الاحتلال خرقه في لحظاته الأولى.. والجيش اللبناني باشر انتشاره جنوب الليطاني مع سريان اتفاق وقف إطلاق النار.. اللبنانيون يعودون إلى بلداتهم وقراهم
| وكالات
بمجرد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب اللـه والاحتلال الإسرائيلي الذي دخل أمس حيّز التنفيذ، بدأ الآلاف من أهالي قرى وبلدات جنوب لبنان وشرقه بالعودة إلى منازلهم والفرحة تعتلي وجهوهم، ليقوم الاحتلال بخرق هذا الاتفاق منذ لحظاته الأولى عبر إطلاق رشقات رشاشة وقذائف مدفعية عليهم وعلى مجموعة من الصحفيين الذين أصيبوا جراء ذلك، بالتزامن مع بدء الجيش اللبناني تعزيز انتشاره في قطاع جنوب نهر الليطاني بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الـ«يونيفيل».
وفي التفاصيل، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال حيّز التنفيذ، أمس، في تمام الساعة الـ4 فجراً بتوقيت بيروت.
وحسب قناة «الميادين»، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى تفاصيل يتضمّنها الاتفاق، إذ «يشمل عدم قيام الاحتلال بأي عمل عسكري ضد لبنان»، وسيسحب قواته (المحتلة) بالتدريج من جنوب «الخط الأزرق» في لبنان، خلال مدة تصل إلى 60 يوماً.
إضافة إلى ذلك، فإن الاتفاق يتضمّن أن كلّاً من لبنان والاحتلال» يلتزمان قرار مجلس الأمن الدولي «1701».
قناة «الحرة» الأميركية من جهتها، ذكرت أن الاتفاق ينص على انسحاب جيش الاحتلال من جنوب لبنان خلال ستين يوماً، مقابل الانسحاب الكامل لحزب اللـه إلى شمال نهر الليطاني،
وأضافت إنه، ومع انسحاب حزب اللـه وجيش الاحتلال بشكل تدريجي، سيبدأ الجيش اللبناني انتشاراً تدريجياً أيضاً في جنوب لبنان، وفقا لبنود الاتفاق.
وسبق للرئيس الأميركي جو باين، أن أعلن في خطابٍ من البيت الأبيض، الثلاثاء أن لبنان وكيان الاحتلال الإسرائيلي وافقا على مقترح وقف إطلاق النار.
وأشار بايدن إلى أنه لن يكون هناك جنود أميركيون في جنوب لبنان، معتبراً أن «هذا وعده للشعب الأميركي».
وقال: إنه منذ بداية «الحرب على حزب الله، فإن آلاف الإسرائيليين باتوا لاجئين»، مشيراً إلى أن بلاده «تدعم سيادة لبنان الذي يمتلك ثقافات متعددة».
وعقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، بدأ أهالي جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية صباح أمس العودة إلى مناطقهم وبلداتهم وقراهم.
وقال مواطنون لبنانيون عائدون إلى بيوتهم في تصريحات نقلتها «الميادين»: «انتصرنا بعزيمتنا وصمودنا ومقاومتنا».
وأشاروا إلى أن «مستوطني شمال فلسطين المحتلة لم يعودوا، لكنّ أهل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية عادوا»، وأضافوا: إن «العدو راهن على الفتنة والحرب الأهلية، لكنه فشل».
وكالة «الأناضول» بدورها تحدثت عن مشاهد مدمجة بالفرح ومظاهر الاحتفال التي ظهرت على النازحين العائدين لمنازلهم في مختلف المناطق، رغم الدمار الكبير الذي لحق بها.
ولفتت، إلى أن اللقاءات بين الأهالي طغى عليها العناق وكلمة «الحمد لله على السلامة»، لعودتهم سالمين.
وأكدت أن مداخل الضاحية الجنوبية شهدت زحمة سير بسبب مواكب السيارات التي تنقل العائلات النازحة نتيجة القصف الإسرائيلي.
وحسب الوكالة، أظهرت مواكب السيارات وهي ترفع إعلام حزب اللـه وحركة «أمل» وصور كل من الشهيدين الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر اللـه ورئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين، حيث جابت شوارع الضاحية الجنوبية احتفالاً بالعودة، فيما أكدت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أن أصحاب المباني والمحال باشروا إزالة الردم والركام من أمام ممتلكاتهم.
وفي بعلبك شرقاً، لم يختلف المشهد، حيث بدأت منذ الصباح أمس قوافل سيارات العودة بالتوافد من مناطق النزوح والإيواء والاستضافة إلى مدن وبلدات المنطقة، حسب «الأناضول».
أما جنوباً، فقد شهد أوتوستراد صيدا باتجاه الجنوب زحمة سير، حيث توجه الأهالي منذ فجر أمس إلى قراهم وبلداتهم، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
كما بدأت قوافل النازحين بالعودة منذ الرابعة فجراً إلى النبطية حاملين الأعلام اللبنانية ورايات «حزب الله».
بموازاة ذلك، وفي خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار، أفادت قناة «المنار»، أن مسيرات إسرائيلية حلقت في أجواء مرجعيون والخردلي جنوب لبنان، وأكدت أن قوات الاحتلال الإسرائيلية أطلقت رشقات رشاشة باتجاه محيط أهالي مدينة الخيام أثناء محاولتهم تفقد منازلهم في الحي الشمالي الشرقي، بالتزامن مع إطلاقها 5 قذائف مدفعية قرب بوابة فاطمة في بلدة كفركلا لترهيب مواطنين حاولوا الدخول إلى البلدة.
وفي وقت لاحق أمس، أفاد «لبنان 24» بأن جيش العدوّ الإسرائيليّ أطلق النار على مجموعة من الصحفيين في بلدة الخيام، مشيراً إلى أن بعض الصحفيين أصيبوا جراء إطلاق النار من الجانب الإسرائيليّ.
في غضون ذلك، أعلن الجيش اللبناني في بيان عبر منصة «إكس» أنه يتخذ الإجراءات اللازمة لاستكمال انتشاره في الجنوب، مع بدء سريان وقف إطلاق النار بين حزب اللـه والاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن هذه الخطوة تأتي «وفق تكليف الحكومة اللبنانية، وتنفيذ مهماته (الجيش) بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل ضمن إطار القرار 1701».
ودعا الجيش عبر البيان، «المواطنين إلى التريث في العودة إلى القرى والبلدات الأمامية التي توغلت فيها قوات العدو الإسرائيلية بانتظار انسحابها وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار»، الذي لم تُنشر بنوده رسمياً بعد.
كما حث «العائدين إلى سائر المناطق لتوخي الحيطة والحذر من الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة من مخلّفات العدو الإسرائيلي».
وفي وقت لاحق من مساء أمس، أكد «لبنان 24» أن الجيش باشر تعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني وبسط سلطة الدولة بالتنسيق مع الــــ«يونيفيل».