً جميع الأطراف إلى تنفيذه بشكل كامل لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة، في حين دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى ضرورة تحقيق تقدم فوري نحو التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق جميع الرهائن، ورفع القيود عن وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأعلن الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك مساء أول من أمس الثلاثاء، عن اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان يدخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء (أمس)، وجاء في البيان المشترك الذي نشره البيت الأبيض على موقعه الرسمي: «اليوم، وبعد أسابيع عديدة من الدبلوماسية الدؤوبة، وافقت إسرائيل ولبنان على وقف الأعمال العدائية بينهما»، مشيراً إلى أن إعلان وقف إطلاق النار «سيهيئ الظروف لاستعادة الهدوء الدائم والسماح للسكان بالعودة الآمنة إلى ديارهم على جانبي الخط الأزرق».
وأكد الرئيسان أن «الولايات المتحدة وفرنسا ستعملان مع إسرائيل ولبنان لضمان تنفيذ هذا الترتيب وتطبيقه بالكامل، وأن واشنطن وباريس ستظلان مصممتين على منع عودة هذا النزاع إلى دورة جديدة من العنف»، مشددين على دعم الجهود الدولية لبناء قدرات القوات المسلحة اللبنانية وكذلك دعم التنمية الاقتصادية في جميع أنحاء لبنان لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة.