الخبر الرئيسي

بري: لبنان يطوي أخطر لحظة في تاريخه.. والمقاومة: أيدينا ستبقى على الزناد … رايات النصر ترتفع في جنوب لبنان

| الوطن

على مر عقود من الزمن، لم يتعلم العدو الإسرائيلي أن الشعوب لا تهزم، وأن المقاومة هي ثقافة وعقيدة وأن المؤمن بأرضه وبحقوقه يتمنى الشهادة من أجلها، وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة، ولعل أعظمها استشهاد سيد المقاومة حسن نصر اللـه ورفاقه من قيادات حزب الله، إلا أن من شاهد عودة عشرات الآلاف من النازحين يوم أمس إلى قراهم وبيوتهم في جنوب لبنان وهم ينحنون إجلالاً وإكباراً على أرواح الشهداء ويحيون بطولات المقاومين على الجبهات الأمامية، مؤكدين أن عودتهم نصر، وإعادة إعمار ما دُمر هو نصر، وإخفاق العدو في تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها هو نصر، يدرك أنه لا يمكن لأحد أن يهزم الإرادة ويصادر الحقوق ويدنس التراب، فالتاريخ شاهد على قدسية أرض الجنوب، وعلى الوعد الصادق بأنه لا يمكن للجنوب أن يسقط ولا يمكن للعدو أن يستبيح الأرض، هكذا فقط تنتصر شعوب العزة والكرامة، الشعوب المؤمنة بقيادتها وعقيدتها.

وبمجرد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب اللـه والاحتلال الإسرائيلي الذي دخل أمس التنفيذ من الرابعة فجراً، بدأ الآلاف من أهالي قرى وبلدات جنوب لبنان وشرقه بالعودة إلى منازلهم والفرحة تعتلي وجهوهم، ليقوم الاحتلال بخرق هذا الاتفاق منذ لحظاته الأولى عبر إطلاق رشقات رشاشة وقذائف مدفعية عليهم وعلى مجموعة من الصحفيين الذين أصيبوا جراء ذلك.

وقال مواطنون لبنانيون عائدون إلى بيوتهم في تصريحات نقلتها «الميادين»: «انتصرنا بعزيمتنا وصمودنا ومقاومتنا».

وأشاروا إلى أن «مستوطني شمال فلسطين المحتلة لم يعودوا، لكنّ أهل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية عادوا»، وأضافوا: إن «العدو راهن على الفتنة والحرب الأهلية، لكنه فشل».

وأظهرت المشاهد القادمة من الجنوب اللبناني مظاهر الفرح والاحتفال التي بدت على النازحين العائدين لمنازلهم في مختلف المناطق، رغم الدمار الكبير الذي لحق بها.

كما شهدت مداخل الضاحية الجنوبية زحمة سير بسبب مواكب سيارات عائدة تنقل العائلات التي نزحت نتيجة القصف الإسرائيلي.

إلى ذلك وفي الوقت الذي أكد فيه محافظ ريف دمشق أحمد خليل استنفار كل الآليات من أجل ترميم الحفرة التي خلفها العدوان الإسرائيلي لتسهيل عملية عبور اللبنانيين من سورية إلى لبنان والعكس، كشف مدير معبر جديدة يابوس الحدودي عصام النصر اللـه في تصريح خاص لـ«الوطن» أن أعمال الصيانة والترميم تم إنجازها بشكل كامل وبالتالي عودة المعبر إلى وضعه الطبيعي بعد ردم الحفرة الكبيرة التي خلفها العدوان الإسرائيلي وفتح الطريق أمام حركة العبور للمسافرين والسيارات.

في غضون ذلك، أعلن الجيش اللبناني في بيان عبر منصة «إكس» أنه يتخذ الإجراءات اللازمة لاستكمال انتشاره في الجنوب، مع بدء سريان وقف إطلاق النار بين حزب اللـه والاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أن هذه الخطوة تأتي «وفق تكليف الحكومة اللبنانية، وتنفيذ مهماته (الجيش) بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» ضمن إطار القرار 1701».

ودعا الجيش عبر البيان، «المواطنين إلى التريث في العودة إلى القرى والبلدات الأمامية التي توغلت فيها قوات العدو الإسرائيلي بانتظار انسحابها وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار»، الذي لم تُنشر بنوده رسمياً بعد.

كما حث «العائدين إلى سائر المناطق لتوخي الحيطة والحذر من الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة من مخلّفات العدو الإسرائيلي».

وفي وقت لاحق من مساء أمس، باشر الجيش اللبناني تعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني وبسط سلطة الدولة بالتنسيق مع «يونيفيل» وذلك حسب ما أوردت وسائل إعلام لبنانية.

المقاومة وفي بيان لها مساء أمس نشرت تقريراً مفصلاً عن عملياتها خلال أشهر العدوان وأكدت أن أعين المجاهدين ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قوّات العدو إلى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد دفاعاً عن سيادة لبنان وفي سبيل رفعة وكرامة شعبه.

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وفي كلمة له رأى أن لبنان يطوي «لحظة تاريخية» هي الأخطر هددت تاريخه ومستقبله، وعليه اليوم استدعاء كل عناوين الوحدة من أجل مواجهة التحديات، في حين جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.

اتفاق وقف إطلاق النار لاقى ترحيباً واسعاً على الصعيدين العربي والدولي، واعتبرته الأطراف فرصة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، حيث رحبت كل من السعودية ومصر والعراق والأردن والرئاسة الفلسطينية، بالاتفاق وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن أمله في أن يضع هذا الاتفاق حداً للعنف والدمار ومعاناة المدنيين، فيما اعتبر منسق شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، الاتفاق أنه يشكل ارتياحاً في ظل الوضع في الشرق الأوسط.

وفي السياق، أعربت حركة حماس عن التزامها بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ وفي رسالة إلى اجتماع الأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي للسلام، إلى ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة «كأولوية قصوى حالياً» لمنع التصعيد في الشرق الأوسط، إضافة إلى دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مبيناً أن بلاده ستواصل العمل مع المجتمع الدولي للمساعدة في ذلك.

وفي وقت سابق أمس، رحبت الصين وإيران باتفاق وقف إطلاق النار، مجددين دعوتهما إلى ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم في قطاع غزة، في حين أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن التصعيد المستمر لأزمة الشرق الأوسط سببه سياسات العدوان والعسكرة التي تنتهجها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة.

بالمقابل أقرّ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي سابقاً تمير هايمن بأن جيش الاحتلال لم يحقّق أياً من أهداف عدوانه على لبنان، مؤكداً أن مقاتلي الحزب جسّدوا بالقتال الجريء مقولة أنه بالميدان وحده تفرض المعادلات، في حين أظهر استطلاع للرأي أن 99 بالمئة من المستوطنين يعتقدون بأن كيان الاحتلال لم ينتصر في الحرب على حزب الله، الذي حقّق «النصر المطلق».

وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» من جهتها أن 40 بالمئة من المنازل في مستوطنة المطلة مدمّرة بفعل هجمات حزب الله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن