تكريم الفائزين بالجوائز الأدبية لعام 2024 … وزيرة الثقافة: الجائزة قيمة معنوية لمن بذل جهداً في الكتابة والإبداع
| مايا سلامي- ت- طارق السعدوني
برعاية وحضور وزيرة الثقافة د. ديالا بركات كرمت وزارة الثقافة- الهيئة العامة السورية للكتاب صباح الخميس الفائزين بجوائزها الأدبية لعام 2024 في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
حيث ذهبت جائزة عمر أبو ريشة للشعر للشاعر علّام صبح عن قصيدته «وردة لابنة الماء»، وجائزة حنا مينا للرواية للكاتبة عائدة الفهد عن روايتها «نهارات التعب»، وجائزة القصة القصيرة الموجهة للكبار للكاتب جمال الطرابلسي عن قصة «دم اليحمور والجلاميق»، وجائزة القصة القصيرة الموجهة للطفل للكاتب عبد الغني المحمد عن قصة «يد لوحدها تصفق»، أما جائزة القصيدة الموجهة للطفل فقد منحت للكاتب عادل جبر زينب عن قصيدة «لغتي هويتي»، في حين حجبت جائزة سامي دروبي للترجمة هذا العام، كما تم تكريم لجان التحكيم المختصة.
قيمة معنوية
وفي تصريح لوسائل الإعلام قالت وزيرة الثقافة د. ديالا بركات: «شهدنا اليوم توزيع مجموعة كبيرة من الجوائز على الفائزين والمشرفين على التحكيم، حيث دأبت وزارة الثقافة ممثلة بالهيئة العامة للكتاب على تكريمهم بشكل سنوي، وهذا التكريم ذات قيمة معنوية لمن بذل جهداً في الكتابة والإبداع».
وأضافت: «من بين عشرات المشاركات تم انتقاء الأعمال الفائزة بالاعتماد على الحكمة والخبرة والدراسة لسنوات طويلة، ومبارك للفائزين وحظ طيب لمن لم يحالفهم الحظ في هذه المرة».
وتوجهت بالشكر للجان التحكيم المختصة على الوقت والجهد الذي بذلوه في إصدار النتائج.
استمرار الإبداع
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب د. نايف الياسين على أهمية تكريم المبدعين مادياً ومعنوياً لأن استمرار الإبداع يتطلب الدعم والتشجيع وهذا ما دأبنا عليه سنوياً.
وأوضح أن الأعمال التي قدمت هذا العام مختلفة ومتنوعة ولجان التحكيم دائماً تسعى إلى تقصي الجديد وهذا العنصر يؤخذ في التقييم إلى جانب جودتها حتى ترتقي لحجم الجائزة.
وفي كلمته التي ألقاها بين د. الياسين أنه في كل عام يتجدد مسعى الهيئة العامة السورية للكتاب في البحث عن أصوات جديدة في حقول التأليف والترجمة من خلال الجوائز التي تحتفل بتوزيعها.
وكشف أن جائزة سامي دروبي للترجمة حجبت هذا العام لأن لجنة تحكيم الجائزة لم تجد بين الأعمال المقدمة ما يحقق معاييرها، وهذا حكم ينطبق على الأعمال المقدمة للجائزة لكنه لا ينطبق على حركة الترجمة النشطة في سورية ولا على المترجمين السوريين الذين يثبتون كفاءتهم وتميزهم من خلال أعمالهم المنشورة داخل وخارج سورية.
وأوضح أن هذه الجوائز تأسست كغيرها من الجوائز الأدبية لتقدم بعض الدعم المادي والمعنوي للكتاب السوريين من خلال تسليط الضوء على أعمالهم ونشرها والترويج لها.
وأكد أن لجان تحكيم الأعمال شكلت من نخبة الأكاديميين والكتّاب والمترجمين المعروفين بنزاهتهم وحرفيتهم وحرصهم على الثقافة والفكر والإبداع.
صور الفساد
وأعلن د. وائل بركات نتائج جائزة حنا مينا للرواية، وأوضح أنه في هذا العام استلم أعضاء لجنة الحكم الأعمال الروائية المتقدمة إلكترونياً وبلغ عددها ثمانية عشر عملاً استحق بعضها القراءة وبعضها الآخر متواضع المستوى.
وبين أن الرواية الفائزة حكت عن صور الفساد والصراعات الطبقية التي لا تنتهي في بيئة ريفية/ مدنية تحكمها العشائرية، كما ترسم أشكال الظلم والبطش والتنكر للأخلاق والقيم الإنسانية التي تمارسها شخصيات العمل الرئيسية ويعانيها سكان هذه الجغرافية، لافتاً إلى أن الرواية تقيم موضوعها بمهارات سردية واضحة وبرسم عميق للشخصيات ما يجعلنا نقرأ بدقة الواقع الحياتي لمنطقة الجزيرة السورية.
خمسة أعمال
وألقت د. ندى الصالح كلمة لجنة تحكيم جائزة سامي الدروبي للترجمة، وقالت: «خمسة أعمال قدمت لنيل الجائزة، أربعة منها مترجمة عن اللغة الإنكليزية وعمل واحد مترجم عن اللغة الروسية، وتنوعت الأعمال بين الرواية والمسرحية والدراسة النقدية».
وأضافت: «نظرت اللجنة في الأعمال معتمدة المعايير المتمثلة في أهمية العمل بلغته الأصلية وأهميته بالنسبة للقارئ العربي ودقة الترجمة وجماليتها، والحفاظ على روح العمل ودقة المصطلح وأسلوب الترجمة وبالتأكيد سلامة اللغة، وبعد النظر في الأعمال المقدمة خلصت اللجنة إلى أن هذه الأعمال لم تحقق المعايير المطلوبة وبالتالي حجبت الجائزة».
معايير فنية
تقرير جائزة القصة القصيرة الموجهة للكبار قدمه أ. أيمن الحسن وبين أن عدد القصص المشاركة في جائزة القصة القصيرة الموجهة للكبار وصل إلى 36 قصة.
وأوضح أن كل محكم قرأ القصص ومنحها العلامات المستحقة وفق المعايير الفنية لكتابة القصة القصيرة، وتم النظر إلى العنوان والحدث المشوق والشخصية الإشكالية والحبكة المعتمدة إضافة إلى التقنيات المستخدمة وخاتمة القصة مع مراعاة السلامة اللغوية.
بهية وغنية
وقال أ. رامز حاج حسين في كلمة لجنة تحكيم جائزة القصة القصيرة الموجهة للطفل: «كان لنا في هذا العام العديد من النصوص البهية والغنية، راعينا في لجنة التحكيم عدة نقاط في تقييم الأعمال منها اللغة السليمة المناسبة للمستوى العمري الطفولي، والحداثة، وتنمية إدراك الطفل وخياله عبر سردية النص».
تفرد الموضوع
وأوضحت الشاعرة ثراء الرومي في كلمة لجنة تحكيم جائزة القصيدة الموجهة للطفل أن المنافسة كانت قوية ولافتة وتنوعت مضامين القصائد وأساليب الشعراء ومنهم من امتاز بالاهتمام الكبير بالجانب الفني الأخاذ لكنه أغفل الجانب الفكري المتعلق بالرسالة التي تطرحها القصيدة، ولفتت إلى أن القصيدة المتصدرة امتازت بتفرد الموضوع واللغة والصور البيانية والإيقاع الشعري.
وكشفت أن القصيدة الفائزة ستحظى بجائزة مادية وشهادة تقدير كما ستنشر في مجلة أسامة وستترجم كلماتها إلى رسومات مميزة.
الفائزون لـ«الوطن»:
الفائز بجائزة عمر أبو ريشة للشعر الشاعر علّام صبح: «سعيد جداً بفوزي بهذه المسابقة لأهميتها المعنوية الكبيرة بالنسبة لي، وجائزة عمر أبو ريشة محط اهتمام الكثير من المبدعين على مستوى سورية والعالم العربي وأنا أعتبرها إضافة حقيقية لمسيرتي الأدبية. شاركت بقصيدة فيها مشاعر إنسانية مفرطة بتنا بحاجة إليها في ظل ما نعانيه في العالم العربي».
الفائز بجائزة القصة القصيرة الموجهة للكبار الكاتب جمال الطرابلسي: «التكريم هو تحفيز لمزيد من العمل والعطاء والكتابة لكل مشارك حتى وإن لم يحالفه الحظ، والجائزة شيء رمزي ولها قيمة معنوية عالية في نفوسنا جميعاً وأنا شعرت بالسعادة بها لأنها احتفاء بعمل أنجزته وهذا أمر جميل يترك انطباعاً رائعاً في النفس».
الفائز بجائزة القصيدة الموجهة للطفل عادل جبر زينب: «أرى أن الكتابة للطفل صعبة جداً لأن لهم عالمهم الخاص، وللأطفال خصوصية كبيرة جداً بمشاعرهم وأحلامهم ودموعهم فيجب أن نختار لهم شعراً جميلاً فيه نوع من المسؤولية، والمفردات يجب أن تكون سهلة مأخوذة من عالم الطفل اللغوي والإدراكي، ومن ناحية المضمون يجب أن تكون المعاني بسيطة وحسية سهلة الفهم».